كشف التقرير النهائي الذي انفردت به "أخبار الأدب" والخاص بالترشيحات المقدمة لجائزة الدولة التقديرية في الآداب لعام 2016 التي منحت في 2018، أظهرت الترشيحات مفاجأة تحمل دلالات كثيرة، جديرة بالدراسة والنقاش، أهم ما أظهرته تلك الترشيحات، أن جامعة القاهرة، هي الجامعة المصرية الوحيدة من بين 26 جامعة مصرية حكومية، فضلا عن الجامعات الخاصة، هي التي تقدمت بترشيح أحد أعضاء هيئة التدريس بها لجائزة الدولة التقديرية في نطاق الآداب، وكان مرشحها هو الدكتور عبدالحكيم راضي، أستاذ البلاغة والآدب الحديث بكلية الآداب، وقد فاز د. راضي بالجائزة عن جدارة لمشواره العلمي الرصين الذي جاوز الخمسين عاما. وقضية أن تكون جامعة القاهرة، هي الجامعة المصرية الوحيدة التي تقدمت ورشحت أحد أعضاء هيئة التدريس بها لتقديرية الدولة في الآداب، قضية جديرة بالبحث لأنها تحمل دلالتين، أولاهما أما أن الجامعات مقصرة في واجبها نحو أعضاء هيئات التدريس بها، وحقوقهم عليها، وتقديرها لهم في مسألة الترشيح لجوائز الدولة الهامة في حياتنا الثقافية الجديرة بالترشيح وكذلك يمتد التقصير الي عدم إلمام الجامعات بالأسماء، والدلالة الأخري تنحصر في كون الجامعات أو أعضاء هيئة التدريس قد اصابهم اليأس من عدالة التوزيع، علي فرضية أن يكونوا قد تقدموا مرات عديدة ولم يحالفهم الفوز بالجائزة. وحول هذا الشأن يقول الدكتور محمد أبوالفضل بدران، نائب رئيس جامعة جنوب الوادي والأمين الأسبق للمجلس الأعلي للثقافة: أن الجامعة قد قامت بالترشيح في علوم الهندسة والطب والعلوم التطبيقية من خلال أكاديمية البحث العلمي وقد حصلت الجامعة بالفعل علي جوائز في هذا النطاق. بينما لم تقم الجامعة بالترشيح في المجالات الأدبية والفنية والثقافية، لأنها سبق أن رشحت في العامين الماضيين كلا من الاستاذ الدكتور الطاهر مكي -رحمه الله-، وقد فاز بجائزة النيل، والدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي (أطال الله عمره)، وقد فاز بجائزة الدولة التقديرية، كما رشحنا الشاعر مصطفي الضمراني. وعن سلطات رئيس الجامعة في مسألة الترشيح قال الدكتور بدران إن رئيس الجامعة من حقه أن يقوم بالترشيح كأستاذ بالجامعة وفي هذه الحالة يرسل الأسم الذي أراد ترشيحه الي رئيس قسم التخصص، فاذا وافق مجلس القسم، في هذه الحالة يقوم برفع هذا الترشيح الي مجلس الكلية، الذي يبت في مبررات الترشيح ثم يقوم المجلس بالتصويت، ثم يرفع ذلك الي مجلس الجامعة، الذي بدوره يقوم بنفس الاجراءات التي قام بها مجلس الكلية، وله أن يوافق أو يرفض. وبرر د. بدران عدم الترشيح لتقديرية الآداب، بإعطاء فرصة للآخرين هذه الدورة. ومن جانبها أظهرت الدكتورة فاطمة حسن، نائب رئيس جامعة بني سويف عدم رضائها للموقف الذي تتبناه الكليات النظرية في أحجامهم عن التقدم لمثل هذه الجوائز، فضلا عن مشاركتهم في الأنشطة داخل الجامعة، ومشاركتهم في البعثات الخارجية التي توفرها الجامعة للباحثين بهذه الكليات فضلا عن المشاركة في النشر العلمي الذي يحدد التصنيف العلمي للجامعة علي المستوي الدولي. وانتقدت د. فاطمة عزوف هذه الكليات عن الترشيح لهذه الجوائز بحجة ان شغلهم ضعيف لايرقي لمستوي هذه الجوائز، وأنه سوف لايقدر من قبل لجان الفحص بها، رغم أن الكليات النظرية مثل كلية الآداب هي الأساس الذي تأسست عليه الجامعة في محافظة بني سويف، وبالنظر إلي الكليات العملية لكلية العلوم والهندسة فقد أنجزتا إنجازا كبيرا في مجال النشر الدولي. وأنا من جانبي كنائب رئيس الجامعة للبحوث والدراسات، لدي خطة للدفع بهذه الكليات (النظرية) لرفع مستواها العلمي، في إنتاج البحث والدراسات ومعاملتهم معاملة الكليات العملية في المشروعات التنافسية والمشاركة في أعمال وأنشطة الجامعة. ومن جانبه علل الدكتور أحمد فراج القاصد نائب رئيس جامعة المنوفية للدراسات العليا والبحوث، عدم ترشيح جامعته لتقديرية الآداب، بأنه لم يتقدم أحد من أعضاء هيئة التدريس لهذه الجائزة، كما لم تتقدم كلية الآداب باسم أحد أعضاء هيئة التدريس بها، ولم يكن ذلك تقصيرا من قبل الجامعة، بدليل أن قائمة الترشيحات لجوائز الدولة تضمنت، تقدم الجامعة بترشيح د. هبة سيد عبدالسلام للجائزة التشجيعية في العلوم الاجتماعية ورشحت د. محمد محمد الزيدية لجائزة الدولة التقديرية للعلوم التكنولوجية (في مجال العلوم الأساسية) ود. صابر عبدالرحمن صقر في العلوم الأساسية. وفي جائزة التفوق، رشحت الجامعة د. أماني عبدالمقصود عبدالوهاب في العلوم الاجتماعية، ود. مختار كمال حسن في الفنون وقد فاز الدكتور حمدي الدسوقي بجائزة الدولة التشجيعية في علوم الجيولوجيا. واختتم د. القاصد أن الجامعة لا تستطيع الزام أحد بالترشح إما أن يتقدم أحد أعضاء هيئة التدريس، وإما أن يرشحه القسم الذي يعمل به وإن لمثل هذه الجوائز شروطاً، ولجان تقوم بتقييم الانتاج العلمي لكل مرشح. وأرجعت الدكتورة مرفت عسكر، نائب رئيس جامعة الزقازيق أن عدم وجود ترشيحات في جائزة الدولة التقديرية للآداب الي عدم تقدم أحد لهذه الجائزة، طبقا لتصريح قاله الدكتور عماد مخيمر، عميد كلية الآداب الذي أكد لنا أنه لم يكن عندنا أحد منطبقة عليه الشروط، والاجراءات اللازمة توفرها فيما يخص الانتاج العلمي للمرشح، فضلا عن السيرة الذاتية التي هي عنوان المشوار العلمي للمرشح ،فلم تتقدم الأقسام المختلفة بالكلية، فضلا عن أنه يمكن ان يوجد بالأقسام من تنطبق عليه شروط الجائزة إلا أنه ليست لديه الرغبة في التقدم لها.