عبد الناصر يطلق شرارة بناء السد بحضور الرئيس السوفيتي وعاهل المغرب تحتفل وزارة الري غدا بالذكري 59 لانطلاق بناء " السد العالي " الذي وضع حجر أساسه جمال عبد الناصر في 9 يناير 1960، الاحتفال يتزامن مع ذكري ميلاد جمال عبد الناصر ال ( 101)، والعيد القومي لمحافظة أسوان، ويتضمن الاحتفال افتتاح متحف النيل بأسوان ورمز الصداقة المصرية السوفيتية ومعرضا للمقتنيات يحتوي علي معدات أثرية ساهمت في بناء السد العالي، والسيارة التي كان يتنقل بها جمال عبد الناصر كلما حضر لأسوان لتفقد سير العمل في السد، ويركبها وزير السد العالي، ويتضمن المعرض شمندورات وكراكات وماكينات حقن ستارة جسم السد العالي، الاحتفال يترجم للعالم الإرادة المصرية المؤمنة بقدراتها وتحديها لغطرسة الاستعمار الذي أراد أن يحطم تلك الإرادة ويقزمها، فبرز التحدي عندما وضع عبد الناصر حجر أساس بناء السد بحضور " نيكيتا خرشوف " رئيس الاتحاد السوفيتي، وملك المغرب محمد الخامس، وقصة بناء " السد " قصة كفاح طويلة، يجب أن تتناقلها الأجيال ليعرف الأبناء والأحفاد معجزة التحدي والصمود، القصة تبدأ عندما تقدم المهندس المصري اليوناني الأصل أدريان دانينوس إلي قيادة ثورة 1952 بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه، بدأت الدراسات في 18 أكتوبر 1952 بقرار من مجلس قيادة الثورة لوزارة الأشغال العمومية وسلاح المهندسين بالجيش، في أوائل 1954 تقدمت شركتان من ألمانيا بتصميم للمشروع، راجعته لجنة دولية وأقرته ديسمبر 1954، وطلبت مصر من البنك الدولي التمويل، وافق البنك في ديسمبر 1955 علي تقديم معونة بما يساوي ربع تكاليف إنشاء السد، لكنه سحب العرض في 19 يوليو 1956 بسبب الضغوط الاستعمارية بعد دخول الاتحاد السوفيتي كطرف ثالث في سبتمبر 1955 فتحركت بريطانيا لتحذير واشنطن من التهديد السوفيتي وأعلنت الخارجية الأمريكية أن كلاً من البنك الدولي وأمريكا وبريطانيا سيمول المشروع بتكلفة تبلغ 1.3 مليار بشروط تعجيزية رفضها عبد الناصر، فسحب البنك الدولي عرضه 19 يوليو 1956، فأعلن عبد الناصر تأميم القناة، ووقعت مصر في ديسمبر 1958 اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي للحصول علي قرض بقيمة 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولي من السد، وبدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولي 9 يناير 1960، في 27 أغسطس 1960 تم التوقيع علي اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي بقرض 500 مليون روبل لتمويل المرحلة الثانية، وسار العمل بسواعد المصريين حتي تم تحويل مياه النهر، واصل أبناء مصر الأبطال بمعاونة الخبراء السوفييت العمل في بناء جسم السد وإتمام بناء محطة الكهرباء وتركيب التربينات وتشغيلها، ومحطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء، واكتمل المشروع الذي افتتحه الرئيس محمد أنور السادات في 15 يناير 1971 بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في احتفال مهيب تنتصر به الإرادة المصرية علي الغطرسة الاستعمارية.