امتدت لقاءاتي مع البابا شنودة لأكثر من ثلاثين عاما, سجلت خلالها عشرات الأحاديث معه, وكنت أطرح عليه ما يخطر ببالي من أسئلة ويجيب عنها بسماحته المعروفة, وأمام مقره الخاص في دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون حكي لي تاريخ حياته, وأدهشني حضور ذهنه وذاكرته التي تحتفظ بالأحداث والأسماء والتواريخ بالتفصيل, ولكن يبدو أن في حياته محطات تركت لديه أثرا عميقا جدا حتي أنه كان يقف عندها طويلا ويستعيد اللحظات بكل دقة. لقد كان البابا شنودة رجلا فوق العادة بشخصيته ومواقفه وفكره وثقافته وبإدراكه لطبيعة العصر. وأعود إلي بعض ذكرياته لأعزي نفسي عن افتقاد الساعات الطويلة التي كنت أقضيها في ضيافته أستمع إليه وأتعلم منه وأتعرف علي بعض جوانب هذه الشخصية النادرة . كانت أول مفاجأة حين قال لي : إنه قضي طفولته مع شقيقه الأكبر عادل في مدينة دمنهور وأنه قضي سنوات تعليمه الأولي في مدرسة الأقباط الابتدائية بدمنهور , وكانت المفاجأة أن أعرف أنه عاش في دمنهور التي ولدت وعشت فيها , وتعلم في مدرسة الأقباط التي قضيت فيها أنا أيضا سنوات التعليم الابتدائي , وشعرت منذ هذه اللحظة أن هناك خيطا نسجه القدر يربطني بهذا الرجل العظيم . ومن يومها وأنا ألجأ إليه لأستمع إلي حديث الروح , والحكمة والفكر المستنير .. ومعلوم أنه ولد في قرية سلام بمحافظة أسيوط في 3 أغسطس 1923 وأن والدته توفيت عقب ولادته بحمي النفاس , وقال لي : إن الأسرة انشغلت بموت الأم ونسيت المولود وحين تذكرته وجدت أن جارتهم المسلمة أخذته وأرضعته وقامت بدور الأم , وكان يبتسم وهو يقول لي : لذلك فأنا لي إخوة في الرضاع مسلمون . سألته : أعلم أنك منذ طفولتك كنت مدمنا للقراءة تأثرا بوالدك فماذا قرأت في المراحل الأولي من العمر , قال : كنت أقرأ كتبا كثيرة أكبر من سني .. مثل كتاب قادة الفكر لطه حسين ورواية سارة للعقاد وغيرهما عندما كنت في سن الخامسة عشرة كما قرأت كتبا كثيرة في الطب والأدب والقصص والتاريخ , وقرأت روايات الجيب التي تدور أحداثها عن الثورة الفرنسية والثورة الروسية , وقرأت روايات شارلوك هولمز , وقرأت كثيرا في دواوين الشعر وبدأت أنظم الشعر وأنا في الخامسة عشرة من عمري دون أن أدرس قواعد الشعر وبحوره وأوزانه وتفاعيله وفي المرحلة الثانوية قضيت أياما طويلة في دار الكتب أقرأ الكتب عن قواعد الشعر خاصة كتاب أهدي سبيل إلي علم الخليل وعرفت قواعد الزحاف والعلة , وكنت أسهر الليالي أنظم القصائد وكثيرا ما كنت أعثر علي بيت من الشعر في أحلامي وأنا نائم فأقوم لأضيء النور وأسجله مما جعلني أنام ومعي القلم والورق . وكان مدرس اللغة العربية في المدرسة الثانوية ( الأستاذ محمود محمد سعد ) يطلب مني أن أنظم قصائد في المناسبات . وأذكر في امتحان شهادة الثقافة ( بعد السنة الرابعة الثانوية ) أن الممتحن في الامتحان الشفهي للغة العربية طلب مني أن أسمعه قصيدة شعر مما أحفظه فسألته : من أي عصر تريد؟ قال : هل تحفظ شعرا من كل العصور فقلت له : نعم , قال : إذن قل قصيدة من العصر الحديث , قلت : لأي شاعر , قال : لمن تحفظ؟ فذكرت له أسماء أكثر من عشرين شاعرا فتعجب . وسألني : لماذا تحفظ كل هذا الشعر وليس مقررا عليك؟ قلت : لأني أحبه , قال : وهل تقرض الشعر؟ فلما أجبته : بنعم طلب مني أن أسمعه قصيدة من شعري وسألني بعدها : من أي بحر هذه القصيدة قلت له : من بحر البسيط , قال وما وزنه فذكرت له الوزن , فتأكد بذلك أن القصيدة من نظمي وأعطاني النمرة النهائية . *** لماذا اختار دراسة التاريخ في الجامعة؟ قال : دراسة اللغات كانت صعبة لأن طلبة هذه الأقسام تلقوا تعليمهم في مدارس اللغات , ووجدت أن دراسة التاريخ هي الأفضل لأني كنت أحب التاريخ ومؤمنا بفائدته كما قال الشاعر : ومن وعي التاريخ في صدره .. أضاف أعمارا إلي عمره . وكنت الأول علي دفعتي وتخرجت سنة 1947 وعملت فترة مدرسا . أتم البابا شنودة دراسته الثانوية في مدرسة الإيمان بشبرا , وبدأ خدمته بمدارس الأحد بكنيسة العذراء بمهمشة , ثم بدأ خدمته بكنيسة الأنبا انطونيوس بشارع شيكولاني بشبرا , ومدارس الأحد التي كانت نقطة تحول بالنسبة للكنيسة لأنها عارضت الأساليب التقليدية في عمل رجال الدين والتحق بكلية ضباط الاحتياط وتخرج ضابطا بالقوات المسلحة في سنة 1947, وتخرج في الكلية الأكليريكية سنة 1949 وكان ترتيبه الأول . وفي هذه المرحلة تأثر بشخصية حبيب جرجس مؤسس مدارس الأحد الذي كان يقود حركة تطالب بالإصلاح في الكنيسة وإنهاء عصر الرهبان غير المتعلمين ليحل محلهم رهبان من خريجي الجامعات , وظل البابا شنودة يخدم في مدارس الأحد بروض الفرج . وتولي رئاسة تحرير مجلة مدارس الأحد من أكتوبر 1949 حتي يوليو 1954 عندما دخل سلك الرهبنة وكان واحدا من ثلاثة هم أوائل خريجي الجامعات الذين دخلوا في سلك الرهبنة وكان معه الأنبا صموئيل الذي اغتيل في حادث اغتيال الرئيس السادات , والأنبا غريغوريوس الذي تفرغ للبحث العلمي في اللاهوت المسيحي , وفي بداية الرهبنة كان اسمه الراهب أنطونيوس السرياني , وصار أمينا لمكتبة دير الريان في وادي النطرون , ثم ذهب إلي الصحراء ليقيم سنوات في مغارة في الجبل وحده متفرغا للعبادة , وضرب الرقم القياسي في حياة الوحدة في الصحراء بعيدا عن العمار لكي تصفو نفسه ويقترب من الله . كان يحكي ولاتزال الدهشة تكسو وجهه كيف تحول فجأة وبدون مقدمات من كاهن إلي أسقف وهي درجة عالية في سلم الكهنوت المسيحي في يونيو 1959 وبعد شهر واحد من جلوس البابا كيرلس السادس اختاره سكرتيرا له , ولكنه بعد فترة طلب من البابا أن يسمح له بالعودة إلي حياة الوحدة والتفرغ للخدمة وللعبادة في الدير إلي أن جاء يوم 30 سبتمبر 1962 واستدعاه البابا كيرلس للذهاب إليه فورا , وصحبه أسقف الدير علي عجل وهما في حيرة من سبب هذا الاستدعاء , وبعد حديث عابر مع البابا استأذن بعدها في الانصراف وركع أمام البابا كما هي العادة لينال البركة بصلاة البابا علي رأسه . وفوجئ بالبابا كيرلس يضع يده علي رأسه ويقول : ندعوك يا أنبا شنودة أسقفا للتعليم ومدارس الأحد والمعاهد الدينية . ثم يتلو الصلاة وبهذا تحول الراهب انطونيوس السرياني إلي الأسقف شنودة في لحظة واحدة في صالون البطريركية وهذا شيء لم يحدث من قبل ولا من بعد , قال لي البابا : في هذه اللحظة بكيت ولم ينفع البكاء , وشعرت أن حملا ثقيلا ألقي علي كتفي , وتذكرت ما قالته أم بطريرك سابق هو البابا مكاريوس الأول بعد اختياره فلم تفرح أمه بهذا المنصب وقالت له كنت راهبا مسئولا عن خلاص نفسك فقط , أما الآن فقد صرت مسئولا عن خلاص نفوس شعب الكنيسة بأكمله وهي مسئولية خطيرة , وأذكر أني لاحظت الدموع في عينيه وهو يحكي لي هذه القصة . سألته : ألم تواجهك مشكلة؟ وكيف تتعامل مع المشكلات؟ فقال : تواجهني كل يوم مشكلات كثيرة وليس مشكلة واحدة فأبنائي يطرحون علي همومهم وآلامهم ومتاعبهم العامة والخاصة ويلتمسون عندي الحل لمشكلاتهم , ومسئوليتي أن أساعدهم لأني بابا أي الأب للجميع , ومسئوليتي هي مسئولية الأب , وهناك مشكلات عامة لا أقدر علي حلها وحدي , هذه المشكلات أري أن الله أمامي فألجأ إليه وأصلي وأترك له أن يحلها , والله يعمل برحمته الحل .. سلاحي هو اللجوء إلي الله .. وعندما أجد المشكلة كبيرة وصعبة أذهب إلي الدير وأتفرغ للصلاة إلي أن تنفرج الأزمة .. والإيمان عندي يعني ثلاثة أشياء : التجرد , والتخلي , والاحتمال , وكل كلمة من هذه الكلمات الثلاث تحتاج إلي كتاب لشرحها وإلي سنوات من التدريب والمجاهدة .. وأنا لست وحدي .. أشعر دائما أن الرب معي . البابا شنودة قاد حركة تطوير هائلة في بنية وعمل الكنيسة القبطية , وتولي القيادة الروحية لعدد كبير من الرهبان من خريجي الجامعات من المهندسين والأطباء والمدرسين وخريجي كليات الزراعة والعلوم وذلك لأول مرة في تاريخ الكنيسة , وقاد بهؤلاء عملية تغيير تاريخية كبري لدور الكنيسة , ومكانة الأقباط وظهور شخصيات وقضايا جديدة , لم تكن تظهر في الساحة من قبل .. وشجع الأقباط علي الاندماج في الحياة السياسية والمشاركة فيها بايجابية بقدر الإمكان . *** أجريت مع البابا شنودة أحاديث كثيرة للأهرام , وعندما توليت مسئولية الإشراف علي صفحات الرأي طلبت منه أن يكتب مقالات للأهرام فكان يكتب مقالاته بخط جميل جدا علي ورق مسطر وبالقلم الفلوماستر الأسود , وقد احتفظت بأصول بعض هذه المقالات وأرسلت صورة منها للمطبعة .. وأعتقد أن هذه المقالات بخطه والصور الفوتوغرافية الكثيرة التي تجمعني به هي عزائي الآن . في الثمانينيات اقترحت علي البابا شنودة أن يلتقي بمجموعة من الزملاء في الدير , فقال لي : الدعوة مفتوحة ونتناول ( لقمة محبة ) معا , وذهبنا في أتوبيس لكثرة عدد الراغبين في قضاء يوم في الدير , وبعد ذلك تكررت هذه الرحلة كثيرا وكان من بين روادها سلامة أحمد سلامة , وصلاح الدين حافظ , وإبراهيم عمر , والدكتور أسامة الغزالي حرب , ومحمد صالح , ومحمود سامي , وبهيرة مختار , ومحمود مراد , وماهر الدهبي , وسمير صبحي , وغيرهم , كما كان البابا يستقبلنا في مقر البابوية وننظم معه فيها ندوات مفتوحة نشرت مادار في بعضها وكالعادة لم أتمكن من نشر معظمها لضيق المساحة كما هي العادة . أرجو أن أجمعها في كتاب ليكون الجزء الثاني من كتابي حوارات مع البابا شنودة وأذكر أننا كنا نصلي جماعة في الدير عندما يحين موعد صلاة الظهر أو العصر , وكان البابا شنودة يشرف بنفسه علي إعداد المكان للصلاة , ويدعونا للغداء , ولجولة في أنحاء الدير , ومساحته واسعة جدا تشمل خلوات الرهبان وتسمي كل منها قلاية , وفيه أشجار وزراعات ويعمل الرهبان بأيديهم مع العمال في زراعة الخضر والفاكهة كجزء من حياة الرهبنة , ويخصص الإنتاج لاحتياجات الرهبان والزوار وهم بالمئات , وفي الدير بركة فيها أسماك اعتاد البابا أن يقذف إليها قطع الخبز ويتابع الأسماك وهي تصعد لتختطف تلك اللقيمات .. وفي ظل الأشجار كنا نجلس في حلقة حول البابا شنودة ويلقي عليه كل واحد منا ما يخطر علي باله من أسئلة وهو يجيب عنها برحابة صدر , ولا تنتهي الجلسة إلا عند الغروب ويحين موعد العودة , وفي كل مرة يطلب مني الزملاء أن أعد لهم لقاء آخر في الدير أو في المقر , وتكرر ذلك عندما كنت رئيسا لتحرير مجلة أكتوبر مع زملائي في المجلة . *** في مرة سألته كيف قضي فترة الإقامة الجبرية في الدير بعد أن أصدر الرئيس السادات قرارا بعزله وتعيين لجنة للقيام بمسئولية البابوية , وظل في الدير أكثر من أربع سنوات من 5 سبتمبر 1981 حتي 5 يناير 1985 فقال لي بهدوء شديد : الله أراد لي أن أخدم في وسط الناس لفترة فشكرت ربنا , وأراد لي أن أخدم من داخل أسوار الدير فترة أخري فشكرت ربنا . وأضاف : إنسان محبوس في الجنة .. هل يوجد أفضل من ذلك؟ وقال : الحياة الروحية هي حياة التسليم والفرح بكل ما يعطينا الله , وقال : لقد استثمرت هذه الفترة في أعمال لم تكن متاحة لي . شاركت في أعمال الزراعة والمباني وقضيت أياما جميلة أشارك العمال والفلاحين البسطاء وهم يعملون .. وكتبت عدة كتب مثل حياة التوبة وحياة الإيمان وكنت ألقي محاضرات علي الرهبان , ونفذت انشاءات معمارية جديدة في الدير وكنت أدير الكنيسة وأدير أمورها من داخل الدير , وفي هذه الفترة تناول الرئيس السادات البابا شنودة باتهامات عديدة , وذهب مبعوث إلي الدير التقي بالبابا وطلب منه أن يدلي بحديث أو يكتب خطابا إلي الرئيس السادات يتضمن تلميحا بالاعتذار فرد علي ذلك قائلا : أنا لم أعتد أن أتكلم إلا من قلبي وبصدق . ومن قلبه وبصدق رفض السماح للأقباط المصريين بزيارة القدس وكرر القول : لن يدخل الأقباط القدس إلا عندما يدخلها إخواننا المسلمون , ولن يدخلوا إلا بتأشيرة من دولة فلسطين .. وكان الرئيس ياسر عرفات يحرص علي زيارته في كل مرة يأتي فيها إلي القاهرة , وأعلن موقفه صراحة برفضه لضرب العراق , ومن أبرز عاداته أنه عندما كانت تعرض عليه آية قضية لا يتسرع بإبداء الرأي أو اتخاذ قرار فيها , وينظر إليها من عدة جوانب وليس من جانب واحد , ويحسب بدقة ردود الفعل , وقال لي يوما : عودت نفسي في تعاملي مع المشكلات أن أنظر إليها من الخارج ولا أسمح لها بأن تدخل في أعماقي وتمارس الضغوط علي عقلي أو علي مشاعري , ولا أفكر في التعب أو الألم الذي تسببه المشكلة , وإنما أفكر بهدوء في كيفية حلها . وكنت ألاحظ دائما أنه يتعامل مع الكبار والصغار ببساطة وباحترام ولا يجامل في الحق .. وعندما صدر الحكم ببراءة المتهمين في أحداث الكشح قال : نستأنف الحكم إلي الله وحده .. بعدها بأيام استأنف النائب العام الحكم مرة أخري علي غير العادة . سألته : أعرف أنك توسعت في بناء الكنائس في أمريكا وأوروبا , وزاد عدد الأساقفة والرهبان في عهدك أضعافا مضاعفة , وشجعت الأقباط علي الانخراط في الحياة الاجتماعية وفي العمل السياسي , فما هي أهم الأعمال التي تري أنك نجحت فيها قال : ما تحقق في هذه المجالات جاء من الله , وأهم ما وجهت إليه اهتمامي هو خدمة الذين ليس لهم أحد يخدمهم .. مثل الصم والبكم أعددنا لهم قاموسين للغة الإشارات وخصصت كهنة متفرغين لخدمتهم في الإسكندريةوالقاهرة الكبري وتصرف إعانات شهرية لهم .. وكذلك المعاقون جسديا ورعايتهم ومنهم من حصل علي شهادة جامعية ومنهم من نعمل علي تعليمه حرفة أو تدبير وظيفة له أو مشروع صغير وأنشأنا لهم أندية ونظمنا لهم رحلات ووفرنا لهم ما يحتاجونه من كراسي متحركة أو أجهزة تعويضية وخصصنا للمحتاجين منهم مرتبات شهرية . كذلك المعاقون ذهنيا , ونظمنا خدمة افتقاد المرضي والاهتمام بهم روحيا وماديا وصحيا ويذهب إليهم آباء في المستشفيات ومعهد القلب ومعهد السرطان ويزورون منازلهم لمساعدة من يحتاج إلي المساعدة المالية أو المساعدة الروحية .. ونقيم اجتماعات أسبوعية للمكفوفين وخصصنا لهم من يتولي خدمتهم , وأصدرنا الكثير من الكتب ومجلة الكرازة مطبوعة بطريقة برايل , وأيضا توسعنا في خدمة الملاجئ وخدمة المسنين في الجمعيات أو في بيوتهم , وكثير منهم لهم مرتبات شهرية , وأخيرا خدمة المساجين ماديا وروحيا وايجاد أعمال لهم بعد انقضاء فترة العقوبة .. هذه هي الأعمال التي أعتبر أن لها الأولوية ومن صميم عمل الكنيسة ومن صميم مسئولية البابا . *** هذه بعض خواطري عن البابا شنودة بدون ترتيب , أما الكتابة عنه كما يجب فتحتاج إلي وقت وتأمل وإعداد .. فالبابا شنودة كما رأيته عن قرب لأكثر من ثلاثين عاما متعدد المزايا .. شخصيته فيها من الصفات ما يصعب أن تجدها في عدة شخصيات .. بسيط .. هادئ .. حكيم .. مثقف .. شجاع في الحق .. أما عن علاقاته مع المسلمين وخصوصا مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر والإمام الراحل الشيخ الشعراوي فالحديث يطول . وقد تحين لذلك فرصة . وأدعو الله أن يعوض مصر والمصريين عن غيابه بمن يواصل مسيرته , ويدعم روح الوحدة والتسامح .