أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي مشروع »مودة» لتأهيل الشباب قبل الزواج حفاظاً علي كيان الأسرة المصرية وذلك بالحد من حالات الطلاق التي أظهرت إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاعها لتبلغ 198 ألفا و269 حالة عام 2017م، وفي ضوء تعاليم القرآن والسنة وإرشادات علماء الدراسات التربوية والنفسية نذكر شبابنا بما يجب أن تكون عليه المودة والرحمة بين الزوجين حتي لا تتحطم أحلامهم الوردية علي أعتاب المشاكل الحياتية ويحدث الطلاق السريع. يقول الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر الأسبق أن الله سبحانه وتعالي أوصانا ورسوله صلي الله عليه وسلم بالمودة والتحابب بين الزوجين قال تعالي: »وعاشروهن بالمعروف» والمعاشرة بالمعروف لا تعني منع الأذي بالزوجة بل احتمال الأذي منها، وقال الرسول صلي الله عليه وسلم: »استوصوا بالنساء خيراً». ويؤكد الشيخ الديب أن الزواج آية من آيات الله قال تعالي: »ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة» فالله خلق حواء من ضلع آدم لينظر إليها أنها جزء منه فيحافظ عليها ويتودد إليها والمودة تعني حب الرجل لامرأته ويقول صلي الله عليه وسلم عن النساء: »إنهن المؤنسات الغاليات» والحب يصنعه الزوج بيده بابتسامة سلام بالتسامح وأحيانا بالمعاونة فالرسول صلي الله عليه وسلم كان في مهنة أهله يكنس داره ويرفو ثوبه ويحلب شاته، وبخلق المؤمن يكون الزوج رفيقا بأهله محتملا لبعض الأخطاء فالله رفيق بعباده فليكن الزوج رفيقا بمن حوله وأقربهم الزوجة لتكون بيوتات المتزوجين جنة بالود فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، والمرأة يغلب عليها الحب فإن أطعمها زوجها طعاما خشنا وكان لطيفا معها أفضل من أن يطعمها طعاما نفيساً ثم يقسو عليها، والرحمة تعني خوف الرجل علي زوجته من أن يصيبها مكروه وفي الاحتكام إلي المودة والرحمة ردع لما يحدث هذه الأيام من كثرة الطلاق وخاصة بين حديثي الزواج. ويضيف الشيخ الديب إن الرسول صلي الله عليه وسلم بين لنا حقوق وواجبات كل من الزوج والزوجة بما يوضح مسئوليات كل منهما لتستديم العشرة ولا تصطدم بصخور المشاكل الحياتية التي لا مفر منها ومن بينها الضغوط المادية التي تفرضها بعض النساء علي أزواجهن وتفوق قدرة انفاق الزوج أو تعارض طرق الانفاق بينهما بين الإسراف والبخل، واعتقاد إنجاح الزواج علي تدفق العواطف وحدها والزواج حياة متكاملة يقدم أطرافها تنازلات ويتحملون صعابا. ويقول د. علي سليمان استاذ الدراسات التربوية والنفسية بجامعة القاهرة لابد أن يعرف الشباب والشابات معني الزواج أولا فهو ليس إشباع رغبة جنسية كما يفهم الأغلبون بل هو حياة أسرية نفسية وأقصد بها لابد من الوفاق النفسي بين العروسين وليس الحب فقط بمعني أن تكون هناك مساحة من تحمل ضغوط الحياة النفسية فالبيوت لا تبني علي الحب فقط وليس الزواج نسمة ونزهة وعروسة حلوة وتطلعات بل هو علاقات اجتماعية لأن هناك أطرافا أخري تشارك مثل أسرة الزوج وأسرة الزوجة بما لديهم من عادات وتقاليد مختلفة لابد من استيعابها إلي حد ما فنحن لن تكون طبائعنا نسخا كربونية من بعض بل يوجد فروق واختلافات يجب أن يحرص الزوجان علي تذويبها.. أما البعد الثالث فهو المسئولية الاقتصادية فالوضع المادي لأي عروسين في بداية حياتهما لن يكون مرتفعا إلا عند البعض. أما الأغلبية فظروف الحياة الآن فيها بعض الصعاب لابد أن يفهم من يؤسس بيتا أن هذا هو الواقع ولا يعتمد علي مساعدة الأبوين لأنها في الغالب مساعدات مؤقتة غير مستمرة. ويؤكد لابد من الفهم الجيد لحكمة الزواج الدينية والدنيوية وهذا يأتي من خلال التربية الصحيحة للأبناء والبنات داخل الأسر ويعني الإعداد الجيد والممارسة العملية فلابد للأولاد من تحمل تبعات الحياة مع الأبوين فيلقي علي الشاب بعض الأعباء مثل شراء مستلزمات المنزل والذهاب بالأخوة الصغار إلي المدارس ولا مانع من المشاركة في إعداد الميزانية المادية للبيت لأننا للأسف نري بعض الشباب يلقي العبء علي الزوجة بعد الزواج لأنه كما يقول كان ملكاً متوجاً في بيت أبيه. أما الفتاة فعليها دخول المطبخ وتعلم فنون الطهي والمشاركة في تربية أخواتها الصغار إذا كان هناك صغار وتعلم كيفية تدبير شئون المنزل بأقل الامكانيات كما كان يحدث في بيوت الأهل.