منذ انطلاق دورته الأولي قبل عامين ومهرجان أسوان السينمائي لأفلام المرأة حدد توجهاته بدقة، فلم يتخبط في تحديد أهدافه لادراكه أهمية رسالته في المجتمع الأسواني اذ عمل علي ثلاثة اتجاهات الأول دعم أفلام المرأة والدفع بتجارب النساء صانعات الأفلام، ولأن القائمين علي المهرجان يدركون أنه يقام في محافظة تجاوز تعداد سكانها المليون ونصف المليون نسمة بينما لايوجد بها سوي دار عرض واحدة، فقد كان عليهم أن يستقطبوا الجمهور بمختلف فئاته ليشارك في فعالياته لينعكس المهرجان ايجابيا علي أهل أسوان وكان هدفهم الثاني اتاحة فرصة التدريب علي صناعة الأفلام من خلال عدة ورش في الكتابة والاخراج وشهدت بالفعل اقبالا متزايدا من الشباب، وأسفرت عن تجارب سينمائية مبشرة كتبها وأخرجها وشارك بالتمثيل فيها شباب أسوان الذين كشفوا عن مواهب واعدة، في نفس الوقت يقدم المهرجان لأهل أسوان نافذة للاطلاع علي تجارب سينمائية من مختلف الدول، هذا المهرجان الذي يستقبل نجوم ونجمات وصناع السينمامن مصروالعالم يحقق في ذات الوقت رواجا سياحيا وثقافيا لمحافظة أسوان وهو هدف ثالث ومهم خاصة مع الجولات التي يقوم بها ضيوفه الأجانب للتعرف علي الحضارة المصرية الضاربة في جذور التاريخ والاستمتاع بشمس أسوان الدافئة وآثارها الخالدة. وتشهد محافظة أسوان حاليا حالة من الازدهار الثقافي والسياحي بعد اختيارالرئيس عبد الفتاح السيسي لها لتكون عاصمة للشباب الافريقي في ظل رئاسة مصرللاتحاد الافريقي التي تُوجت بها قبل أيام، فبينما جري افتتاح مهرجان أسوان لأفلام المرأة مساء الأربعاء الماضي، سبقه انطلاق مهرجان أسوان السابع للثقافة والفنون الذي افتتحته د.ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة واللواء أحمد ابراهيم محافظ أسوان، كما افتتحا معرض الكتاب الذي يقام بقصر ثقافة العقاد، وكذلك قصر ثقافة الرديسية بمدينة ادفو. ويتخلل كل هذه الفعاليات الاحتفال بتعامد الشمس علي معبد أبي سمبل الذي يوافق 22 فبراير ويتكرر في 22 اكتوبرمن كل عام - وهو الحدث الكبير الذي يشهد تدفقا سياحيا لمشاهدة لحظة تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني في ظاهرة لاتزال تثير حيرة العلماء، هذه الحالة من الزخم الفني والثقافي تستحقها أسوان باعتبارها واحدة من أفضل 10 مدن علي مستوي العالم وفقا لاعلان منظمة اليونسكو.