فجر المتحدث الإعلامي السابق للإخوان المسلمين كمال الهلباوي مفاجأة حين ذكر أنه كان يتمني أن يصبح إسماعيل هنية هو المرشد العام للإخوان المسلمين ، تأكيدا علي عالمية الإخوان من ناحية ومن ناحية أخر لكونه رجلاً جهادياً , يعمل من أجل قضية فلسطين والتي لابد أن يجتمع المسلمون حولها لتحريرها , هذه الأسباب هي التي جعلت عضو الجماعة السابق يردد في كافة لقاءاته مطالبة جماعة الإخوان في مصر لأن يكون هنية هو المرشد العام . ومن المعروف أن التنظيم العالمي للجماعة نشأ في بدايته كمكتب أو مجلس تنفيذي يضم في عضويته أفرع الجماعة في الدول العربية والأجنبية في عهد الإمام المرشد الأول للجماعة حسن البنا ولكن توقف نشاط المكتب بعد تولي الرئيس جمال عبد الناصر بعد النزاع المستمر مع جماعة الإخوان المسلمين وقيامه بحل الجماعة عام 1954 وقيام السلطة في ذات الوقت باعتقال العديد من أفراد الجماعة وعلي أثر هذا فكر الإخوان المقيمون خارج مصر في إحياء المكتب التنفيذي القديم، إذ أن حركة الإخوان ليست مجرد جماعة مصرية، بل هي حركة إسلامية عالمية، وإن كانت مصرية النشأة, ومن هنا بدأت لقاءات إعادة إحياء التنظيم في بدايتها في بحث شئون الدعوة، إلي أن أخذت هذه اللقاءات منحي تنظيمي يحضر عن كل بلد فيها عضو يمثل الدعوة فيها، وكانت تجري هذه اللقاءات في عدة بلدان مثل مكة , والمدينة واسطنبول وبيروت وعمان وبعض من الدول الأوروبية. اسماعيل هنيه وقد تم تعديل اللائحة الخاصة بالتنظيم لتناسب الوضع الجديد ومن أهم ما اتجه إليه الإخوان في اللائحة الجديدة، هو اختيار المرشد العام للجماعة، والذي يتم اختياره من جانب مجلس الشورى العام المختار من جميع الأقطار، ويجب أن يختار لمدة محدودة، وليس لمدى الحياة. وأيضا تم تعديل صيغة القسم التي يقسم فيها العضو على الالتزام بمنهج الإخوان، والسمع والطاعة للقيادة في غير معصية, وتحولت صيغة القسم إلي تعهد. ولكن جاء يوسف ندا رجل الأعمال الذي يشغل منصب "مفوض العلاقات الخارجية للإخوان المسلمين" وأكد في مقابلة تلفزيونية له مع بي بي سي العربية بثت في أكتوبر 2009 أنه لا وجود لما يسمى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين واصفاً هذا التنظيم بأنه " شائعة صدقها الكثير من الإخوان" أما عن دور حماس وعلاقتها بالإخوان المسلمين فهذا يأتي انطلاقا من البيان الأول للحركة الذي أعلنت الجماعة بفلسطين أنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين ، وجاء هذا في المادة 2 من ميثاق حركة حماس, والذي جاء نصع علي النحو التالي «حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمون بفلسطين ، وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي، وهي كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث، وتمتاز بالفهم العميق، والتصور الدقيق والشمولية التامة لكل المفاهيم الإسلامية في شتى مجالات الحياة، في التصور والاعتقاد، في السياسة والاقتصاد، في التربية والاجتماع، في القضاء والحكم، في الدعوة والتعليم، في الفن والإعلام، في الغيب والشهادة وفي باقي مجالات الحياة, وبالتالي فإن ارتباطها بها يعتبر ارتباطا فكريا وعضويا كما صرح بذلك مرشدو الجماعة المتعاقبين. وربما هذا يفسر ما طالب به كمال الهلباوي المتحدث الإعلامي السابق لجماعة الإخوان المسلمين حرصه علي أن يكون المرشد العام للإخوان المسلمين إسماعيل هنية مرددا أنه مازال يتمسك برأيه هذا ، وعن أسباب هذا الاختيار صرح لبوابة الشباب وقال : هذا الأمر طالبت به جماعة الإخوان المسلمين منذ فترة , ولكن لا أحد يهتم علي الإطلاق وقد كتبت في هذا الشأن العديد من المقالات قبيل الثورة مباشرة عندما كانت هناك أزمة في اختيار المرشد العام للإخوان المسلمين مما دفعني لاقتراح أن يكون إسماعيل هنية في هذا المنصب تأكيدا لعالمية الجماعة من ناحية, ومن ناحية أخرى لأنه يمثل الدفاع عن القضية الفلسطينية حتى يجتمع أعضاء الجماعة علي الجهاد , فضلا عما تمثله القضية الفلسطينية من أهمية لكل المسلمين في العالم فتلك كانت الأسباب الثلاثة لاختيار شخص هنية. وعن أسباب رفض الإخوان لهذا الاقتراح قال:عدم القبول جاء لأن الإخوان لم يقتنعوا بالفكرة من الأساس وأصروا علي اختيار المرشد من داخل مصر ولم يعرض الأمر كما ينبغي علي جماعات الأخوان في العالم كله وربما لو عرض هذا الأمر علي مكتب الإرشاد بالخارج وخصوصا الأمر علي هنيه ربما كان قبل هذا المنصب وجاء هذا الاقتراح من أجل تأكيد عالمية الدعوة كما أن القضية تشغل المسلمين والممثل لهذا المنصب لابد أن يكون رجلا مثل هنية ....وتابع قوله: راجل تتوافر فيه كل الشروط المطلوبة للمرشد. وعن الشروط التي يجب أن يكون عليها المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أضاف : إسماعيل نية رجل مجاهد من الدرجة الأولي فضلا عن كونه حافظ القران ورجلا محترما ويعمل تحت ضغط وفكره عالمي وأرجو أن يكون مرشد الإخوان مرشدا مجاهدا طوال الوقت وخاصة إذا كان في أرض الجهاد بفلسطين ، منصب المرشد ليس زعامة ولكنها قيادة ومسئولية ويتحمل فيها المرشد تضحيات كبيرة, وهي ليست بالزعامة كما يعتقد البعض بل يعد المرشد أكثر الناس تضحية. وحول مدى تحقق هذا الأمر بعد زمن من أن يحتل منصب المرشد أحد القيادات الاخوانية المصرية قال : هذا الأمر ممكن أن يحدث لو تحررنا من اتفاقية "سايكس بيكو" ونحن في مصر الآن نتيجة "سايكس بيكو" ، نحن في مصر الآن وأصبحت الدول العربية مقسمة ما بين قطر والبحرين والإمارات والسعودية وعمان والأردن ولبنان وفلسطين وبيروت وغيرها, وبالتالي أنا أسمي رؤساء ومماليك الدول العربية أنهم " حراس سايكس بيكوا " حتى لو كانوا الأخوان أنفسهم هم من يديرون البلد , وأنا كان غرضي من هذا الاقتراح أن المسلمين لا بد أن يجتمعوا علي قضية واحدة توحدهم بدلا عن الشتات الذي هم أصبحوا عليه الآن, فانا مازلت أستنكر تلك الحدود , فلابد أن نبدأ مرحلة اللاحدود ونتحرر من هذه الاتفاقية التي أضعفت كافة الدول العربية ولابد أن نعود مرة أخرى كتلة واحدة في مواجهة الغرب وهنا فقط سوف نستعيد قوتنا مرة أخري, فمثلا الولاياتالمتحدةالأمريكية لكل ولاية قوانينها الخاصة بها والتي تختلف عن الولايات الأخرى ولكن في النهاية هناك حكومة فيدرالية تحكم كافة الولايات . يذكر أن الدكتور كمال توفيق الهلباوي هو المتحدث السابق باسم جماعة الأخوان المسلمين في أوربا والغرب، والرئيس المؤسس للرابطة الإسلامية في بريطانيا كما أنه كاتب له العديد من المؤلفات حول السياسيات الأمريكية في الشرق الأوسط , وينظر إليه علي أنه أحد أهم القيادات الأخوانية المتخصصة في الدراسات الاستراتيجية, فضلا عن كونه من أكثر القيادات المؤمنة بدور الشباب في الجماعة ودائما يطالب بتطوير مكتب الارشاد بعناصر من الشباب.