علي طريقة «حسين رياض» في فيلم شارع الحب عندما قال للمطرب المغمور «عبد المنعم صبري» الذي قام بدوره عبد الحليم حافظ «أنت اللي هتغني يا منعم» قالها أيضا ثوار 25 يناير لمن شاركوهم فرحتهم ووقفوا معهم في محنتهم وخرجوا من تحت عباءة ثورتهم قالوها لحمزة نمرة ورامي جمال وماهر زين ورامي عصام. اعتراف الثوار بهذه الأصوات يعد صك القبول والاعتماد لمولد نجوم غناء ثورة 25 يناير. «حمزة نمرة» أطلق عليه لقب مطرب الثوار رغم وجوده المسبق قبل أحداث 25 يناير ولكن ألبوم «إنسان» الذي قدمه بعد الثورة كان نقطة التحول في حياته الفنية فأغاني الألبوم تحمل شكلا جديدا من أشكال الغناء بالإضافة إلي أن أفكار وقضايا الألبوم تحمل روح العصر ويعيشها المجتمع المصري والعربي ويشعر بها كل مواطن لأنها تمس حياتنا جميعا. «حمزة» قدم ألبومه بأسلوب فني لا يخلو من الروح المصرية التي تحمل أيضا روح الثورة المصرية ويبدو أن تأثر نمرة بالثورات العربية دفعه لتقديم أغنية باللهجة التونسية في ألبومه إنسان تستمد بريقها من روح الثورة التونسية، أما بقية الأغنيات فمصرية خالصة منها «الميدان» و«ابن الوطن» و«ياهناه» التي لاقت صدي كبيرا عند الناس. صداها في سخريتها من التعليم وحاله المتردي. «حمزة نمرة» الذي جمع في ألبومه بين الغناء والتلحين استعان بثلاثة من الأتراك ليقوموا بتوزيع 10 أغانٍ من الألبوم بينما تولي هو تلحين ال 5 أغنيات المتبقية هؤلاء الموزعون هم «مصطفي سيسيلي» و«إدول أردوجان» و«إمري موجولكوك» بينما قام بتأليف الأغاني «محمود فاروق» والسيناريست «محمد دياب» و«أحمد يسري». «نمرة» التحق عام 1999 بفريق «الحب والسلام» وهي الفترة التي أثرت في تكوين شخصيته الإنسانية والموسيقية. خلال الفترة من 19992000 أحيا «حمزة» العديد من الحفلات مع فريقه ليس فقط كمغن ولكن كعازف جيتار ولم يستمر مع الفرقة أكثر من عامين قدم بعدها استقالته ليكون فرقته الموسيقية تحت اسم «نميرا» لتكون بمثابة أول مشروع غنائي له واستمر الفريق حتي عام .2004 في عام 2006 قدم ألبومه الأول «احلم معايا» والذي ضم 10 أغان منها «فتح شبابيك عنيك» و«شد الحزام» و«أنا في طريقي» و«الغربة». وعلي المسرح الذي تم تركيبه داخل ميدان التحرير أمام المجمع كان الظهور الأول للمطرب «رامي عصام» بعد الثورة والتي شارك فيها رامي كواحد من الثوار قبل أن يكون مطربا، علي المسرح كان يقف «عصام» يوميا ليزيد الثوار حماسا من خلال الأناشيد والأغاني الشهيرة التي كان يرددها مثل «قوم يا مصري» «شدي حيلك يابلد» كما قام رامي بتلحين مجموعة كبيرة من الشعارات والهتافات التي كان يرددها المتظاهرون في ميدان التحرير، أصدر «عصام» ألبوما واحدا بعنوان «لو كان» وألبومه الثاني في الطريق. «ماهر زين» ظهر مؤخرا بأغنية مصورة بعنوان «يا نبي سلام عليك» والتي انتشرت بشكل كبير وحققت له شهرة واسعة علي «الفيس بوك» و«التويتر» و«اليوتيوب» وما زاد من شعبيته وجماهيريته مطالبة جمهوره له علي مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة تسجيل القرآن الكريم والأذان بصوته ووضعهما علي هذه المواقع وقد وصل التصويت في هذا الشأن إلي مليونين ونصف المليون وهو رقم قياسي يعتبر جديدا علي الساحة الغنائية الإسلامية والعربية. اتجاه «زين» للغناء الديني جاء من خلال لقائه بمجموعة من نشطاء المجتمع المدني الإسلامي الذي التقي بهم في «السويد» وأثروا علي فكره ودفعوه للاتجاه للغناء الديني، من المفارقات الغريبة أنها المرة الأولي أن يتحقق فيها لمطرب حديث المولد هذا الرقم من المشاهدات لأغنية مصورة له وهي أغنية «إن شاء الله» والذي حقق فيها رقم الستة ملايين مشاهدة علي اليوتيوب منذ صدور الأغنية وحتي الآن. «بحبك يا بلادي» هي الأغنية التي منحته لقب صاحب الأغنية الأفضل من بين الأغاني التي قدمت عن ثورة 25 يناير وهي الأغنية التي قدمها «رامي جمال» احتفالا بالثورة. «رامي» الذي تخرج في كلية التربية الموسيقية اتجه في بدايته لتأليف الموسيقي والتلحين ووضع الموسيقي التصويرية لفيلم «فرح» إلي جانب الأغنية التي غناها «أحمد فوزي» في نفس الفيلم وقام بتلحين أغنية «خلص الكلام» ل «فضل شاكر» وتلحين 6 أغنيات ل «محمد حماقي» وقام بعد الثورة بإطلاق ألبومه الثالث «ماليش دعوة بحد»، الغريب أن في ظهور المطربين الأربعة اختفت أمامهم الفرق الغنائية التي سبق ظهورها قبل الثورة بفترة وجيزة مثل فرقة «وسط البلد» والتي كان بطلها «هاني عادل» بعد أن تراجع دورها وأصبح ظهورها نادرا ولا يزيد علي بعض الحفلات القليلة سواء في «ساقية الصاوي» أو بعض المراكز الثقافية وإن كان بعض المقربين من فرقة «وسط البلد» يؤكدون أن العودة قريبة بألبوم «روبابيكيا» وأن الفرقة التي عزفت وغنت في قلب الشارع المصري لا تستطيع الاستغناء عنه، أما فرقة «بلاك تيما» فقد احتفلت بنصر أكتوبر العظيم «بساقية الصاوي» وقدمت عددا من الأغاني الوطنية التي أحيت بها ذكري أكتوبر وفي الوقت نفسه جددت إحساسها بثورة يناير.