لم أؤمن بأن رجلا علي الأرض يكون فارس أحلامي. لا لأن الرجل العادي ليس بمقدرته تحقيق أحلامي، ولا السعي وراء النجمة حين أطلبها، ولا إحضار الهدايا كل يوم وفي كل مناسبة، بل لأن الرجل هو من يتحمل عبثياتي وتقلبات مزاجي، هو من يحتويني ويؤيدني ويشجعني علي تحقيق أحلامي، هو حضن يؤويني لجناحيه ولا يخرجني إلا وقد شفي علتي، لا أشعر في حضرته بالوجع والألم لأنه هو الدواء، وإن كان لي داء فرحيله أشد داء. ليس الرجل بالذي ينطق كلمات الحب كل دقيقة إنما من تري الحب يفيض من عينيه حتي تشعر أن شفتيه تحركتا ولم تتحرك، وفمه نطق ولم ينطق، وأن تشعر بشعور الحب يقتحمك اقتحاما لا إرادة لك فيه، فما عليك إلا الاستسلام والابتسام. أنا أريده رجلاً لا فارسا بجواد، لا يكاد يلفظ حرفاً حتي تشعر أن السماء تسقط حبات من اللؤلؤ، وتنقل بحة صوته الأمن والسكينة فيطمئن القلب. حلمتُ به كثيراً، بقامته وبحة صوته، دفء حضنه ورائحة حبه، وإني علي يقين أنني حين أراه سيقفز قلبي قائلاً نعم هو ذاك الذي أبحث عنه، سأعرفه من الوهلة الأولي وتنتفض له كل جوارحي ويخفق له قلبي خفقانا شديداً يكاد يخرجه من مكانه، ثم أحاول الهدوء والثبات لكنه يفتضح أمري سريعاً وتلتقي أرواحنا. نعم تلتقي الأرواح في السماوات وتتجاذب ثم يؤذن لمن في الأرض برعشة حب خفيفة وانجذاب، ثم تندمج الروحان فما تكاد تنظر لأحدهما حتي تراه في الآخر. هذا هو العشق، أن يهيئ لرائيهما أنهما روح في جسدين، يتشاركان الهموم والأحزان والأفراح، وجودهما معاً يخفف من ألم الحياة ومرها، ووالله لا يتذوق أحد حلاوة الحياة حتي يعشق، فإن لم يكن فلن يجد أمامه إلا مرها وحنظلها يتناثر عليه من الأعلي. ليست الفكرة في أن الحياة تتغير فتصبح حلوة، بل يضيف الحب للمر سكره فيحلو. أتمني أن ألقاك قريبا وأهوي من فوق التل فأقع بين قلبك، لأن الحنظل شديد المرارة وأنا أكره كل مر، وحقا تعبتُ من طول السفر وحدي فليتنا نلتقي سريعا. سارة غريب الوادي الجديد