يعيش حالة نفسية سيئة هذه الأيام بسبب الأوضاع التي تعيشها الرياضة المصرية، وحالة التذبذب وعدم القدرة على اتخاذ القرار، نتكلم عن الكابتن طارق العشري، المدير الفني لنادي حرس الحدود، والذي اقترح في حواره مع بوابة الشباب أنه إذا لم تستأنف مباريات الدوري، فيجب أن نكتفي بالكأس فقط، ومن خلاله يتحدد الأربع أندية المصرية المتأهلة للبطولات الإفريقية.. تفاصيل أكثر في الحوار القادم.. حرس الحدود هو أكبر الخاسرين بإلغاء الدوري، فهل لديك حلول لعودة النشاط بشكل أفضل من الدورة التنشيطية؟! أنسب شكل لعودة النشاط الرياضي هو أن تستأنف مباريات الدوري من جديد ، ولا أرى أي مشكلة في ذلك، فدول شرق ووسط إفريقيا تبدأ بها الدوريات في هذا التوقيت، ونحن اذا استأنفنا الدوري الآن، سينتهي بعد 4 أشهر أي في نهاية شهر يوليو، حيث أن الدوري متبقي به 22 مباراة، وإذا لعبنا مباراتان كل أسبوع لن يكون لدينا أي مشكلة في الانتهاء مبكرا والتغلب على عامل الوقت. وهل هناك ما يمنع تنفيذ هذه الفكرة؟ هناك حلول وأفكار كثير غير ما قلته، ولكن المشكلة في أن هناك أندية اتخذت قرارها بعدم لعب الدوري، وقامت بتسريح اللاعبين وأعطتهم إجازات، المشكلة الأكبر أن هناك من يستغل الوضع الأمني الحالي، ويعرقل به عودة النشاط الرياضي، إذا كانت هناك رغبة حقيقية في الحل، سيعود الدوري ويعود النشاط الرياضي دون مشاكل أو تعقيدات، كل ذلك يحتاج فقط إلى تكاتف الجميع وإخلاص النية. تقول أن هناك من يعرقل عودة النشاط؟ بالتأكيد هناك أندية ليس من مصلحتها عودة النشاط مرة أخرى، لأن موقفها في ترتيب الدوري غير جيد، أيضا بعض الجماهير لا تريد استئناف الدوري وتهدد بأن الأمر لن يمر بشكل طبيعي إذا لعبت مباريات كرة القدم من جديد. وما هي الحلول الأخرى التي تتحدث عنها في حالة عدم استئناف مباريات الدوري؟ في حالة عدم استئناف مباريات الدوري يمكن أن نكتفي فقط ببطولة الكأس، وهذه ستكون مفيدة لأندية الدرجة الثانية والثالثة والرابعة، لأنها يمكنها المشاركة في الكأس، وتكون هناك تصفيات، لمدة شهرين مثلا، بحيث نصل في النهاية لأربع فرق، يكون من بينها فائز بالدوري، ويتم تأهل الفريقين أصحاب المركزين الأول والثاني لدوري أبطال إفريقيا، والفريقين أصحاب المركزين الثالث والرابع يتأهلان لكأس الاتحاد الأفريقي "الكونفيدرالية". هل تعتقد أن الأهلي والزمالك تدخلا لعدم عودة الدوري؟ المشكلة ليست في الأندية، فالجماهير في الفترة الأخيرة تجتمع مع بعضها البعض وتتخذ قرارات، ويتم الاستماع لآرائها، كما أنها تعترض أيضا على القرارات التي تتخذ من قبل المسئولين، وبعض الجماهير تهدد بأنها ستقتحم الملاعب في حالة عودة النشاط، والأمن لديه تخوف من الاشتباك مع الجماهير حتى لا يتهم بالتعامل بعنف، وبالتالي نحن في أزمة حقيقية تحتاج لتكاتف الجميع. وما المانع في أن يتكاتف الجميع لمصلحة الكرة المصرية؟ المشكلة الأهم أنه ليس لدينا من يأخذ قرار، الأمر الثاني هو أنه يجب أن يتغاضى الجميع من مصالحه الشخصية، لأن عودة النشاط الرياضي تساهم في عودة الحياة في مصر، فالكرة تساهم في تقوية الاقتصاد المحلي الذي يعاني ركودا خلال هذه الأيام. هل تعتقد أن تأخر اتخاذ اتحاد الكرة قرار بشأن عقوبة النادي المصري هو ما أوصلنا لهذه الحالة؟ بالتأكيد، لأن هذا أعطى نوعاً من المساومة لدى الجماهير، وجعل الجميع يتحدث في أي شيء، وبالتالي ستكون هناك حالة من عدم التقبل لأي قرار يتخذه اتحاد الكرة، سواء من جمهور الأهلي أو المصري، فهناك ضغط من الشارع بشكل كبير. فريقك كان الأقرب للفوز بالدوري هذا العام، فهل تعتقد أن ما حدث سوء حظ؟ بالتأكيد، كل الأمور في الدوري هذا العام كانت مبشرة بالخير، وكان لدي شعور بأن اللقب يقترب من حرس الحدود يوما بعد الآخر، وكان عامل التوفيق يلازمنا بشكل كبير، وهذا مهم في كرة القدم، تخطينا اندية لم نكن نستطيع الفوز عليها قبل ذلك، كان لدى الجهاز الفني واللاعبين رغبة كبيرة في التحدي وإثبات قدرتنا على الفوز باللقب، وكان هذا واضحا بشكل كبير من خلال الأرقام القياسية التي حققها الفريق في الدور الأول بالدوري، فنحن كنا أفضل خط دفاع، وثالث أقوى هجوم، وحققنا رقم قياسي في عدد مرات الفوز. هل تعتقد أن الأندية المصرية المشاركة في البطولات الإفريقية يمكنها تحقيق إنجازات في ظل هذه الأوضاع السيئة؟ أتمنى أن ينجحوا في تخطي الأدوار الحالية لأنها فعلا صعبة في ظل الظروف التي تمر بها الكرة المصرية، ولابد أن نخرج من هذه الحالة لأن الوضع ده مش عاجبني ، وهو ما يجعلني أمر بحالة نفسية سيئة، لابد أن يعرف الجميع أن هناك "بيوتا مفتوحة" من كرة القدم بغض النظر عن اللاعبين والمدربين، هناك عمال وموظفين، وغيرهم الكثيرين، ولا يجب أن ننتظر قرار القضاء في مذبحة بورسعيد حتى يعود النشاط لأن مثل هذه القضايا تاخذ وقتا قبل الحكم فيها، وبالتالي لابد ان يكون هناك جديد حتى تعود الحياة لطبيعتها، بدلا من "تقليب المواجع" في الإعلام على أهالي ضحايا بورسعيد.