فى مقال له اكد سفير اذربيجان بالقاهرة تورال رضاييف ان جمهورية أذربيجان تحي هذه الأيام؛ الذكري الخامسة عشر لوفاة الزعيم القومي، ومؤسس الدولة الحديثة، حيدر علييف، الذي توفي في 12 ديسمبر لعام 2003، وقد قاد علييف بلاده من التفكك والتشرذم إلى الوحدة والاستقرار، ومن الفقر إلى التقدم والازدهار، فاستحق عن جدارة واقتدار الاستحواذ علي لقب الزعيم التاريخي، وباني نهضة أذربيجان الحديثة من قبل أبناء شعبه، الذين عايشوا تلك الفترة من تاريخ بلادهم، ولمسوا ما قدمه من إنجازات، حيث شكل صمام الأمان للوحدة الوطنية، وحال دون قيام حرب أهلية في فترة من الفترات الصعبة من مسيرة الشعب الأذربيجاني. وقال تورال إن حيدر علييف تبني الإصلاحات الديمقراطية، والسياسية والحريات العامة وحقوق الإنسان، وضمان ممارستها وكذلك حرية دينية وحرية التعبير والصحافة، فضلًا عن انضمام أذربيجان إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وغيرها من الحريات العامة، مشيرًا إلى جهود علييف الكبيرة في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين أرمينياوأذربيجان عام 1994. وأوضح أن العلاقة مع العالم العربي والإسلامي، خصوصًا مصر، كان لها نصيب كبير في السياسة الخارجية للجمهورية الآذرية، والمبنية على العلاقات التاريخية التي بدأت بعد الفتح الإسلامي لبلاد القوقاز وما وراء النهر، ما فتح فرصًا جديدة لتعزيز آليات الشراكة القوية بين مصر وأذربيجان، والاستفادة من الإمكانيات المتوافرة في التكنولوجيا والطاقة وباقي المناحي الاقتصادية، مضيفًا أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين شهد تطورات إيجابية، حيث سجَّل التبادل التجاري الثنائي ما يقرب من 4 مليارات دولار أمريكي خلال السنوات الخمس الماضية، وتشمل استيراد مصر النفط والمشتقات النفطية من الجانب الأذربيجاني، وتصديرها الأدوية بما يقدر من 10: 15 مليون دولار أمريكي، فضلًا عن سلع أخرى مثل السيراميك بإجمالي 25 مليون دولار، هو حجم التبادل بين البلدين، كما تستفيد مصر من خدمات القمر الصناعي الأذربيجاني. وقال تورال إن أذربيجان بقيادة حيدر علييف، قد مضت فى مسار من التطور لا رجعة فيه، وأخذت في التكامل فى المحيط الأوروبى الشرقي، حيث بلغت ذروة المساعي الاقتصادية بالتوقيع على "عقد القرن"، الذى بلغ قيمته 50 مليار دولار أمريكي، بين أذربيجان وشركات النفط العالمية فى عام 1994، وأنها احتفلت منذ أربعة أعوام بمرور 20 عاما على توقيع تلك الاتفاقية، وخلال هذه المرحلة، أحرزت أذربيجان نجاحات كبيرة في تحقيق استخراج النفط والغاز، وفي الوصول إلى الأسواق الدولية، من خلال أنابيب النفط – باكو ونوفوروسيسك (أذربيجان – روسيا) عام 1996، وباكو وسوبسا (أذربيجان – جورجيا) عام 1997 وباكو – تبليسي – جيهان (أذربيجان-جورجيا- تركيا) عام 2006 إلى جانب خطوط أنابيب الغاز التصديري الرئيسي باكو- تبليسي- أرزروم (أذربيجان-جورجيا-تركيا) عام 2007. وأضاف تورال أن رؤية علييف تمثلت في أن "النفط ثروة هائلة لأذربيجان، لا يعود إلى الأجيال الحالية فقط، بل للأجيال اللاحقة أيضًا"، وأن الحكومة أولت أهمية بالغة نحو الشفافية والإدارة الماهرة لعوائد النفط والغاز، حيث أسست صندوق النفط الحكومى بهدف توفير الشفافية حول عوائد النفط والمساواة فى المنفعة بين الأجيال فيما يتعلق بالثروة النفطية، وذلك مع تحسين الرفاهية الاقتصادية للسكان فى الوقت الحالى بالتوازى مع حماية الأمن الاقتصادى للأجيال اللاحقة. ولفت، إلى أن أذربيجان في فترة حيدر علييف، استفادت من موقعها الإستراتيجى عند تقاطع طرق التجارة الكبرى الممتدة بين الغرب والشرق، وممرات النقل والطاقة بين الشمال والجنوب، ما وفر أساسًا لتحويلها إلى محور للبنية التحتية للنقل والطاقة، حيث تقوم أذربيجان بتطوير مكونات الهواء والأرض، وطرق السكك الحديد والبحرية الإقليمية التي كانت تستخدم في طريق الحرير القديم، والممتدة بين أذربيجانوجورجياوتركيا، والتي توفر فرصًا هائلة لتقديم كافة أنواع عمليات نقل البضائع بين آسيا وأوروبا. وقال تورال أن حكومة أذربيجان تضع نصب أعينها الوصول إلى مرتبة الدول المتطورة فى منتصف عام 2020، باعتباره هدفًا واقعيًا لتحقيقه، مضيفًا أنه خلال سنوات الاستقلال السابقة استطاعت زيادة الناتج المحلى الإجمالى إلى ثلاثة أضعافه تقريبًا، وتقليص معدلات الفقر من 49% فى عام 2003 إلى 5% عام 2012، كما بلغ حساب الميزان الاقتصادى الخارجى 80% من إجمالى اقتصاد منطقة القوقاز بأكملها، ما أدى إلي تقليل نسبة البطالة ل 5%، كما تم توفير أكثر من مليون وأربعمائة ألف فرصة عمل خلال السنوات ال15 الماضية.