هناك علاقة طردية عند بعض الناس بين شهر رمضان الكريم وبين العمل فكثير منهم يتصور أن الصائم يعجز عن العمل، وهذا يفسر ما يفعله بعض الموظفين من ثورة علي كل متعامل معهم بحجة الصوم، يعزز هذا الفهم الخاطئ - بلا شك - ما تفعله بعض المؤسسات وأهمها البنوك من تقليل ساعات العمل بأسلوب مبالغ فيه خلال هذا الشهر الكريم، فتصبح مواعيد العمل في أغلبها من التاسعة والنصف صباحا إلي الواحدة والنصف ظهرا وفي برامج الفتاوي سئل أحد العلماء الأفاضل عن ذلك، فقال إن ما تفعله بعض المؤسسات أو الهيئات مرده ليس إلي عدم القدرة علي العمل مع الصوم، ولكنه تيسير علي الموظفين حتي يتمكنوا من العودة إلي منازلهم قبل الإفطار، وعلي الرغم من أن هذه الحجة مشروعة ويشوبها قدر كبير من الإنسانية، إلا أنها بعيدة عن الواقع، فلا أعتقد أن الموظف يحتاج إلي خمس ساعات للعودة إلي منزله -إلا إذا كان يسكن في شرم الشيخ أو في سيوة- فيضطر للخروج من عمله في الواحدة والنصف ظهرا، ويترتب علي ذلك تعطيل مصالح الناس وعجزهم عن قضاء تلك المصالح، حتي يتيسر للموظف خمس ساعات قبل موعد الإفطار!! الواقع أن ما تفعله أغلب البنوك ومن سار علي نهجها في هذا الشأن أمر مبالغ فيه ويعد إساءة كبيرة لشهر رمضان الكريم، ذلك الشهر الذي خاض فيه المسلمون وهم صائمون أعتي وأشد المعارك والحروب وانتصروا فيها، وغدا تحل ذكري حرب العاشر من رمضان الذي حطم فيه جنودنا خط بارليف وهم صائمون ورفضوا الإفطار، ليؤكدوا لنا بالعمل وليس بالقول أن الصيام ليس عذرا مقبولا للقعود عن الانجاز والعمل، ولكنه يعلي الهمم ويشد العزائم.