طالب جامعي يروج لوصفات طبية عبر فيس بوك بسعر الجملة لا تزال مواقع التواصل الاجتماعى منذ ظهورها وحتى الآن هى البوابة الأسهل والأسرع لعبور النصابين ومروجى السموم على البسطاء من مستخدمى هذه النوع من السوشيال ميديا، حتى أصبحت بمثابة سوق كبير لا نهاية له وبدون رقابة، ومن أجل هذه الأسباب اختار طالب جامعى الفيس بوك لترويج أدوية ووصفات طبية "مضروبة" ومجهولة المصدر على العامة من الناس، مستغلا يأس بعض المرضى من تلقيهم علاج لم يشفيهم بعد من أمراض يعانون منها، تفاصيل أكثر أثارة في السطور التالية. "أحمد" طالب فى بداية العقد الثانى من عمره، يعيش مع أسرته الصغيرة بمنطقة دار السلام بمحافظة القاهرة، متفوق فى دراسته، ومعروف بذكائه وسط أصدقائه ومعارفه، فهو شاب طموح جداً، دائماً يحلم بمستقبل أفضل وأنه يكون لديه أموال كثيرة، إلا أنه قرر أن يعمل بجانب دراسته، فبدأ بالبحث عن وظيفه تجلب له احتياجاته، وبالفعل وجد الكثير لكن لم تكن مجزية لما يحلم بتحقيقه فمعظمها رواتبها ضئيلة، وهو يحتاج الكثير من الأموال لتحقيق أهدافه وأحلامه، وفى أحد المرات كان جالسا على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وظهرت أمامه أحد الصفحات التى تروج إلى الأدوية المستوردة، وبدأ يراوغه الشيطان بفكرة ماكرة وهي إنشاء صفحة لبيع الأدوية، فمكسبها كبير ولا تحتاج إلى جهد، بالفعل جلس يفكر ويخطط، ليقوم بعدها ببداية مشروعه الجديد، وبدأ جلب الأدوية من بعض مندوبى المبيعات للصيدليات بأسعار منخفضة للربح منها، بجانب أنه قام بعمل بعض الخلطات والوصفات لبعض الأمراض الشهيرة التى يعانى منها بعض المواطنين، ولترويج الأدوية وتسويقها قام بإنشاء صفحة على موقع التواصل الأجتماعي "فيس بوك" باسم "أدوية مستوردة جملة"، وكان هدفه البيع بسعر منخفض عن باقى الصفحات . جلس "أحمد" عدة أيام ولم يستقبل طلب واحدا، فبدأ يحس بالأكتئاب واليأس الشديد، فترك الصفحة وذهب ليأخذ قسط من الراحة، ولم يمر سوى ساعات قليلة وبدأت رسائل الصفحة تمتلئ بالطلبات، وقتها ظهرت على وجه علامات السعادة البالغة فأحلامه بدأت تقترب منه، مر يوم تلو الأخر ومازالت الطلبات تزداد، ولم يتوقع المواطنين أن تلك الأدوية من الممكن أن تكون ضارة بصحتهم، فى ذات الوقت بدأت الأموال تزداد بيد "أحمد" ليقوم بشراء كل ما كان يحلم به . في الوقت نفسه ظهرت صفحة "أحمد" أمام ضباط الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات لمكافحة الجرائم المعلوماتية، باسم "أدوية مستوردة جملة"، تنشر مشاركات عبر المواقع تتضمن الترويج لبيع وتوصيل أدوية مستوردة لمن يرغب من المواطنين، بدأ رجال الإدارة برصد تلك الصفحة ليتبين لهم أن تلك الإدوية مجهولة المصدر، وبدأ فريق البحث برصد المسئول عنها ليتبين لهم أنه طالب مقيم دائرة مركز شرطة دار السلام بالقاهرة، وبتقنين الإجراءات اللازمة ، تم تحديد محل إقامة المتهم، وضبطه وبحوزته بعض الأدوية مجهولة المصدر، وجهاز الهاتف المحمول المستخدم فى ارتكاب الواقعة، وبفحصه تبين وجود آثار ودلائل عبارة عن المشاركات، وتم اقتياده إلى القسم. وقف "أحمد" أمام الضباط يرتدى أفخر وأغلى الملابس، والدموع تنهمر من عينيه ليعترف قائلاً: أنا كنت ناجح في دراستى، بس كان نفسي يكون معايا فلوس كتير، وحاولت أشتغل في كذا مكان بس الفلوس كانت ضئيلة جداً لا تكفى أحلامي، فأنا أتمتع بقدرة عالية من الذكاء، وبدأت أشغل دماغي علشان أقدر أجيب كل اللي أنا نفسي فيه، وبعد ما ظهرت أمامي أحد صفحات ترويج الإدوية، وقتها قمت بإنشاء صفحة لترويج الإدوية المهربة من الخارج، و أفتعلت بعض الوصفات التي يحتاجها المرضى وقمت ببيعها لتتحول حياتي بشكل كبير وتصبح الفلوس لا تعد وتحصى بيدي، وتم تحرير محضر بالواقعة، والعرض على النيابة العامة أمرت بحبسه 4 أيم على ذمة التحقيقات.