محمد صلاح لحظة احرازه هدفه في مرمى نابولى في ليلة من ليالي الأبطال ظهر محمد صلاح أسد ليفربول وقلبه النابض واحرز هدفا رائعا أحرزه عبر بفريقه الانجليزي من بوابة نابولي العنيد، ومنح »الريدز» بطاقة عبور غالية إلي دور ال16 في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم..سجل صلاح هدفه الثمين والغالي من مجهود فردي رائع في الدقيقة 34 من الشوط الأول، ليلعب دور البطولة في تأهل وصيف الموسم الماضي الصعب إلي أدوار خروج المغلوب..الهدف الرائع والوحيد للريدز امس اﻷول لم يمض مرور الكرام، وإنما تلقفته الصحف العالمية التي راحت تحسب ل»مو» ما حققه من إنجازات في أقل من موسم ونصف مع ليفربول. الملك » مو» يحقق أرقاما قياسية..ويواصل غزواته »الفيراري» المذهل يخطف قلب كلوب.. ويحبط مخطط أنشيلوتي وماريو والوحش السنغالي فقد أصبح صلاح بهذا الهدف ثاني هدافي ليفربول في دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ، متساويا مع الأسطورة أيان راش ب14 هدفا، فيما يحل الأسطورة ستيفن جيرارد في صدارة الهدافين ب30 هدفا، وهو رقم يبدو ببساطة في متناول صلاح خلال فترة قصيرة مقبلة، لكن الرقمين الأكثر أهمية، ودلالة، لفت إليهما موقع ليفربول الرسمي فور نهاية المباراة، إذ وصل صلاح بهدفه إلي الرقم 35 في آخر 38 مباراة علي ملعب »أنفيلد» معقل »الريدز»، كما صنع 13 هدفا لزملائه. كما أحرز الفرعون المصري هدفه التاسع مع ليفربول في دوري الأبطال علي أنفيلد في 9 مباريات فقط خاضها علي هذا الملعب، وهي أرقام مذهلة تؤكد فاعلية النجم المصري الذي تحدث البعض قبل أسابيع عن تراجع مستواه هذا الموسم، بعد موسم أول استثنائي مع ليفربول احتكر خلاله ألقاب الأفضل في إنجلترا. وعاشت الجماهير المصرية والعربية والانجليزية ليلة من ليالي الحب والعشق الكروي الراقي وهي تتابع بفخر تألق محمد صلاح وجسارته في ليلة القبض علي نابولي وخروج عشاق وانصار الاسطورة مارادونا نجم نابولي الاسبق اﻷشهر وهم يبكون ويتساقطون في المدرجات حزنا وألما بعد إحراز النجم المصري الاسطوري هدفا رغم الرقابة المشددة من القاطرة البشرية والدفاعية كوليبالي، وراحت جماهير ليفربول تتغني وترقص علي انغام الاغنية الشهيرة »مو صلاح ». وكان صلاح البطل في ملحمة الابطال امس الاول وقدم عروضا رائعة هو وزملاؤه الابطال الذين كانوا عند حسن الظن بهم ونجحوا باقتدار في القبض علي النهاية السعيدة وحجز تذكرة التأهل والعبور إلي دور ال16 عن جدارة واستحقاق رغم الضغوط الرهيبة التي عانوا منها وشبح الخروج من دوري الابطال الذي طاردهم كثيرا في مواجهة فريق منظم وعنيد وقوي ظل يضغط بكل قوة وشراسة حتي نهاية المباراة.. وكان المدرب يورجن كلوب ممتنا للمنقذ والمذهل محمد صلاح صاحب الهدف ول»إنقاذ العمر» من زميله الحارس أليسون بعد الفوز 1- صفر علي نابولي. وكان الانتصار كافيا لتأهل ليفربول علي حساب نابولي، الذي دخل المباراة وهو في صدارة المجموعة الثالثة، لكنه ودع البطولة بفارق الأهداف المسجلة، إذ تساوي الفريقان برصيد 9 نقاط وفي المواجهات المباشرة أيضا..وشاهد كلوب والجماهير المتوترة باستاد أنفيلد صمود ليفربول في اللحظات الأخيرة وسط شعور بالراحة بعد الإنقاذ المذهل من البرازيلي أليسون، الذي انطلق من خط مرماه ليحرم أركاديوش ميليك من هز شباكه..وأشاد كلوب، بالمستوي الرائع، الذي ظهر عليه صلاح خلال المباراة، وتسجيله للهدف الحاسم في تأهل ليفربول للدور ثمن النهائي..وأوضح كلوب في تصريحات عقب المباراة: »محمد صلاح سجل هدفا لا يصدق.. وأليسون قام بتصد لا يصدق.. كيف فعل هذا ليس لدي أي فكرة». وقال كلوب: »لا أملك الكلمات لوصف الإنقاذ الذي قام به أليسون. كان إنقاذ العمر»..وتابع: »لم يكن الإنقاذ فقط.. أليسون قام بالعديد من الأشياء بهدوء..الإنقاذ كان مذهلا ولا يصدق ولم يسبق أن شاهدت مثل هذا الأمر»..وأضاف المدرب الألماني: »لا أعلم هل يوجد مدرب في العالم فخور بفريقه مثل فخري بهذا الفريق وهؤلاء الرجال». وأظهرت مباراة أمس الاول، أن كارلو أنشيلوتي المدير الفني للفريق الإيطالي، حرص علي وضع خطة يمكن وصفها ب»شبه المحكمة» لشل حركات صلاح وإبطال مفعوله..وظهر ذلك جليا في مجريات شوط المباراة الأول، فما من مرة تسلم فيها صلاح الكرة في الجهة اليمني لنادي نابولي، إلا وقابله فيها الظهير الأيسر البرتغالي ماريو روي، وعندما ينجح الفرعون المصري في تجاوز هذا الأخير والانسلال، يجد أمامه مدافعا آخر، هو العملاق السنغالي خاليدو كوليبالي. واستمر الصراع بين الثلاثي، صلاح من جهة، وثنائي دفاع نابولي من جهة أخري، طيلة النصف ساعة الأولي من اللقاء، وبدا وكأن هناك مباراة داخل مباراة، إذ يظهر النجم المصري لا يكل ولا يمل وهو يحاول اختراق دفاعات الفريق الإيطالي، إلا أنه في كل مرة يتصدي له الثنائي روي وكوليبالي، لتنتهي المعركة بعدها إما بخروج الكرة خارج أرضية الملعب، أو باحتساب الحكم خطأ لمصلحة صلاح، أو باستخلاص كوليبالي الكرة وإرسالها بعيدا عن مرماه. ولكن قبل نهاية الشوط الأول بعشر دقائق، أكد صلاح مجددا أنه لاعب من الطراز العالمي، ففي رمشة عين، أفسد بل وخرب كل ما خططه له أنشيلوتي ربما لأيام، حيث توصل النجم المصري بكرة في العمق ليتخلص من روي بعدما غطي كرته بشكل جيد بظهره، ليجد نفسه مجددا وجها لوجه أمام كوليبالي، ولكن في هذه المرة نجح صلاح في مراوغة المدافع السنغالي بتمويه رائع، قبل أن يخدع الحارس ويضع الكرة في الشباك، ليسجل الهدف الوحيد في المباراة، والذي منح »الريدز» بطاقة العبور إلي الدور المقبل علي حساب نابولي. خطة أنشيلوتي نجحت إلي حد ما في إيقاف صلاح ولكن لا يمكن اعتبارها »وصفة سحرية»، إذ أنها لم تبطل مفعول الفرعون المصري، كما أن التركيز علي فرض رقابة لصيقة علي صلاح وترك الحرية لمهاجمين آخرين خاصة الثنائي البرازيلي فيرمينيو، والسنغالي ساديو ماني، هي مغامرة في حد ذاتها، فلو كان الثنائي في يومه في مباراة أمس الاول، لكانت النتيجة ثقيلة علي نابولي، حيث شاهد الجميع رعونة ماني أمام المرمي، وكيف تفنن في إضاعة الفرص، فيما ظهر فيرمينيو وكأنه الحاضر الغائب.