بسرعة البرق أمسك حفيدي بعلبة اثرية قيمة وألقي بها علي الارض فتهشمت... بدأ والده في نهره بصوت عال. بدون تفكير اندفعت نحو الحفيد و قلت: "معلش... حصل خير ... اخدت الشر وراحت، "لتهدئة طفل في عامه الثاني و الحد من عصبية الأب نحو الموقف كله سواء تجاه الطفل او الام التي غفلت عن تصرفات طفل صغير... هذا الحادث البسيط اعادني الي الماضي و بدايات مراحل الإهمال غير المقصودة و تكسير طبق او كوب ماء وانا في العاشرة من عمري ... نفس الحركة المندفعة امام هذه المواقف الطفولية كانت امي تقول :" معلش... و فداكم او حصل خير او اخدت الشر وراحت " ! وتذكرت أيضا رد فعل ابي في هذه المواقف المتكررة... رفض والدي رحمه الله تماما كلمة " معلش " وصدرت الأوامر بعدم تكرارها مهما كانت الظروف، و بدأت واحدة من محاضراته او نصائحه المفيدة مستقبلا والمملة جدا في حينها ! قال ان كلمة " معلش " كلمة دارجة و دخيلة علي اللغة العربية و تعني بالضبط ( ما عليه شيء) بمعني ان الفرد يخطئ بقصد او بدون قصد وما عليه شيء يفعله او يقوم به عقب الخطأ، ويمر الحادث مرور الكرام بل يعقبه نوع من انواع الطبطبة و الدلع الفارغ، ثم أضاف ومع تكرار المعلش نكبر و يزيد معنا الأخطاء التي قد تصل الي حد الرسوب في الدراسة او الإهمال في العمل وقد تؤدي الي تصرفات يعاقب عليها القانون فيما بعد ! وأكد في آخر كلامه للأسرة كلها حذف كلمة معلش من قاموس الحياة مع تطبيق العقاب لمن يتهاون في أعماله كبرت او صغرت... تذكرت هذه الواقعة التربوية مع اندفاعي نحو حفيدي عندما كسر العلبة... لقد أخطات و قلت "معلش" ! و عرفت ليه ابناء و بنات الجيل الجديد ينقصهم التقويم و التربية والسبب كلمة "معلش"! بس اليومين دول بيقولوا (دونت وووري) وهي تقريبا نفس الكلمة المرفوضة ولكن باللغة الإنجليزية التي اصبحت لغة العصر! ولكن دايما و أبدا تحيا مصر .