ابتسامات صافية - أغاني شعبية - احتفالات راقصة - أطفال تلهو بالبلالين - أسر افترشت الطرقات وساحات الحدائق في تجمعات عائلية.. صور ومشاهد كثيرة لخصت الفرحة التي انتشرت في ربوع مصر احتفالا بعيد الربيع، فعلي الرغم من حرارة الجو والشمس الحارقة إلا أنها لم تكن عائقا عن الاحتفال والفرحة بعيد الربيع وشم النسيم، فتجد الحدائق تسجل أعلي معدلات الزيارات، والمراكب النهرية لم يفتها قطار الفرحة فتحولت أسطحها لساحات للاحتفالات الراقصة، ناهيك عن الشواطئ التي امتلأت عن بكرة أبيها.. »الأخبار» في السطور القادمة ترصد احتفالات المصريين بشم النسيم وترصد بالصورة والقلم مظاهر هذه الفرحة. الحدائق والمتنزهات.. كاملة العدد زحام في الفسطاط.. الخروج إلي الكورنيش »ببلاش».. و»المحشي» ينافس »الفسيخ» احتفل امس المصريون بأعياد الربيع شم النسيم واستقبلت الحدائق والمتنزهات العامة المحتفلين منذ الصباح الباكر في جو مليء بالبهجة.. واصطحبت المئات من الأسر المصرية أطفالها لقضاء اليوم بالحدائق المختلفة. في حديقة الفسطاط اصطف المواطنون أمام شباك التذاكر في طوابير امتدت لعدة أمتار، حاملين الأطعمة المختلفة و»خزانات المياه المثلجة» والطائرات الورقية والدراجات لقضاء اليوم داخل الحديقة. فور دخولك من أبواب الحديقة تجد عددا من العاملين يستقبلون الرواد بمجموعة من » أكياس القمامة» للحفاظ علي نظافة الحديقة عقب تناول الطعام، وهو الأمر الذي وجد ترحابا كبيرا من قبل الزائرين الذين افترشوا »الحصير» و»الملاءات» علي الخضرة لتناول وجبة الافطار معاً، والتي عادة ما تكون »بيض مسلوق» و»جبن أبيض» أما الغداء فتنوع ما بين »الرنجة والفسيخ» وبين »المحشي» الذي فضلته عدد كبير من الأسر. وتكرر المشهد داخل حديقتي »الأزهر» و»الأورمان» فتجمعت العائلات معاً لتناول الأطعمة المختلفة محتمين بالأشجار من أشعة الشمس، بينما شرع الأطفال في اللعب بالطائرات الورقية التي شهدت انتشارا كبيراً بجانب »الدراجات» التي خصصت لها مساحة واسعة داخل الحدائق ليلعب الأطفال بها. ومن الأهالي قابلنا أسرة الحاج نعيم وصفي الذي أوضح أن حديقة الأزهر تعد القبلة الرسمية لهم كل شم نسيم، فيقول: »كل أولادي بيتجمعوا في شم النسيم قدام باب الحديقة وبدخل معاهم ومع أحفادي ومش بنمشي إلا مع الغروب». وأضاف قائلا: »الفطار بيكون جبنة وبيض وزتون وخيار ، انما الغدا طبعا بنكون مجهزين الرنجة من قبلها بيوم والعيش والليمون بكمية كبيرة ودي طبعا عادة منقدرش نبطلها». في مثل تلك المناسبات تنتشر بعض المهن الصغيرة التي يجد أصحابها من الزائرين بالحدائق مكسبا لهم، وأشهر تلك المهن علي الإطلاق »رسام الوجوه» الذي يتهافت عليه الاطفال لرسم أشكال مختلفة علي وجوههم، ويقول طاهر تيتو: »أعمل بهذه المهنة منذ 12 سنة لأني أهوي الرسم وأجد به متعة كبيرة خاصة مع الإقبال الكبير من الأهالي في الأعياد». وعلي جانب آخر وجد الحاج محمود ثابت 48 عاماً في بيع »الطراطير» بهجة خاصة فيؤكد أنه يمتلك »مكتبة» صغيرة بأحد الأحياء الشعبية إلا أنه طوال الأعياد يفضل النزول بنفسه إلي الحدائق والمتنزهات لبيع »الطراطير» و»الكور البلاستيك» و»البلالين» للأطفال. بعيداً عن المتنزهات العامة فضلت بعض الأسر التوافد علي الحدائق المنتشرة بجانبي كورنيش »شبرا»، فما يميزها بجانب مجانيتها أنها علي النيل مباشرة. ومن هذه الأسر صادفنا أسرة مكونة مما يقرب من 22 فرداً اعتادت منذ سنوات طويلة قضاء شم النسيم علي كورنيش شبرا، فيقول جمال فهمي من سكان منطقة إمبابة: »كان منزل والدي في شبرا فنشأت وأخوتي هنا، وكان والدنا يصطحبنا سنوياً إلي هذا المكان لقضاء شم النسيم، أما الآن وبعدما تزوجنا جميعاً أصبح هذا الأمر عادة لا تنقطع، فكل شم نسيم نتقابل انا وأوختي واطفالنا مع والدتي من الثامنة صباحاً لقضاء اليوم معاً، وحتي إن لم نكن علي اتفاق من قبلها بيوم فكل منا يأتي تلقائيا إلي هنا». أما الأمر الأكثر متعة للأطفال فكانت الملاهي العامة، والتي تتراوح تذكرة دخولها من 5 إلي 10 جنيهات، بجانب الأسعار المختلفة لكل لعبة علي حدة . وكان الإقبال الأكبر في الملاهي المتواجدة داخل الحدائق فتصطحب الأسر أطفالها للملاهي في الوقت ذاته الذي تستمتع به بالفقرات المختلفة داخل الحديقة .