وجوه بسيطة جميلة.. تخفي وراءها شخصيات جريئة وقوية.. يجمعن بين الذكاء والجمال.. يتمتعن بالدهاء والاستشعار.. نظراتهن خاطفة إلا أنها حادة قادرة علي مواجهة الصعاب.. يتسمن بصلابة الرأي والقرارات الحاسمة رغم طبيعتهن العاطفية، وفي الوقت نفسه يتمتعن بقدرة كبيرة علي الإقناع والتواؤم مع الآخرين.. يسعين للمخاطرة دون تردد أو خوف.. اخترقن أصعب المجالات التي استحوذ عليها الرجل وكانت حكراً عليه.. وبعزيمتهن الصادقة في تحقيق ما يطمحن إليه، يسعين وراء أهدافهن بشجاعة، مبتكرات في جميع القطاعات من عالم الأعمال إلي الإبداع، ما جعل لهن مكانة مرموقة عالمياً وامتلكن تأثيراً ونفوذاً لا يمكن إنكاره، حتي أُدرجت أسماؤهن ضمن قائمة أقوي 100 امرأة في العالم. للعام الثامن علي التوالي وللمرة الخامسة عشرة، تربعت "أنجيلا ميركل" المستشارة الألمانية علي عرش قائمة فوربس "أقوي 100 امرأة في العالم". تشير المجلة الأمريكية إلي أن تأثير ميركل كمستشارة لألمانيا منذ عام 2005 وكزعيمة للحزب الديمقراطي المسيحي منذ عام 2000 وحتي تخليها عن قيادتها للحزب الجمعة الماضية لا يمكن الجدال فيه. منذ توليها منصبها، أصبحت ميركل محط أنظار الإعلام المحلي والعالمي بسبب تمتعها بالقوة والذكاء، استطاعت عبرهما إبراز منصبها علي الساحة السياسية الدولية. وصفتها الصحف بألقاب عدة أبرزها "المرأة الحديدية"، ذلك بسبب مواقفها واتباعها أساليب صارمة مقارنة بأسس العمل السياسي التقليدي، وتمكنها من التصدي للركود الاقتصادي الذي ضرب أغلبية البلدان الأوروبية، وفقاً لشبكة الإذاعة البريطانية. "BB»" ومن بين أبرز القرارات المثيرة للجدل التي اتخذتها ميركل وعرّضها إلي حملة انتقادات واسعة من قبل معارضيها، فتح حدود ألمانيا بوجه معظم اللاجئين الهاربين من الفقر والمجاعة والحروب، مما أدي إلي تراجع شعبيتها، ولكنها بالمقابل ترشحت لفوز جائزة نوبل للسلام بعدما حمت أكثر من مليون لاجئ داخل ألمانيا. وفي المرتبة الثانية تأتي رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي"، للعام الثاني علي التوالي؛ لقبها الكثيرون بالمرأة الحديدية الجديدة منذ توليها منصبها كرئيسة الوزراء وزعيمة حزب المحافظين عام 2016 عقب استقالة "ديفيد كاميرون". كان التركيز الرئيسي لدور ماي هو الدخول في مفاوضات لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وشغلت منصب وزيرة الداخلية منذ عام 2010 حتي عام 2016. لاجارد والنفوذ الاقتصادي يبدو أن تقلدها مناصب عدة في مجال المال والأعمال، والقدرة علي التفكير والتنسيق والتنافسية أتت بثمارها مع "كريستين لاجارد" التي أصبحت أول امرأة تتقلد منصب رئيسة صندوق النقد الدولي عام 2011. وقد شغلت عدة مناصب وزارية في فرنسا في الماضي، بما في ذلك وزيرة الشؤون الاقتصادية والمالية والتوظيف ووزيرة التجارة ووزيرة الزراعة وصيد الأسماك. في العام الماضي، وحصلت لاجارد علي المرتبة الثامنة في قائمة فوربس لأقوي النساء في العالم، إلا أنها صعدت هذا العام إلي المرتبة الثالثة. بارا تقود صناعة السيارات من المألوف أن تقود المرأة سيارة أو حتي طائرة، لكن أن تعمل في صناعة يهيمن عليها الرجال، وتدير كبري الشركات العالمية لصناعة السيارات. حققت "ماري بارا" حلمها بعد أن بلغت من العمر 53 عاماً، عندما أعلنت شركة "جنرال موتورز"، أكبر منتج للسيارات في الولاياتالمتحدة والعالم عام 2014 عن تعيين بارا رئيساً تنفيذياً للشركة خلفا ل"دان أكيرسون"، الذي شغل هذا المنصب منذ يناير 2011، وتخلي عن منصبه قبل الموعد الأصلي للتقاعد، لتصبح"بارا" أول سيدة تتولي رئاسة هذا المنصب، في سابقة في تاريخ شركات صناعة السيارات في العالم. وقبل تولي منصبها كمدير تنفيذي، شغلت بارا منصب نائب الرئيس التنفيذي لتطوير المنتجات العالمية، ومسئولية مشتريات وتوريدات جنرال موتورز علي مستوي العالم. ومنذ توليها هذا المنصب، حققت الشركة أرباحاً تقدر بنحو 21.5 مليار دولار منذ عام 2014 حتي الربع الأول من عام 2018، ما جعلها تتوج في المرتبة الرابعة علي لائحة مجلة "فوربس" للنساء الأكثر نفوذاً. وجسيكي.. امرأة المستحيل في أدوار القيادة، واصلت الشركات إظهار ثقتها في القيادات النسائية، حيث اختارت شركة "جوجل" "سوزان ديان وجسيكي" نائب رئيس لها والمدير التنفيذي ل"يوتيوب". أثناء العمل في جوجل، أشرفت "وجسيكي" علي واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ في الشركة عندما اشترت موقع يوتيوب بمبلغ 1.65 مليار دولار عام 2006. الجدير بالذكر أن الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، "لاري بايج" وصفها بالمرأة التي لا تعرف كلمة "مستحيل". وتعتبر"وجسيكي" من ال20 موظفاً الأوائل الذين دخلوا جوجل، ومنصبها الحالي في الموقع تسبب في ارتفاع ثروتها إلي 10 ملايين دولار. واليوم تحصد المركز السابع في قائمة فوربس للنساء الأكثر نفوذاً علي وجه الأرض. هيوسون.. تتحكم في السلاح الأمريكي كافحت "ماريلن هيوسون" من أجل تقلد منصب رفيع حتي جاءت هذا العام في المرتبة التاسعة لقائمة فوربس. سعت لإثبات نفسها وسط صقور قطاع الدفاع الأمريكي حتي استطاعت اعتلاء منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "لوكهيد مارتن"، الأمريكية العالمية في مجال الطيران والدفاع والأمن والتكنولوجيا التي تعد أكبر مقاول عسكري للبنتاجون. في عام 2015، تم اختيارها من بين أقوي 100 امرأة في العالم من قبل فوربس وكان ترتيبها العشرين. انضمت في البداية إلي شركة لوكهيد مارتن في عام 1983، شغلت"هيوسون" الكثير من المناصب التنفيذية بما في ذلك الرئيس والمدير التنفيذي للعمليات، ونائب الرئيس التنفيذي لمنطقة الأعمال التجارية للأنظمة الإلكترونية لوكهيد مارتن. وفي نوفمبر 2012 تم انتخابها من قبل مجلس إدارة الشركة، عقب فضيحة "كريستوفر كيوباسيك"، الرئيس التنفيذي ومدير العمليات بالشركة، لعلاقته بإحدي الموظفات، لتنهار أحلامه وتتهمه الشركة بانتهاك القواعد الأخلاقية ويجبر علي الاستقالة. وبهذا أصبحت"هيوسون" أقوي رئيس تنفيذي بحكم إدارتها لشركة تستحوذ علي السوق بإيرادات ضخمة بلغت عام 2014 نحو 472 مليار دولار. روميتي الأكثر نفوذاً في ريادة الأعمال كانت "جيني روميتي" أول امرأة تشغل منصب الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "IBM" منذ عام 2012، بعد أن أثبتت جدارتها بهذا المنصب. في عام 1981، انضمت للشركة كمهندسة نظم. وخلال فترة عملها كرئيس لشركة IBM ، تلقت عدداً من الجوائز، بما في ذلك تصنيفها من قبل مجلة "بلومبرج" لقائمة ال50 الأكثر تأثيراً في العالم وأهم 20 شخصاً في التكنولوجيا وفقاً لمجلة "تايم" الأمريكية. فيما صنفتها مجلة "فوربس" ضمن أكثر مائة سيدة تأثيراً وحصدت المركز العاشر. كما تضم قائمة فوربس 2018 أكثر من ستة أجيال من النساء الأكثر تأثيراً؛ كانت أصغر امرأة ضمتها القائمة المغنية الأمريكية "تايلور سوفيت" 28 عاماً، التي حلت في المرتبة الثامنة والستين، فيما كانت الملكة "إليزابيث الثانية" 92 عاماً أكبر المكرمين وجاءت في المرتبة الثالثة والعشرين. ولأول مرة تضم القائمة شقيقتين هما "سوزان وآن وجيسكي" وهي واحدة من المؤسسين والمدير التنفيذي لشركة 23and me ، المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية. وتراجع ترتيب ابنة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ومستشارته، "إيفانكا ترامب"، من المرتبة التاسعة عشرة إلي الرابعة والعشرين. وتشير الإحصائيات لهذا العام، وفقاً لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية إلي أن هؤلاء النساء يشرفن علي 5 ملايين موظف وتحصد شركاتهن مايقرب من 2 تريليون دولار من الإيرادات.