عندما نتابع حملة”السند مش في العدد.. 2 كفاية” التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي مؤخرًا، وتستهدف من خلالها توعية المواطنين بأهمية تنظيم الأسرة، خاصةً فى القرى والنجوع بالمحافظات على مستوى الجمهورية، يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: هل نحتاج فعلا إلى حملة إعلانية لتنظيم النسل أم خطة شاملة تشترك فيها الأجهزة المعنية كافة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى؟! صحيح حملة “السند مش فى العدد..2 كفاية” اعتمدت على طريقة مختلفة عن الحملات الإعلانية السابقة، حيث تمت الاستعانة بعرض مسرحي لتوضيح أهداف الحملة وفكرتها، من خلال العرض في الشوارع لتوعية المواطنين، لكن فى رأيي لا تختلف كثيراً حملة “السند” عن إعلانات تنظيم النسل التى بدأت فى سبعينيات القرن الماضى بإعلان “حسنين ومحمدين” الذى قص فى إطار تمثيلى الفرق بينهما بعد أن أنجب أحدهما 7 أطفال، والآخر قرر تنظيم النسل من خلال إنجاب طفلين فقط، وتأثير الانجاب على حالهما، وأيضاً الحملة الإعلانية التى شارك فيها الفنان القدير أحمد ماهر من أجل تقديم نصيحة للمصريين من خلال تمثيل دور لرجل أثقلته المسئولية بسبب إنجاب الكثير من الأطفال للدرجة التى دفعته لنسيان أسماء أبنائه من كثرتهم، ويختتم الفنان أحمد ماهر الإعلان بشعار الحملة “الراجل مش بس بكلمته.. الراجل برعايته لبيته وأسرته”، كما كانت هناك حملة إعلانية للتوعية بمخاطر إنجاب الأطفال دون حساب وتنتهي بجملة “بالخلفة الكتير.. يتهد حيلك وجوزك يروح لغيرك”. الحقيقة لا أعدد الحملات الإعلانية الخاصة بتوعية المواطنين بأهمية تنظيم النسل للتقليل من فكرتها ولا من جهود القائمين عليها، وإنما للتأكيد على أن الاعتماد فقط على الحملات الإعلانية لا يأتى بالنتائج المرجوة وتخفيض عدد المواليد، لابد أن تكون هناك خطة شاملة ومحددة بمدة زمنية تتضافر فيها جميع الجهود بالأجهزة التنفيذية المتعددة، بالتعاون مع رجال الدين فى الأزهر والكنيسة والصحافة والإعلام وذلك بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدنى، ولا بد أن تسير “الخطة” فى مسارين، أولها خلق فرص عمل لقاطني المناطق الفقيرة بفتح مجالات عمل جديدة بهدف تخفيض نسبة البطالة والفقر ومن ثم يقل اعتماد الأسر على العائد الذى يأتى من عمالة الأطفال خاصة فى مجالى الزراعة والمحاجر، وثانيا “التوعية المكانية” بالنزول للناس فى القرى والنجوع خاصة المناطق الفقيرة والتحدث معهم بشكل مباشر، وأيضاً التوعية من خلال الأعمال الدرامية المتعددة التى تخاطب جميع المستويات، إضافة لعقد ندوات دينية وثقافية ليس فى المساجد والكنائس فقط وإنما فى المدارس والجامعات ومراكز الشباب والنوادى وغيرها شرط أن تكون مفتوحة أمام الجميع لأن قرار تنظيم الأسرة مشترك بين الزوج والزوجة. [email protected]