ارتقت الانتخابات الرئاسية لعام 2024 سريعًا إلى مكانة كونها «الأهم» فى الاستحقاقات الانتخابية على «الكرسى الرئاسى» مقارنة بالانتخابات الرئاسية فى السنوات السابقة؛ وذلك بمجرد انطلاق الحملات الدعائية للمرشحين، نظرًا لظروف إقليمية تتعلق بجرائم الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، التى تجاوزت الشهر، والتى ظهرت من خلالها الدولة المصرية «حائط صد» تخوض تحديات لرفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية وفضح جرائم إسرائيل بحق المَدنيين فى غزة، وهى مواقف يبدو أنها دفعت أشكالاً من الاستهداف الخارجى للانتخابات الرئاسية عَبْرَ شائعات، منها ادعاء «التأجيل»، الأمْرُ الذى تم نفيه وبالطبع غير مطروح، فى ظل وطن آمِن يجعل أبناءَه يمارسون حقوقهم الدستورية والتشريعية وعلى رأسها اختيار رئيس للجمهورية بكل حرية مع وجود جميع المؤهلات التى تصل بالشارع المصرى لانتخابات تعكس صوت المواطن. وانطلقت الدعاية الانتخابية للمرشحين فى الانتخابات الرئاسية المصرية 2024 الخميس الماضى؛ وذلك بالتزامُن مع صدور قرار الهيئة الوطنية للانتخابات الخاص بإعلان القائمة النهائية لمرشحى الرئاسة ورموزهم الانتخابية، وهم: السيد/ عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسى وشهرته عبدالفتاح السيسى رمز «النجمة»، والسيد/ محمد فريد سعد زهران وشهرته فريد زهران رمز «الشمس»، والسيد/ عبدالسند حسن محمد يمامة وشهرته عبدالسند يمامة رمز «النخلة»، والسيد/ حازم محمد سليمان محمد عمر وشهرته حازم عمر رمز «السلم»، ومع إعلان القائمة النهائية للمرشحين بدأت الحملات الانتخابية لمرشحى الرئاسة فى ممارسة الدعاية الانتخابية من خلال عَقْد الندوات والمؤتمرات، وتوزيع المُلصقات واللافتات، وتستهدف إقناع الناخبين بالبرنامج الانتخابى الخاص بكل مرشح. اهتمام كبير إعلامى وجماهيرى فى هذا الصدد؛ لاسيما مع المؤتمر الصحفى للمستشار محمود فوزى رئيس الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسى السيد/ عبدالفتاح السيسى، الذى تناوَل العديد من النقاط تَصَدّرها بشكل كبير ما يتعلق بمواجهة ما يدور من تهديدات للأمن القومى المصرى، فى ظل ما يجرى فى قطاع غزة، الذى لا يُعتبر أمرًا إقليميًا فقط؛ فهو يَمسّ العيش الداخلى بالمَقام الأول، وثوابت تُشغل بال كل المصريين. وفى هذا الإطار؛ قال المستشار محمود فوزى، إن حملة المرشح الرئاسى السيد/ عبدالفتاح السيسى، حملة مرنة ومنفتحة على الجميع وتتفاعل مع المستجدات إقليميًا ودوليًا.مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست قضية انتخابية ولا مجال فيها لأى مزايدات، وأن الحملة علقت أنشطتها لمُدة أسبوع، وتم رفع العَلمين المصرى والفلسطينى على مقر الحملة تعبيرًا عن التضامن مع الأشقاء الفلسطينيين، مع عقد لقاء موسع مع السفير الفلسطينى لدعم القضية الفلسطينية. وأوضح المستشار «فوزى»، أن رؤية المرشح الرئاسى السيد/ عبدالفتاح السيسى، ترتكز على رفض التهجير القسرى للفلسطينيين إلى أرض سيناء بشكل قاطع، وتقوم على رفض الدخول المشروط والشحيح للمساعدات من خلال مَعبر رفح. لافتًا إلى وجود اصطفاف وطنى خلف القيادة السياسية فى موقفها من القضية الفلسطينية والأحداث الأخيرة. مشيرًا إلى أن الحملة تدعو الجهات المختلفة لتوجيه تبرعاتها التى كانت تنوى تقديمها للحملة الانتخابية لحسابات المؤسّسات والجمعيات الأهلية وعلى رأسها «حياة كريمة» لتكثيف تقديم المساعدات لقطاع غزة فى ظل صدور توجيه واضح من مرشحنا الرئاسى بتسخير كل الإمكانيات والجهود وتخفيض أوجُه الدعاية الانتخابية للحملة الرسمية لحدودها الدُّنيا خدمة للقضية الفلسطينية. وتحدَّث المستشار «فوزى» خلال لقاءات الحملة مع عدد كبير من المؤسّسات، فضلاً عن دعوة عدد من الخبراء المستقلين فى مختلف المجالات للاستفادة من وجهة نظرهم؛ حيث عقدت الحملة 75 لقاءً، منها 3 زيارات خارجية واللقاء ب203 جهات من مختلف الفئات. لافتًا إلى أنه سيتم تجميع الطلبات الصادرة من النقابات والهيئات وغيرها فى وثيقة لتسليمها للمرشح الرئاسى السيد/ عبدالفتاح السيسى. متطرقًا إلى إجراء الحملة لقاءات مع المصريين بالخارج لبحث سُبُل التعاون والتواصل الدائم، ولقاءات مع الأحزاب تركزت على تنسيق الجهود وأن تكون الدعاية الانتخابية قائمة على توعية المواطنين وحثهم على ممارسة حقوقهم السياسية، بالإضافة إلى لقاءات مع الكيانات الشبابية التى نحرص على التواصُل معهم خلال الفترة المقبلة. موضحًا أن رؤية المرشح الرئاسى السيد/ عبدالفتاح السيسى، للمرحلة المستقبلية تشمل مَحاور سياسية واقتصادية ومجتمعية سيتم الإعلان عنها فى المؤتمر القادم للحملة. ومع انطلاق الحملات الدعائية للمرشحين؛ يتضح التنوع بين المتنافسين الذين يمثلون تيارات وأيديولوچيات مختلفة، وتتواجَد «المُعارَضة» التى تمثل أفكارًا لا تتوقف عن طرح آراء تمثل مساحات فى الشارع السياسى، وهو ما قام بتصنيفه رئيس حزب الإصلاح والنهضة، هشام عبدالعزيز، الذى قال إن الانتخابات تَحمل عَبْرَ مرشحيها بَعد صدور القائمة النهائية؛ تنوعًا وتمثيلاً لكتل وشرائح سياسية مختلفة. لافتًا إلى أن المرشح فريد زهران، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، من «صقور» الحركة المدنية ويمثل المُعارَضة «الشرسة» وله وجهات نظر فى قضايا مختلفة ويُجسّد الحركة المدنية كفِكر وأيديولوچية. أمّا رئيس حزب الوفد، المرشح الرئاسى د.عبدالسند يمامة؛ فهو إطار ممثل لحالة من الاستقلالية، ويجب أن نضع فى الاعتبار أن «الوفديين» لهم نمَط وأتباع فى الأقاليم، وممثلون فى البرلمان عَبْرَ الاستحقاقات النيابية، فضلاً عن جمهورهم وتاريخهم، ومرشحهم يمثل قطاعًا عريقًا يتبنّى الليبرالية الوطنية. ولفت «عبدالعزيز» إلى أن المرشح الرئاسى حازم عمر يمثل قطاعًا مُهمًا يُجسّد الموافقة على التوجُّه العام من جهة؛ ولكن يعكس بعض الاعتراضات التى من الممكن أن يتم العمل عليها فى إطار هذه الشريحة. لافتًا إلى أن أيديولوچيات وأفكار المرشحين مناسبة لانتخابات تعددية؛ ولكنّ المرشحين سيجدون صعوبة فى مواجهة المرشح السيد/ عبدالفتاح السيسى؛ لكونه زعيمًا تاريخيًا يحمل شرعية تجسّد عدة مواقف. وبدأت الخميس الماضى، حملة المرشح الرئاسى حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى، توزيع برنامجه الانتخابى بجميع محافظات الجمهورية على المواطنين. وقال الدكتور زاهر الشقنقيرى، المتحدث الرسمى باسم الحملة، إن توزيع البرنامج الانتخابى للمرشح حازم عمر سيكون بجميع تفاصيله سواء فى الجانب السياسى أو الاجتماعى أو الاقتصادى على المواطنين، كما أعلنت الحملة أنها وضعت خطة للاجتماع بالقوَى الوطنية والمجتمع المدنى. فيما انطلق المؤتمر الانتخابى الأول للمرشح الرئاسى الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، فى إطار حملته بانتخابات الرئاسة؛ وذلك بالتزامُن مع أول أيام من فتح باب الدعاية الانتخابية رسميًا. وأوضح الدكتور عبدالسند يمامة، أن البرنامج الانتخابى يرتكز على رؤية إصلاحية شاملة وحلول واقعية قابلة للتنفيذ. مؤكدًا أنه يركز فى البرنامج على أن الإصلاح السياسى هو المدخل إلى الإصلاح الاقتصادى الشامل. وتستمر فترة الدعاية الانتخابية لمدة شهر؛ حيث تبدأ فترة الصمت الانتخابى الأول؛ لانتخابات المصريين بالخارج يوم 29 نوفمبر، بينما يبدأ الصمت بالنسبة لانتخابات المصريين بالداخل يوم 8 ديسمبر، وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات، مَقار اللجان العامة فى الانتخابات الرئاسية، والتى تُعَد الجهة العليا المشرفة بشكل مباشر على عمل لجان الاقتراع الفرعية التى تجرى بها عمليات الانتخاب، كما أنها الجهة التى تتولى مراجعة أوراق الانتخابات المُسَلَّمة إليها من رؤساء لجان الاقتراع الفرعية، وتجميع أصوات الناخبين من واقع مَحاضر الفرز الواردة إليها من اللجان الفرعية، وإعلان الحصر العددى للأصوات فى نطاق كل لجنة عامّة، وأصدرت القرار الخاص بتحديد مقار اللجان الفرعية والفرز فى الانتخابات الرئاسية؛ بَعد أن قامت بتوزيع الناخبين البالغ عددهم 67 مليون ناخب على اللجان الفرعية داخل 10 آلاف و85 مركز اقتراع «مَدرسة» على مستوى الجمهورية. وفى الوقت الذى يُعتَبر فيه الأدلاء بصوتك حقًا دستوريًا؛ تعطى الهيئة الوطنية للانتخابات، عدة تسهيلات للتصويت، من بينها تدشين تطبيق على الهاتف المحمول يتيح للناخب معرفة لجنته الانتخابية والتوجه للتصويت، تسهيلات للمصريين بالخارج للإدلاء بأصواتهم؛ حيث أجازت الهيئة الوطنية للانتخابات، قيام المغترب بالتصويت فى الانتخابات الرئاسية ببطاقة الرقم القومى حتى لو كانت منتهية الصلاحية. ويؤكد رئيس حزب حقوق الإنسان والمواطنة، المستشار جمال التهامى، إن المشاركة فى العملية الانتخابية الرئاسية واجب وطنى ودَور الأحزاب فى المقام الأول؛ توعية المواطنين. مشيرًا إلى أن تحالف الأحزاب المصرية يطلق مؤتمرات تثقيفية توعوية لحث المواطن المصرى للإدلاء بصوته مثلما حثه المشرّع بأن يمارس حقه القانونى سواء بالترشيح أو التصويت. رئيس قسم العلوم السياسية فى جامعة بورسعيد، د.وئام عثمان، ترى أن قيام المرشحين بممارسة العملية الدعائية من خلال عرض برامجهم الانتخابية والمؤتمرات والحوارات والتجمعات الشعبية؛ تعبير عن ما توصلنا إليه من ديمقراطية تشاركية عَبْرَ الحوار الوطنى. مشددة على ضرورة توعية المواطن بأمور أكدت عليها الهيئة الوطنية للانتخابات، منها أن أى مواطن يعمل فى غير موقعه الانتخابى من الممكن أن يتقدم عَبْرَ الموقع الإلكترونى للهيئة بطلب تغيير مركزه الانتخابى تسهيلاً على المواطنين للقيام بحقهم الانتخابى الدستورى. ولفتت «عثمان» إلى أن أهم القضايا التى ستحرّك الناخبين من جانب المرشحين؛ إيجاد مَخرج للأزمات الاقتصادية التى هى انعكاس لأزمة اقتصادية عالمية فى الأساس، ومنتظر من المرشحين جميعًا الابتكار السياسى فى التعامُل مع هذه الأزمة الاقتصادية، بالإضافة إلى مستجدات قضية غزة؛ نظرًا لأن الأمْن القومى المصرى أساسٌ فى هذه الآونة للمواطن فى ظل تحديات إقليمية جاءت مع إنجازات للدولة المصرية فى محور التنمية، وفى هذا الصدد سيكون هناك تحركات للمواطن على أرض الواقع فى هذه الانتخابات بصورة إيجابية من خلال القيام بالدور الدستورى الإدلاء بالتصويت. 2