مهما ارتحل المصري إلي أماكن بعيدة، فإنه يظل يحمل بين جوانحه الحياة المصرية بكل تفاصيلها، كما يصبغ حياته في بلد الترحال بالصبغة المصرية، التي ما تلبث أن تترك آثارها في المجتمع الذي يعيش فيه، لتكون بصمات المصريين شاهدة علي مرورهم بهذا البلد أو تلك المدينة أو ذلك الحي. وتأثير الجاليات المصرية في الخارج يتجلي في طريقة الحياة وشكل التعاطي مع المناسبات والتي تمثل الأعياد أوضح مظاهرها التي تسيطر علي الاحتفال، والتي يأتي عيد الأضحي في أوروبا أوضح نموذج علي ذلك. وحول مظاهر احتفال المصريين في الخارج بعيد الأضحي، أكد الكاتب المصري بهجت العبيدي عضو مجلس الشوري الإسلامي بالنمسا، أن للاحتفال بعيد الأضحي بالنمسا خصوصية فريدة، حيث إنه مرتبط بأحد أركان الإسلام وهو حج البيت العتيق، وذلك لمن استطاع إليه سبيلا. وأضاف أنه يتم تخصيص أماكن محددة من قبل الحكومة النمساوية حتي يقوم يستطيع ابناء الجالية تقديم الاضحية، كما يحرص العديد من المسلمين علي الحجز في شركات السياحة لكي يؤدوا شعيرة الحج. وأشار أن الاحتفال بعيد الأضحي، يبدأ من أداء الصلاة في المصليات المختلفة المنتشرة في عدد من المدن النمساوية، وإن ظل أهم مقصد للمسلمين في فيينا هو المركز الإسلامي الذي يستعد استعدادا خاصا لاستقبال آلاف المصلين في مشهد مهيب، لا يتكرر إلا يوم العيد. وأوضح أن للأطفال استعدادات خاصة من قبل القائمين علي المركز الإسلامي بفيينا أو غيره من المصليات حيث تجهز لهم الهدايا وتقام لهم الألعاب. وذكر أن الاحتفال يشمل زيارة مدينة الملاهي الأشهر في أوروبا »البراتر»، التي تكون مقصد الأسر ليستمتع بهذا اليوم الأطفال، كما تكون الزيارات العائلية ليلا أحد أهم مظاهر العيد. من ناحيته، قال عبدالحميد نقريش عضو المجلس الرئاسي للاتحاد العالمي للمواطن المصري في الخارج في فرنسا إن هناك مظاهرة متعددة، للاحتفال بعيد الاضحي في العاصمة الفرنسية باريس التي يقطن بها عدد هائل من المسلمين المقيمين بفرنسا والتي تنتشر بها المساجد حيث تبدأ بأداء صلاة العيد. وأكد نقريش أن المصريين يحرصون علي اصطحاب أطفالهم لأداء الصلاة في المساجد المختلفة، كما يحرصون علي غرس الهوية المصرية الإسلامية، كما أن العيد يكون فرصة لتعرف أبناء الجيل الثاني والثالث من أبناء مصر في فرنسا علي بعضهم البعض مما يكون له أكبر الأثر في متانة علاقات أبناء مصر بفرنسا بعضهم البعض. وفي ألمانيا احتشد أبناء الجالية داخل مقر بيت العائلة المصرية حول مائدة كبيرة تمتلئ بأطباق الفتة والمشاوي والكوارع والمأكولات المصرية المختلفة. وأكد علاء ثابت رئيس بيت العائلة المصرية بألمانيا أن العديد من الجمعيات الأهلية المصرية بألمانيا ومنها بيت العائلة المصرية تحرص علي فتح مقراتها، وتقدم الهدايا للأطفال الذين يصحبون أسرهم، وكذلك إعداد وجبة إفطار للمصلين الذين يقصدون مقر تلك الروابط. وفي هولندا أكد د. محمود السلاموني، أن تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لأبناء الجالية المصرية في الخارج بمناسبة عيد الأضحي المبارك يكون له أثر طيب في نفوس أبناء الجالية. وأضاف أنه بعد صلاة العيد انطلقت الأسر للاحتفال بالعيد من خلال رحلات مختلفة للمراكز التجارية في العاصمة الهولندية أمستردام وكذلك الرحلات البحرية التي تشتهر بها هولندا يكون لها نصيب من احتفال المصريين بهولندا. وأشار إلي أن الزيارات العائلية في هذا اليوم تعد ملمحا مصريا خالصا تحرص عليه الأسر المصرية التي تربطها علاقات وثيقة في الجالية المصرية في هولندا. وفي المجر، أكد د. السيد حسن رئيس الجالية أن الجالية ستحتفل بالعيد يوم السبت القادم، وذلك بتنظيم لقاء خارج المدينة في أحد المتنزهات بالغابات المجاورة لبودابست ويتم هناك تجمع كبير من الجالية لشواء لحم الخراف، والأطفال يلعبون ويمرحون، والكبار يتسامرون وتتم عملية توطيد الصداقة بين أعضاء الجالية.