من منا اختار الزمن الذى عاش فيه؟! إنه القدر والقسمة والنصيب ولحظة حميمة بين أب وأم أو رجل وامرأة. فكرة مجنونة أن تناقش ثوابت الكون.. الموت والحياة والشمس والقمر.. أن تجلد ذاتك.. أن تلعن زمنك.. لكن الأكثر جنونا وبغباء بكر أن يتمسك ويتبت أى مسئول خان وباع ضميره المهنى والإنسانى إرضاء لنظام فاسد جرف مقدرات الوطن وأطفأ أنوار حاضره وسود مستقبله. وإذا كان من لم يمت بالسيف مات بغيره.. كما قال شجيع زمانه.. أو مات هما وغما إذا كان عنده دم أو مات بالتغيير الملح والضرورى والإجبارى الذى يجيزه العقل وحكمة الزمن وتتطلبه مرحلتنا الثورية التى غيرت عقل المجتمع وللدقة طريقة تفكيره وهى أصعب بكثير وأخطر من تغيير نظام بسببه عانى المجتمع كله من الشيخوخة وشخشخة المفاصل والسكتة الفكرية. ويقينى أن التغيير لن يتحقق إلا من خلال قوى اجتماعية واعية ومنظمة لأن مرحلة الاحتباس التى عشناها فى الثلاثين عاما الأخيرة تلقى على عاتقنا نحن المهمومين والكتاب والصحفيين مسئولية تجميع شتات المجتمع المتجزر فئويا حول تورتة الثورة لنرسم جميعا حياة ممكنة يتعانق فيها الحلم بالعمل ويواكب التغيير ما هو أفضل دون شكوى من مشقات العيش أو خوف يهدد حريتنا وحياتنا وهو موقف يجد مبرراته فى عمق الأزمة المجتمعية الآنية ويجعلنا أشبه بباخرة تغوص فى قاع بحر الحكم الاستبدادى المتدثر بأكثر من شعار عقائدى خادم لما مضى! وفى ظل الأمواج المتلاطمة فى المجتمع لا يستطيع الصحفى الكتابة وهو مطمئن إلا بوجود قوانين تحمى ظهره وتحمى حرية القول والاختلاف والجهر بالآراء الجريئة التى تفتح بوابة الأمل.. وإعمال القانون قضية حيوية تحرض وتشجع على الكتابة والإبداع والكشف والمصارحة على الرغم من الشروط المضادة. وحين قرر الشعب المصرى أن يهتف فى صوت هادر «الشعب يريد إسقاط النظام» لم يكن المقصود النظام السياسى فقط بل النظام الاقتصادى والاجتماعى والثقافى بكل رموزه وذيوله وفساده وقوانينه ورؤاه ومواليه وشراسته وقبحه وبقاياه للخروج من نفق طويل مظلم أفضى بنا إلى التيه الذى أنقذتنا منه ثورة 25 يناير ووضعتنا على أول طريق بناء دولة قوية قادرة على النمو والازدهار بسواعد الشرفاء والشرفاء فقط فلكل عصر رجاله ولكل وقت أذانه والسابقون يمتنعون فمن أفسد لا يصلح والشيطان لا يعظ فليس كل قط يقال له مشمش!!؟