فارق كبير بين الاستثمار الرياضي الذي نشهده ونتابعه في جميع أنحاء العالم وخصوصا في أوروبا وما يريده شلة المنتفعين في مصر. أي استثمار في العالم يهدف في الأساس لتحقيق الربح بناء علي دراسات اقتصادية وخطوات محسوبة وهذه العقلية هي التي تطرد »الهتيفة» و»الهليبة» الذين يسعون لتحقيق أية مكاسب من وراء المستثمر الجديد لأنها منظومة عمل تتطلع للنجاح. ولأن أوروبا تطبق نظام اللعب المالي النظيف الذي يلزم جميع الأندية بالكشف عن ميزانياتها التي تتضمن الإيرادات والمصروفات بشفافية كبيرة للحد من نشاط غسيل الأموال والمصادر المجهولة للتمويل فإن الاستثمار في أندية أوروبا يتم بشكل محسوب. وتجربة ليستر سيتي خير دليل علي ذلك بعد انتقال ملكية النادي لمجموعة كينج باور المملوكة للملياردير التايلاندي فيتشاي سريفادانا برابا عام 2011 الذي لقي مصرعه في تحطم طائرته الخاصة في شهر أكتوبر الماضي، حيث كان يلعب وقتها في دوري الدرجة الثانية وبعد تغيير شكل الإدارة نجح النادي في العودة للدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2013/2014 بعدما غاب عنه لمدة 12 عاما وتم تدعيم صفوف الفريق تدريجيا ولكن في حدود الميزانية المتاحة حيث احتل في موسمه الأول المركز الرابع عشر في البريميرليج قبل أن ينجح موسم 2015/2016 في تحقيق أكبر المفاجآت بقيادة مديره الفني كلاوديو رانييري والفوز باللقب. وليستر يمثل نموذجا لبقية الأندية الكبيرة أو الصغيرة التي انتقلت ملكيتها لأحد المستثمرين أو المجموعات الاقتصادية مثل عمالقة إيطاليا يوفنتوس وميلان وانتر ميلان وتشيلسي ومانشستر سيتي في إنجلترا وغيرها كثير من الأندية والحقيقة أن ليستر حقق أرباحا مالية كبيرة من خلال تسويق لاعبيه رياض محرز ونجولو كانتي ودرينك ووتر ولم يجرؤ علي فتح خزائنه لشراء نجوم الكرة في أوروبا والعالم علي الرغم من العائدات المالية التي حققها بفوزه باللقب الانجليزي. وصحيح أن انتظام المسابقات في جميع أنحاء أوروبا يحقق مبدأ المنافسة العادلة بين الفرق إلا أن أي مالك لأحد الأندية لا يستطيع أن يتدخل أو يعترض علي ترتيب المباريات أو في شروط المسابقة ذاتها بما فيها الأخطاء التحكيمية التي تشهدها بعض المباريات بعكس تماما ما تشهده الكرة المصرية من تخبط سواء من خلال إعلان جدول منقوص في بداية الموسم أو إدخال تعديلات غريبة عليه تتناسب مع احتياجات الأندية وخصوصا فرسان القمة أو حتي من خلال طريقة الترضية التي يتبعها مسئولو الجبلاية لتهدئة الأوضاع في بعض الأحيان دون التوصل لحلول جذرية للمشكلات التي تواجه المسابقات المحلية.