في البداية، أرجو ألا يساء فهم عنوان هذا المقال، ويعتبره البعض ملصقا انتخابيا. عفريتة هانم، كانت مسجونة في «لمبة» قديمة منذ آلاف السنوات وتتوق لمنْ يكسر اللمبة، ويحررها. وبالطلع كان لابد، لهذا المخلص المحرر ل«سامية»، أن يكون الفارس «فريد». ولم يكن مطلوبا من «فريد» سوي أن يطلب ما يتمناه وقتما يشاء، حتي تنفذه فورا، وبكل الحب، العفريتة هانم.. أو «كهرمانة». بعد التفكير الطويل.. بعد تأمل الذي يحدث في هذا الوطن.. بعد متابعة دقيقة للصحافة، التي قرأت سطورها هي، هي، قبل أن أولد.. بعد ملاحظة متأنية، لحال الثقافة، والتعليم، والبيئة والضرائب العقارية.. والبيوت التي تقع فوق رءوس سكانها.. والإعلام الذي تخصص في إهدار المليارات في توافه، تغيِّب العقول وتفسد الذوق.. وتصنع للناس العاديين، نماذج خارقة من نجمات السينما ولاعبي الكرة ومذيعي مسابقات التربح السريع.. وممثلات الإعلان عن كريمات البشرة.. وشامبوهات الشعر.. والشوربة الجاهزة. بعد الكثير من التأمل، لحال الفن المصري، وجميع مجالاته.. والخناقات أمام مخابز العيش، وأماكن انتظار السيارات، والطوابير في سنترالات التليفون وبشاعة الجرائم وحوادث الطرق السريعة. بعد تعاملي الشخصي، هذا العام، مع «سبعة» من المسئولين، في مناصب مهمة.. وعلموا بشكوتي.. وكانت النتيجة، أنهم تجاهلوا الشكاوي، والطلبات.. «السبعة» مسئولين.. ولا واحد رد علي شكوتي، أو استجاب لطلبي.. مع أنني، مواطنة مصرية، وهذا حقي، خاصة أن طلباتي لم تكن غير مشروعة ولا غير قانونية.. كلها طلبات وشكاوي يمكن حلها بتليفون واحد، من هؤلاء المسئولين. بعد اكتشافي أنني، من المحال أن أعلم، ما الذي يدور حقيقة في كواليس الانتخابات.. مَنْ تشاجر مع مَنْ؟ ومن تحالف مع من؟ ومن ضرب من؟ بعد جولاتي العديدة، في شوارع هذا الوطن.. ودخولي العديد من المصالح الحكومية.. بعد قراءة ما يكتبه من يسمون أنفسهم النقاد في الأدب.. ومن يطلقون علي أنفسهم، «خبراء» السياسة، و«خبراء» التخطيط الاقتصادي، و«خبراء» طفح المجاري.. و«خبراء» التحرش الجنسي بالنساء.. و«خبراء» حماية الطفولة من سلطة الذكورة وسلطة الزواج المبكر، من أثرياء النفط الذين تعدوا التسعين من العمر. بعد معرفة حال صحة الشعب المصري.. وكيف يُطرد المرضي الفقراء إلي الشوارع.. وما يتركه الأطباء في بطون المرضي.. وكيف يخطئون، في التشخيص، ونتائج التحاليل، والإشاعات، والمناظير والعلاج والمتابعة، إلي أن يموت المريض، بعد أن أصبح علي الحديدة، وقامت المستشفي بمص فلوسه، ومص دمائه والعدالة نائمة في العسل.. وقد يصبح المريض المتوفي، هو الضحية، هو الجاني، بقدرة قادر.. مجهول الهوية. ما فيش أجهزة طبية، تسعف المريض الذي ينزف.. أو الذي عجز عن التنفس.. أو الذي عجز عن دفع الفاتورة مقدما.. وهي فاتورة تكفي لتسديد ديون مصر كلها.. وبعد علاج الأثرياء، أو حتي عمل كشف دوري للتأكد من سلامة صحتهم، علي نفقة الدولة.. وما خفي كان أعظم. بعد كل أنواع التأملات، في كل أنواع حياتنا، داخل بيوتنا، وخارجها.. بعد 25 سنة كتابة.. بعد استفحال الإسلام السياسي العنصري، المتزمت، المتطرف، الذي لا يستنكر في الحياة، إلا خصلة سافرة، من شعر المرأة.. ولا شيء يغضبه في كل هذا الكون الواسع، إلا أن تسيطر النساء علي حياتهن بدون وصايا.. غضب إلي حد إراقة الدماء، وطلوع مظاهرات نارية. بعد كل هذه التأملات.. بكل ثقة، أقول إن عفريتة هانم هي الحل. بعد أن أصبح البشر المسئولون عاجزين عن «سريان صلاحية» الوطن الذي أوكل إليهم مهمة النهضة، والصحوة، والتغيير.. بعد أن أصبحت مشاكلنا «معفرته» يعجز عنها الإنس. بالطبع أرشح الاستعانة بعد ثبات نجاحها «عفريتة هانم» علي كل مواطن مصري، وعلي كل مواطنة مصرية، مهمة البحث، عن المصباح السحري أو «اللمبة السحرية» المحبوسة فيها، عفريتة هانم. نحن نخلصها، من سجن اللمبة.. وهي تلبي - في المقابل - كل مطالبنا.. وتحل لنا كل مشاكلنا المستعصية في غمضة عين. خوفي الوحيد أن في حالة عثورنا، علي اللمبة السحرية وتحرير «عفريتة هانم» منها ومعرفتها لطبيعة وسبب وجذور مشاكلنا وأزماتنا وانتهاء صلاحية مجتمعاتنا، بتقاليدها، وأخلاقها وسلوكياتها.. أن ترفض «الصفقة» وتعتبر نفسها هي الكسبانة، إلي الدرجة التي تجعل عفريتة هانم تتوسل إلينا حتي نعيدها مرة أخري إلي سجن اللمبة، حتي لو استدعي ذلك أن تدفع رشوة، أو تستنجد بأبيها «شمهورش» زعيم العفاريت. من بستان قصائدي ماذا أفعل حينما أزهد الدنيا إلا من حلم واحد يقولون عنه «المستحيل» هل أصدقهم؟ أم أمشي أول خطوة في استحالة الألف ميل؟!