بعيدا عن دراما الانتقام التي سيطرت علي أغلب مسلسلات رمضان هذا العام ومشاهد الضرب والدم والمطارادات وطلقات الرصاص التي حفلت بها،اختار النجم الكبير يحيي الفخراني أن يغرد منفردا بمسلسل اجتماعي بسيط في فكرته،عميق في دلالاته، وجاء اختياره لسيناريو»بالحجم العائلي» للمؤلف محمد رجاء ليؤكد رغبته في هذا الاختلاف وقد أسند قيادته للمخرجة القادمة من السينما هالة خليل بكل نجاحاتها اللافتة، واختياراتها الدقيقة التي توجتها بفيلم »نوارة». غاب يحيي الفخراني العام الماضي وغيابه يفرق كثيرا،فالجمهورالذي ارتبط به منذ سنوات طويلة أصبح في تشوق ليري نجمه علي نحو مختلف ومفاجئ، وقد اقترب المؤلف محمد رجاء من شخصية الفخراني الحقيقية فبدا النجم الكبير متوحدا مع السفير »نادر التركي» وقد أمسك بتلابيب الشخصية ببراعة وخبرة واستطاع بلورة جوانبها الانسانية مما منحها المصداقية الكبيرة،وبدا وكأنه لايمثل بل يعبر عن نفسه ببراءته الطفولية وتصالحه مع ذاته و مشاعره الصادقة التي يوزعها علي كل من حوله،فهذه الاجازة التي طالما تمناها ليجمع فيها أفراد عائلته تكشف كل المستور في حياة أبنائه ما يجعله يسعي لترميم كل العلاقات المهترئة بينهم،و استطاعت هالة خليل التي اعتادت كتابة سيناريوهات أفلامها أن تتجاوز بعض عيوب سيناريو المسلسل و التي تمثلت في بطء الأحداث وعدم منطقية توجهات بعض شخوصه،ثم هذا الفشل الذي يلاحق كل الأبناء بلا استثناء دون مبرردرامي قوي -وهي ظاهرة تلاحق أغلب مسلسلات رمضان -،ونجحت أن تنطلق بفكرته إلي صورة مبهرة تنبض بالحيوية وقدمت مشاهد غاية في الجمال للبحر والشاطئ والقري السياحية والسوق لتحقق ترويجا سياحيا لمدينة مرسي علم التي جري التصوير بها،أعرف أن الفنانة مرفت امين ترددت طويلا لتقديم هذه الشخصية المتسلطة البعيدة تماما عن تركيبتها الشخصية وعن طبيعة أدوارها وشجعها علي ذلك الفنان يحيي الفخراني وقد عبرت عنها بمصداقية كبيرة ولم يفلت الاداء منها لتؤكد حضورها القوي،وجاء فريق الممثلين الشباب مفاجئا،يسرا اللوزي بأداء أخاذ،وأحمد مجدي المنطلق بقوة،والوجوه الجديدة التي دفعت بها المخرجة في أدواركبيرة. لقد استطاع مسلسل »بالحجم العائلي» أن يستحوذ علينا، بفريق عمله المتناغم وببطله نجم الليالي الرمضانية وحضوره الاستثنائي.