خذوا أطفالكم منذ صغرهم معكم إلي المساجد، وعلموهم الصلاة، ليس ركوعاً وسجوداً فقط، وإنما ضميراً وإيماناً وأخلاقاً، فليس في الحياة، أجمل من أن يكون لديك ولد صالح، يرعاك في الكبر، ويحنو عليك ويقبِّل يديك، ولن يفعل ذلك إلا ابن مؤمن، تربي علي الأخلاق. لو ملكت الدنيا من جاه ومال، فسوف يضيع كل ذلك إذا كان لديك ولد فاسد، منزوع الضمير ولا يخشي الله، سوف ينفق المال في الحرام، ويصادق أهل السوء، ويمشي في الأرض فساداً، تلاحقه اللعنات. لا تدلعوا أولادكم لدرجة الانفلات، ولا تفرحوا إذا جاء ابنك من المدرسة متباهياً بضرب زميله، أو متحرشاً بزميلته، قل له هذا خطأ، فأول من سيدفع الثمن هم الآباء والأمهات، والابن الذي اعتاد إيذاء الآخرين، لن يتورع في إيذاء والديه، ومعاملتهما بجحود ونكران. أجمل من كنوز الدنيا أن يكون لديك أولاد وبنات، تتباهي بهم أمام الناس، بعلمهم وخلقهم ودينهم، فهم الرصيد والكنز الذي ينفع في أوقات الشدة، وكلما تأخذ منه يزيده الله بركة وسخاء. أولاد الشوارع.. ليس ضرورياً أن يكونوا فقراء، فكم من عظماء وصالحين كان آباؤهم لا يمتلكون سوي »الستر»، وأورثوهم »الستر» في كل شيء، فأصبحت القناعة زادهم وزوادهم وطاقة الإشباع. أولاد الشوارع قد يسكنون الشقق الفاخرة، ولكن سلوكياتهم مفعمة بالسفالة وعدم التربية وسوء السلوك، والغش والخداع، وكل الأوصاف السيئة في القواميس. نموذج أولاد الشوارع الذي أبكي كل من قرأه، راحت ضحيته الجميلة البريئة »أميرة» 10 سنوات، اغتصاب وذبح برقبة زجاجة وترويع ورعب، علي يد طفلين في نفس عمرها، إسلام »12 سنة» ومروان »13 سنة»، وإلقاء جثتها وسط الزراعات. أطفال ربما لم يبلغوا الحلم، يرتكبون أبشع جريمة عرفتها البشرية، والمؤكد أن لهما آباء وأمهات من أسوأ أنواع البشر، فلو علموهم حرفاً، أو ذهبوا إلي مسجد، أو كان لهم أخوات بنات، ما فعلوا ذلك أبداً، فالبيوت الفاسدة، لا تنجب إلا الفاسدين والأشرار. » اللهم إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء، وأهوال عظائم الضراء، وأعذني من صرعة البأساء، واحرسني من سطوات البلاء ونجني من مفاجآت النقم».. نعم: نجني من مفاجآت النقم. رب احفظنا وأهلنا وأولادنا وأحباءنا وأهل الخير الطيبين، من شر الطريق والأشرار، ونستودعك أمننا وسلامنا وراحتنا وأمانينا، فلا يفاجئنا شر الغفلة، ولا يصادفنا سفلة البشر، أولاد الشوارع. فيديو سرق النوم من عيوني، زوج مثل »الطور»، يضرب زوجته التي تجلس بجواره في الأتوبيس، علي مؤخرة رأسها بكلتا يديه، فكادت أن تسقط.. صمتت وكتمت صرختها، ولملمت دموعها، أمام الناس. شُلت يداك، وأظلم الله قلبك وروحك وعينيك، فالزوجة الصالحة أمانة، ووديعة من عند الله حافظ عليها، حتي يحفظك رب العالمين. الزوجة الصالحة سكن ومودة ودفء وحنان وخلود وبقاء، فاصبر إن غضبت، واصمد إن مرضت، صاحبها في الحلوة والمرة، واحنوا عليها في كل الأوقات، وعاشرها بالرحمة والإحسان.