عقد المركز الدولى لدراسات الشرق الأوسط الأسبوع الماضى - مؤتمرا علميا تحت عنوان «مستقبل الدور الإقليمى لإيران فى ضوء تصاعد التحديات الداخلية والخارجية».. وفى كلمته أكد د. عادل سليمان المدير التنفيذى للمركز أن إيران تمر بمرحلة فارقة فى تاريخها لن تؤثر عليها داخليا فحسب بل يمتد تأثيرها ليشمل السياسة الخارجية الإيرانية ودورها الإقليمى. وأكد د. يسرى أبوشادى - كبير المفتشين السابق بالوكالة الدولية للطاقة النووية - على أن فرض أى عقوبات دولية على طهران لن يؤثر علي قدراتها النووية أو حتى على استقرار نظامها السياسى.. وذلك لأسباب كثيرة منها أن إيران تملك حاليا العديد من الأوراق الإقليمية المؤثرة فى العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين واليمن.. كما تملك كل عناصر دورة الوقود النووى وتملك القدرة على إنتاج السلاح النووى - إذا قررت ذلك - فى مدى زمنى يقل كثيرا عما تتوقعه واشنطن.. فمن الناحية الفنية انتجت إيران يورانيوم بنسبة تخصيب 20% لعمل وقود لمفاعلها للأبحاث فى طهران «تى.آر.آر» وهذا معناه أنها تستطيع نظريا إنتاج يورانيوم بنسبة تخصيب 90% بسهولة.. وهو اليورانيوم المستخدم فى إنتاج السلاح النووى.. فى نفس الوقت انتجت إيران الصواريخ بعيدة المدى التى يمكنها حمل الرءوس النووية.. وانتجت حتى بداية مارس الحالى 2200كجم من اليورانيوم منخفض التخصيب.. وهى كمية تكفى لإنتاج قنبلة ذرية واحدة.. وأكد د. محمود بركات رئيس الهيئة العربية للطاقة النووية - السابق - على أن الدول الخمس صاحبة حق الفيتو فى مجلس الأمن لم تتفق حتى الآن على فرض عقوبات جديدة على إيران.. وذلك نظرا للتباين الشديد فى المواقف بين روسيا والصين وهما يميلان إلى عدم فرض العقوبات التى تصر عليها واشنطن.. ويزيد من حدة هذه الخلافات أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس لديها أى دليل على أن إيران تنتج أسلحة نووية رغم إصرار واشنطن على ذلك.. وفى ورقته البحثية توقع د. مدحت حماد - الخبير بالشأن الإيرانى وأستاذ اللغات الشرقية بجامعة طنطا - أن تقود المعطيات الخاصة بالقدرات الإيرانية المتصاعدة إلى تحقيق نوع ما من الشراكة النووية الإيرانية مع القوى الكبرى يكون الهدف منها الوصول بإيران إلى نفس مصير الاتحاد السوفيتى السابق .