تطبيق تقنية حكم الفيديو »الفار» في أي مسابقة كرة القدم لا يكون قرارا عنتريا، يتم تنفيذه في يوم وليلة، لكنه يحتاج للكثير من الإعداد علي مستوي الأجهزة والإمكانات المادية والبشرية من مصورين ومخرجين، بالإضافة لتدريب الحكام وهم العنصر البشري الأهم علي هذه الوسيلة الحديثة، التي تشكل طفرة في عالم المستطيل الأخضر. قرار مفاجئ لذا كان إعلان اتحاد الكرة علي إدخال »الفار» في مباريات الدوري الممتاز هذا الموسم بعد انطلاق أمرا غريبا، أثار اهتمام وترحيب الجماهير التي تغضب كثيرا بسبب أخطاء الحكام، لكن أثار علامات استفهام كثيرة، حول مدي حقيقة قدرة »الجبلاية» علي تحويل هذا القرار لأمر واقع في ملاعبنا، حتي إن توفرت الأموال بأي طريقة كانت، لأنهم الأهم من ذلك هل فعلا جاهزون لوجود »الفار» علي الصعيد التكنولوجي والبشري. التكلفة بالملايين مصادر داخل اتحاد الكرة تؤكد أن تطبيق »الفار» في المباراة الواحد يتكلف مبلغ 10 آلاف دولار للمباراة الواحدة، أي ما يبلغ 179.9 جنيه مصري، وإذا كان مجموع عدد مباريات الموسم في الدوري الممتاز 306 مواجهة، فهذا يعني أن التكلفة الإجمالية تصل إلي 3.060 مليون دولار، وبالمصري يقترب من 55 مليون جنيها. رأي الخبراء كما قال الحكم الدولي السابق محمود سمير عثمان في رأيه عن تطبيقها في الدوري الممتاز: أشك أن يكون هناك وجود لحكم الفيديو في مصر خلال العامين المقبلين علي الأقل، ليس لأسباب مادية فهي أسهل عقبة يمكن تخطيها، لكن الأصعب في العنصر البشري من تدريب حكام، وتجهيز الغرفة التي تضم 3 حكام، منهم 2 للساحة، والثالث حكم رئيسي، وهذه الغرفة بعيدة عن الملعب في مكان مركزي. تطبيق حكم الفيديو في مصر مازال أحلام لمسؤولي اتحاد الكرة قد نراه في عام 2019، فماذا عن تجارب الدول التي سبقتنا في تطبيق »الفار» في البطولات الكروية. إنجلترا.. 15 مباراة للتجربة رغم أن إنجلترا طبقت تقنية الفيديو »الفار» في بطولات الكأس خلال الموسم الماضي، وسارت الأمور بشكل مقبول، لكن لم يتم إداخل التكنولوجيا الجديدة في بطولة الدوري الممتاز »البريميرليج» هذا الموسم بشكل رسمي، مع وضعه تحت الاختبار في بعض الجولات. خلال مباريات الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي، التي أقيمت بتاريخ 15 سبتمبر الجاري، تم اختبار »الفار» علي 5 مباريات انطلقت في نفس التوقيت، وكانت مواجهات (تشيلسي وكارديف وسيتي، ومانشستر سيتي وفولهام، ونيوكاسل يونايتد وآرسنال، وهيديرسفيلد تاون وكريستال بالاس، وبورنموث وليستر سيتي). مراجعة فقط المباريات أقيمت بشكل طبيعي بطاقم الحكام التقليدي، ولم يكن لحكام الفيديو المساعدين أي اتصال بالحكم في الملعب، وكان دورهم اختباري والاكتفاء بمراجعة القرارات التحكيمية. هذا الموسم، تقنية »الفار» سوف تطبق بشكل تجريبي في 15 مباراة ضمن منافسات »البريميرليج»، وكانت الأندية أدلت برأيها في شهر إبريل الماضي، رافضةً الاستعانة بالفار في الموسم الجاري (2018-2019)، وطالبوا بتأجيل تطبيقها لحين تمتع المسؤولين بخبرة أكبر ولإجراء مزيد من التحسينات علي النظام. ويتم حاليًا اختبار تقنية الفيديو بشكل حقيقي في 60 مباراة من مباريات الكأس، تحسبا لتطبيقها في بريميرليج بالموسم المقبل. إسبانيا.. 100 مليون يورو لإنقاذ الليجا بدأت إسبانيا في الاعتماد علي تقنية »الفار» في بطولة الدوري هذا الموسم، تنفيذا لقرار صادر من رابطة »الليجا» بتاريخ مارس 2018، وذلك بعد أن تأخر اتخاذ هذه الخطوة في الموسم السابق بسبب عدم استعداد الحكام وحاجتهم للحصول علي التدريب. دورات تدريب ومن شهر مارس حتي انطلاق أول جولات الدوري الإسباني، حصل الحكام في إسبانيا علي العديد من الدورات التدريبية، ليكون الجميع جاهزا للتطبيق الرسمي والتعامل الكامل مع »الفار»، خاصة مع تزايد الاعتراضات علي كثرة أخطاء الحكام مما يكان يهدد سمعة »الليجا». عقود الرعاية وسبق أن ذكرت صحيفة »ماركا» الإسبانية أن تكلفة تطبيق حكم الفيديو في مباريات الليجا، تصل تكلفتها إلي 100 مليون يورو، وهذا المبلغ تم توفير بعد نجاح رابطة الدوري الإسباني في زيادة عقود الرعاية خلال الفترة الحالية، والتوصل لاتفاق لإقامة بعض مباريات المسابقة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. الإمارات والسعودية.. ريادة عربية تطبق الإمارات تقنية حكم الفيديو للموسم الثاني في بطولاتها المحلية، في إطار سياسة اتحاد الكرة ورابطة الأندية علي تقليل نسبة الأخطاء التحكيمية في المباريات لضمان عادلة أكثر في المنافسات الكروية. في الإمارات، يتم تطبيق تقنية الفيديو لمساعدة الحكام، في جميع مباريات مسابقة دوري الخليج العربي ومسابقة الكأس وكأس رئيس الإمارات، إضافة لبعض مباريات دوري القسم الثاني. وكان هناك تعاون قوي مع المجلس التشريعي الدولي لكرة القدم، أسهم في تجهيز كافة الترتيبات الفنية والإدارية لمواصلة نجاح تطبيق التقنية للموسم الثاني علي التوالي. التجربة السعودية وفي السعودية، دخلت أيضا بطولة الدوري هناك في قائمة المسابقات التي تعتمد علي تقنية الفيديو لمساعدة الحكام في المباريات، بعد الحصول علي موافقة من المجلس التشريعي الدولي لكرة القدم. لكن الاتحاد السعودي، أجري تعديلا علي نظام تقنية الفيديو ينص علي تمكن المشجع من سماع الحديث الدائر بين حكم الساحة وحكم تقنية الفيديو، في الحالات الجدلية.