يتوجه ملايين المصريين ابتداء من اليوم وعلي مدي ثلاثة أيام الي صناديق الانتخابات ليقولوا كلمتهم في التعديلات الدستورية التي فرضتها المتغيرات الجديدة التي تشهدها مصر . منذ خرج الملايين في ثورة 30يونيوعام 2013 يرفضون حكم الإخوان ويتطلعون لاستعادة مصر الي مكانتها اللائقة بها، تم تعديل الدستور بعد عام واحد من قيام هذه الثورة المجيدة في ظروف صعبة عاشتها مصر وشكلت لجنة الخمسين لبحث هذه التعديلات وقال المصريون كلمتهم، وبدأت مصر مسيرتها بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي استجاب لإرادة الشعب لإنقاذ مصر من المؤامرة التي كانت تحاك ضدها من أطراف خارجية وداخلية استهدفت تقسيمها في إطار مخطط كبير يشمل المنطقة العربية كلها بدعوي وهم أسموه الربيع العربي لنشر الديموقراطية وإقامة الشرق الأوسط الكبير ! كانت التحديات كبيرة خاضتها مصر بقوة وثبات وكان الهدف واضحا لاستعادة الأمن والاستقرار في أنحاء البلاد ومواجهة موجة من الإرهاب الحقير الممول بالمال والسلاح والعناصر الإجرامية المأجورة، وسقط الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة والمواطنين في هذه المواجهة الشرسة وفي نفس الوقت بدأت حركة تنمية شاملة في مختلف المجالات بدأت تؤتي ثمارها وتحسن الوضع الاقتصادي بشهادة المؤسسات المالية العالمية وشعر المواطن بملامح هذا التحسن في مستوي معيشته وزيادة معدلات التنميةوانخفاض معدلات البطالة وإقامة العديد من المشروعات الحيوية التي انتشرت في أنحاء البلاد . واستعادت مصر مكانتها علي كافة المستويات العربية والإفريقية والدولية وكان لابد من تعديل الدستور لمواجهة هذه المتغيرات وتلبية طموحات المواطنين وتطلعاتهم للمرحلة القادمة، واستجاب مجلس النواب لمطالب الأغلبية وفقا للدستور لتعديل بعض مواده، وبدأت علي مدي ستين يوما مناقشات مستفيضة لدستورية طلب تعديل الدستور الذي تقدم به خمس أعضاء البرلمان وبدأت جلسات الحوار المجتمعي التي شاركت فيها كل فئات المجتمع للتعبير بحرية كاملة عن آرائهم في هذه التعديلات وإبداء ملاحظاتهم عليها وتعديل بعض هذه المواد، وانتهت هذه المناقشات الي تعديل بعض المواد وعقد البرلمان يوم الثلاثاء الماضي عدة جلسات علي مدي تسع ساعات شارك فيها 554 عضوا وتم التصويت علي تعديلات الدستور والنداء علي كل عضوباسمه ليقول رأيه بحرية كاملة وعكست نتيجة التصويت مدي حرص نواب الشعب علي المصلحة العليا للبلاد ووافق 531 نائبا علي تعديل الدستور مقابل 22عضوا رفضوا هذه التعديلات وامتناع نائب واحد عن التصويت، وأعلن المستشار لاشين ابراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات بدء الاقتراع علي تعديلات الدستور للمصريين في الخارج من الأمس لمدة ثلاثة أيام وتبدأ اليوم للمصريين في الداخل في أنحاء الجمهورية ولمدة ثلاثة أيام أيضا، ويبقي أن يعلن المصريون في الداخل والخارج موقفهم من هذه التعديلات ويتوافدوا بأعداد كبيرة ليقولوا كلمتهم بحرية كاملة وليعلنوا للعالم أجمع أن مصر قوية قادرة علي مواجهة التحديات مهما كانت وهي تنطلق بقوة الي الأمام وتحقق تطلعات ابنائها في غد أفضل بإذن الله .