عبدالله حسن وانتهي شهر رمضان المبارك بروحانياته ونفحاته وبركاته وخيراته، وشعر البعض بأنه مر سريعا وكانت أيامه كلها بركات وسادته روح المودة والتعاطف وامتلأت المساجد بالمصلين، بينما شعر البعض الآخر بالمشقة بسبب الجوع والعطش ولم يدركوا حقيقة الدروس المستفادة من هذا الشهر الكريم. وجاء عيد الفطر ليحمل في أيامه الثلاثة الفرحة بانتهاء شهر الصيام وتتجمع العائلات ويتزاور الجميع ويعود المسافرون من بلاد الغربة الي ارض الوطن ليشعروا بدفء العائلة والتراحم والتواصل بين أفراد الأسرة من مختلف الأعمار والأجيال، ويلتقي الأهل والجيران والأصدقاء بعد ان باعدت بينهم ظروف الحياة والكل يبحث عن رزقه ويسعي في الأرض ويتأسي بالرسول الكريم والصحابة وما تركوه لنا من القرآن والسنة والمعاني السامية التي تعكس روح التسامح والمحبة التي تأثرت للأسف عند البعض بسبب مغريات الحياة أو وسوسة الشيطان للبعض الآخر ليفرق بين الأخ وأخيه والجار وجاره ليسعد الشيطان انه استطاع ان ينجح في مهمته بالإفساد في الأرض وزرع بذور الفرقة والشقاق بين بني البشر ويتزايد أنصاره يوما بعد يوم بعد ان أغواهم الي الضلال، وكان الشيطان قد أقسم لرب العزة بعد ان عصي أمره بالسجود لسيدنا آدم وقال: ( فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) واستمر إبليس في إغواء بني البشر بمعصية الله فتبعه البعض بينما استعاذ البعض الآخر من المؤمنين الحقيقيين بالله من الشيطان الرجيم وكانوا من المؤمنين الحقيقيين الذين يباهي بهم الله ملائكته يوم القيامة . وإذا كانت فرحة العيد تحمل لنا دائما البهجة والسعادة بعد إتمام شهر الصيام بالعبادة وقراءة القرآن فإنها تحمل ايضا في طياتها بعض الألم والحزن لفراق الأحباب الذين غادروا الدنيا إلي الدار الآخرة، ولانملك إلا أن ندعو لهم بالرحمة ونتذكرهم دائما بكل الخير بعد ان ملأوا علينا حياتنا بالحب والعطف وشاءت ارادة الله أن يغادروها الي الدار الآخرة، وإذا كان الحزن يعتصر قلوبنا لفراق من نحبهم فإن الحزن لفراق الأب أو الأم أو الزوج والزوجة والأخ والأخت يكون أشد وليس كمثله حزن، وقد فقدت زوجتي حين انتقلت جوار ربها منذ أربع سنوات وحزنت لفراقها كثيرا ووجدت في الأم ما يعوضني قليلا عن فراقها حتي جاء أجلها وانتقلت إلي جوار ربها منذ عدة أشهر وكان الوالد قد سبقها بعدة سنوات وكان شهر رمضان هذا العام هو الأول بعد ان افتقدتها ومر علي بصعوبة وجاء العيد لنشعر جميعا بفقدانها وكانت تجمعنا دائما حولها في مثل هذه الايام المباركة لنشعر بالفرحة الحقيقية للعيد والآن لانملك الا ان ندعو لها ولكل الأموات بالرحمة وان يسكنهم الله فسيح جناته ويلحقنا بهم علي الايمان وكل عام وانتم بألف خير .