ليس من المقبول أن تظل وزارة التربية والتعليم حتي الآن في حالة »خرس» تجاه مشكلتين كبيرتين ظهرتا الآن مع بدء تطبيق النظام الجديد للثانوية العامة بدءا من شهر سبتمبر القادم ، والذي سيقضي بأن تكون الثانوية العامة ثلاث سنوات لأول مرة في تاريخ مصر، وأن المجموع فيها سيكون تراكميا ، والامتحانات بها علي مستوي المدرسة فقط ، ومن خلال التابلت ، وأن أسئلة الامتحانات سيتم إرسالها ألكترونيا لكل مدرسة من خلال بنك الأسئلة بالوزارة عندما تطلب المدرسة عقد امتحان لطلابها ، وأن هناك أربعة امتحانات كل عام . إلا أن هناك مشكلة أولي كبيرة لم يتم التحدث فيها أوحسمها حتي الآن وهي : مصير نظام امتحانات أبنائنا في الخارج والذي يتقدم له كل عام مايقرب من 80 ألف طالب وطالبة تحت مظلة السفارات والقنصليات والمكاتب الثقافية المصرية في الخارج والذي كان يتم حتي العام الماضي لأبناء المصريين المقيمين في الخارج سواء في الدول العربية أو الأجنبية ، وكانت تتم للطلاب الذين لايستطيعون أن يلتحقوا بمدارس الدولة المقيمين فيها نظرا لإرتفاع رسومها ، وبعدها أيضا في التدريس عن مواد الهوية الوطنية ، والتاريخ ، ولاتدرس اللغة العربية في الدول الأجنبية ، وكانت هذه الامتحانات تتم لأبنائنا في الخارج بدءا من الصف الثالث الابتدائي وحتي نهاية الصف الثاني الثانوي بما فيها امتحانات الشهادة الإعدادية ، وكان يتم إرسال الامتحانات من مصر ، ويتم تصحيحها في مصر . لكن مع نظام الثانوية العامة الجديد أصبح من المستحيل إجراء مثل هذه الامتحانات في الخارج بنفس نظام الثانوية الجديدة في مصر ، ويستحيل أن يكون الإمتحان أربع مرات في السنة حيث كان من الصعوبة بمكان تنفيذه علي مرة واحدة في العام نظرا لكثرة التجهيزات التي تتم في هذا المجال ، وحضور أولياء الأمور وأبنائهم أيام هذه الامتحانات لمقر إجراء هذه الامتحانات في القنصليات المصرية ومكاتبها الثقافية من أماكن بعيدة في الدولة المقيمين بها .. وقد بدأ أولياء الأمور والقنصليات ترسل بالفعل خطابات كثيرة للوزارة طوال الأسابيع الماضية تستفسر عما سيتم هذا العام في هذا الشأن ، إلا أن الوزارة ودن من طين وأخري من عجين ، حتي أن بعض أولياء الأمور بدأوا يتوافدون علي القنصليات ويسألون عن التابلت الذي ستوزعه الوزارة علي طلاب الثانوية العامة الجديدة في الخارج وهل سيكون لهم نصيب فيها أم لا ؟ وبدأ آخرون من الذين ألحقوا أبناءهم بأي من مدارس الدولة المقيمين بها يتساءلون : ماذا لو عدت إلي مصر مع نهاية السنة الأولي في الثانوية العامة ، أو نهاية السنة الثانية بسبب انتهاء عقد عملي في الخارج كيف سيندمج ابني مع النظام الجديد في مصر مع أنه لم يدرس معظمه عل مدار سنتين علي سبيل المثال ؟ أما المشكلة الثانية فهي طلاب المنازل والذين يبلغ عددهم في المتوسط 100 ألف طالب وطالبة ، وكانوا يتقدمون لامتحانات المنازل في نهاية الصف الثالث الثانوي دون أن يكون هناك التزام بحضورهم الدراسة بالمدرسة التي سجلوا أنفسهم عليها ماذا سيكون الحل بالنسبة لهم ؟ وكيف سيتم تنفيذه في ظل النظام الجديد للثانوية العامة ؟ وهل نطمع أن تلغي وزارة التربية والتعليم حالة »الخرس» الموجودة الآن ، ويخرج أي مسئول بها لكي يطمئن الناس في هذا الشأن ؟