نائب محافظ الجيزة يزور مطرانية الأقباط الأرثوذكس بطموه للتهنئة بعيد القيامة المجيد    شاهد| قوات الاحتلال تطلق النار على شخصين حاولا الخروج من ركام منزل مدمر في طولكرم    الإصابة تبعد لاعب بايرن ميونخ عن مباراة ريال مدريد في إياب الأبطال    بالصور.. محافظ الشرقية من مطرانية فاقوس: مصر منارة للإخاء والمحبة    محافظة الجيزة : دعم قطاع هضبة الأهرام بمنظومة طلمبات لتحسين ضخ المياه    25 مليون طن، زيادة إنتاج الخضراوات في مصر خلال 2023    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    الإجازات الرسمية في شهر مايو 2024.. وقائمة العطلات الرسمية لعام 2024    بالصور.. محافظ الوادي الجديد يزور كنيسة السيدة العذراء بالخارجة    إصابة 9 أشخاص خلال مشاجرة بالأسلحة النارية بمدينة إدفو    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    لأول مرة، باليه أوبرا القاهرة يعرض "الجمال النائم"    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    وكيل صحة الشرقية يتفقد طب الأسرة بالروضة في الصالحية الجديدة    استشاري تغذية يقدم نصائح مهمة ل أكل الفسيخ والرنجة في شم النسيم (فيديو)    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    أمريكا والسفاح !    السفير الفلسطيني بتونس: دولتنا عنوان الحق والصمود في العالم    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    غرق شاب في قرية سياحية بالساحل الشمالي    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    "حريات الصحفيين" تثمّن تكريم "اليونسكو" للزملاء الفلسطينيين.. وتدين انحياز تصنيف "مراسلون بلا حدود" للكيان الصهيوني    شروط التقديم على شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. والأوراق المطلوبة    صالون الأوبرا الثقافي يحتفل بيوم حرية الصحافة بمشاركة النقيب    رمضان عبد المعز يطالب بفرض وثيقة التأمين على الطلاق لحماية الأسرة المصرية    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    بعد القضاء على البلهارسيا وفيروس سي.. مستشار الرئيس للصحة يزف بشرى للمصريين (فيديو)    دعاء تعطيل العنوسة للعزباء.. كلمات للخروج من المحن    إصابة 8 في انقلاب ميكروباص على صحراوي البحيرة    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    لاعب تونسي سابق: إمام عاشور نقطة قوة الأهلي.. وعلى الترجي استغلال بطء محمد هاني    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    تشييع جنازة الإذاعي أحمد أبو السعود من مسجد السيدة نفيسة| صور    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    الانتهاء من 45 مشروعًا فى قرى وادى الصعايدة بأسوان ضمن "حياة كريمة"    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    إيقاف حركة القطارات بين محطتى الحمام والعُميد بخط القباري مرسى مطروح مؤقتا    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة "ابدأ" .. الليلة مع أسامة كمال في مساء dmc    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    أبرزها متابعة استعدادات موسم الحج، حصاد وزارة السياحة والآثار خلال أسبوع    مستشار الرئيس للصحة: مصر في الطريق للقضاء على مسببات الإصابة بسرطان الكبد    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل سنوات من رحيلها.. نجلة روزاليوسف الوحيدة تتحدث عن الحب فى حياة أيقونة الصحافة المصرية حب «أمى» لمصر كان له دوافع سيكولوجية

روزاليوسف لم تكن مجرد شخصية عابرة فى تاريخ مصر لكنها كانت وستظل أيقونة ورائدة الصحافة المصرية، وستظل المجلة التى تحمل اسمها حتى اليوم تحمل شعلة الاستنارة كامتداد حقيقى لصحافة أصيلة..
هى أيضا أم عظيمة لابنة كانت شاهدة على مسيرتها الإنسانية وإبداع مدرستها الصحفية التى شكلت وجدان ووعى الملايين من المصريين.

آمال طليمات نجلة السيدة فاطمة اليوسف الوحيدة من زكى طليمات، أحد أهم رواد المسرح المصرى والعربى، والتى شاء القدر أن أجرى معها هذا الحوار الثرى قبل سنوات قليلة من رحيلها، ظلت بعيدة عن المشهد الإعلامى قبل وبعد رحيل والدتها إلى درجة العزلة، فلم تستسغ أبدًا الظهور الإعلامى، وفضول الصحفيين ذوى الأسئلة المتطفلة، حفاظًا على حرمة حياتها الشخصية، لكننى استطعت أن ألتقى بها فى منزلها الأنيق فى حى الزمالك فى أكتوبر من عام 2015 أى قبل ثلاث سنوات على رحيلها حيث توفيت فى شهر نوفمبر من العام 2018..
عرفت منها الجانب الإنسانى فى شخصية روزاليوسف الأم تلك المرأة القوية التى أتقنت فن عيش الحياة بشروطها الخاصة..
فكونها الابنة الوحيدة لفاطمة اليوسف كانت أفضل من يحدثنى عنها، وفى حوارها معى تفاصيل دقيقة وأحداث عديدة عن أمها وتجربتها الجريئة والمتمردة والفريدة مع التحرر والاعتزار بالنفس وإثبات الوجود.
لم تترك لها وصية لكنها ربتها على أن تعرف ما تريده فى الحياة ولا تخشى السعى نحو تحقيقه.
فتحت قلبها لتروى لى كيف أنها جاءت إلى الدنيا لتحمل انطلاقة وآمال جديدة لوالدتها فى دنيا الصحافة فبعد مولدها بعام واحد وبالتحديد فى 25 أكتوبر 1925 انطلقت روزاليوسف المجلة فى عالم الصحافة لتشكل ذاكرة تؤرشف حقبة مهمة من تاريخ مصر والعالم العربى.
كانت السيدة آمال رحمها الله فى ملامحها وصفاتها الكثير من روزاليوسف الأم فهى الأخرى تمتلك نظرة حادة مؤثرة ويمكنك أن ترى عينيها الصغيرتين وهما تلتقطان كل شيء، تخزن كل تصرف أو إيماءة صغيرة تحرص بوجه عام على القراءة عاشت أجواء الثورة ولذلك كانت تؤمن بمبادئ الثورة وتدافع عن شبابها.
وبداية الطريق ل«روزاليوسف» كما ذكرت لى السيدة آمال طليمات كانت باحتراف التمثيل الفن الذى هداها لتأسيس مجلة تدافع عنه وتسمو به وتحارب الفساد فى أوساطه.
قالت: عندما عرفت أمى بحملها لم تكن اعتزلت التمثيل بعد وكانت لا تزال تعمل على مسرح رمسيس لكن بعد خناقة كبيرة مع يوسف وهبى بسبب الاختلاف على ما كان يقدمه على المسرح، تركت الفن نهائياً وبدأت تفكر فى تأسيس مجلة عن المسرح تنتقد فيها وهبى الذى أصبح التمثيل على يديه لا يعتمد على الموهبة ولكن على ما يفضله الجمهور.
وأضافت السيدة آمال: لقد أسست والدتى المجلة فى 25 أكتوبر 1925 وكان عمرى حينها عاماً واحداً وظلت الصورة التى أحتفظ بها لهذه الذكرى هى الصورة التى تجمع مؤسسى المجلة والرعيل الأول ل«روزاليوسف» وكانت تضم والدتى ووالدى زكى طليمات ومحمد التابعى وإبراهيم خليل الذى كان يهتم بالنواحى الإدارية وأحمد حسن الذى كان موظفًا وكل هؤلاء كانوا ينفقون على المجلة التى لم يكن لها مقر وكانت تجرى كل التجهيزات الخاصة بها فى منزل ماما فى شارع جلال بجوار مسرح رمسيس فى الدور الثامن حيث كانوا يصعدون يوميا كل هذه الأدوار لاستكمال العمل بها.
قاطعت حديثها لأسألها سؤالا كان يثير فضولى الصحفى فلقد قرأت الكثير عن علاقتها بوالدتها وكان أهم ما لفت انتباهى أنه على الرغم من أنها عاشت معها تحت سقف واحد لكنها اكتشفت ديانة روزاليوسف بالصدفة؟
فردت: هذا الكلام غير حقيقى، بالعكس كنت أعرف أنها مسلمة لأن أول شيء ساعدتنى فى تعلمه كان قراءة الفاتحة والقرآن الكريم. ومن المحتمل أن يكون اسمها قد أعطى هذا الانطباع لكن روزاليوسف هو اسمها فى المسرح الذى اشتهرت به وأكد لى والدى أن الذى أعطاها هذا الاسم هو عزيز عيد وهو أيضا من ساعدها وعلمها القراءة والكتابة وهذا يرد على ما قيل عنها بأنها كانت أمية فإذا كان هذا الكلام صحيح فكيف كانت تقرأ أدوارها التى تمثلها على المسرح .
كما قيل أيضا أن عمرها كان 7 سنوات عندما تركوها فى الميناء قبل أن تأتى الى الإسكندرية وهذا كلام غير منطقى أيضا إذ كيف لطفلة فى هذه السن تهرب وتأتى بمفردها بلد غريب والأقرب للمنطق هو أنها كانت فى الثالثة عشرة من عمرها فى ذلك الوقت.
سألتها أيضا «كونك ابنة روزاليوسف، هناك تفاصيل إنسانية لا يعرفها أحد سواك؟
فقالت: ماما لم تكن تحب أن تحكى عن طفولتها وخصوصاً لأولادها وكان تفسير بابا لذلك بإن طفولتها كانت تعيسة وقد كانت شخصية قوية لم أرها تبكى مطلقاً طول حياتها حتى عندما تعرضت لأقوى ضربة فى حياتها واعتقل عبدالناصر ابنها إحسان لم تبك وظلت صامتة لكنى أتذكر رد فعلها فى هذه اللحظة عندما قالت: طول ما ابنى فى السجن لا تذكروا اسم جمال عبدالناصر فى المجلة، وكان هذا احتجاجها الوحيد.
سألتها: ولماذا اعتقل عبدالناصر أخاك إحسان عبدالقدوس؟
فقالت: فى بداية الأمر كانت علاقة إحسان جيدة بالضباط الأحرار وفجر بعدها قضية الأسلحة الفاسدة واعتقل أيام الملك وكان من المؤلم بعد ثورة يوليو أن يسجن إحسان وهو الذى كان ينادى بالثورة ويتظاهر من أجلها ولكن كان السبب فى اعتقاله هو مقال له بعنوان الجمعية السرية التى تحكم مصر لأنه تساءل من خلال المقال عن البرلمان والغموض الذى يحيط بطريقة الحكم التى تدار بها البلاد.
سألتها أيضا: ذكرتى أن الأزمات الإنسانية والمعارك الصحفية التى خاضتها والدتك أوجدت فى حياتها حلولاً لكثير من الصعوبات التى واجهتها فى الحياة ؟
أجابت: شخصية روزاليوسف كانت قوية بسبب كل ما مرت به مع أسرة غريبة عنها ثم هروبها والمجيء إلى مصر، بعدها وجدها إسكندر فرح وعاشت مع أسرته المكونة من زوجة وبنتين ثم قدمها لعزيز عيد فى المسرح وبدأت حكايتها مع التمثيل فى هذا الوقت كانت صغيرة وجميلة والمخرجون يبحثون عن موهبة جديدة ينافسون بها الممثلات القدامى اللاتى أعماهن الغرور.
ولماذا رفضت عروضا ومشروعات جادة لعمل مسلسل يتحدث عن مسيرة روزاليوسف؟
كانت هناك سيناريوهات قرأتها ولم أوافق عليها وآخر سيناريو كان للكاتبة ريهام فؤاد الحداد كان جيداً لكن كان التركيز فيه على المسرح أكثر من التركيز على حياة روزاليوسف الشخصية مثل زواجها بوالدى وطلاقها من عمو محمد عبدالقدوس – بابا قندس – وكيف أنها أعطت إحسان لأسرة والده لأنها كانت بحاجة للمال وذهبت للتمثيل فى المسرح حتى تعيش.
قاطعت حديثنا بسؤال آخر «وهل كان هذا السبب الوحيد وراء عدم خروج العمل للنور»؟
أجابت: كانت هناك أسباب لها علاقة بالشخصيات المرشحة لتأدية الدور فقد عرض السيناريو على الفنانة ليلى علوى لكنها طالبت بإعادة كتابته للتركيز على الشخصية كما عرض على سلاف فواخرجى لكنها اشترطت بأن يكون زوجها مخرج العمل .
أردت أن أتعرف أكثر عن طبيعة علاقتها بوالدتها فقالت لى: والدتى كانت امرأة استثنائية لأن طفولتها كانت بائسة لم تكن أما تقليدية تحكى حواديت قبل النوم فلم يكن لديها وقت لمثل هذه الأمور كانت مهتمة أن أذهب إلى المدرسة فأرسلتنى إلى الليسيه فرنسية وكانت تريدنى أن أصبح رسامة كاريكاتير وأن يتولى أخى إحسان المجلة وطلبت من أحد رسامى المجلة زهدى العدوى أن يعلمنى الرسم لكنى كنت أحب الرسم بالزيت وفشلت فى تحقيق ما حلمت به .
استكملت حديثها بالرد على سؤالى التالى وهو «تزوجت مبكرا وسافرت إلى الخارج وتردد أن السبب هو رفض فاطمة اليوسف زواجك من الشخص الذى تربطك به علاقة عاطفية»؟
أجابت: والدتى كما ذكرت لك لم تكن امرأة عادية بسبب الظروف التى مرت بها أما والدى زكى طليمات فقد سافر للحصول على بعثة فى باريس وفى تلك الفترة كنت أنا بمفردى وكانت والدتى مشغولة طول الوقت.. صحيح كان لدى مربية وسائق خاص بعد أن تحسنت أمور والدتى المالية ولكن كان ينقصنى الدفء الأسرى ولذلك فضلت أن أكون أسرة خاصة بى خاصة بعد ما أصرت والدتى أن أجلس فى البيت بسبب رسوبى فى المدرسة .
أما بخصوص العلاقة العاطفية التى تقصدينها فلن أتحدث عنها لأن بطلها مازال على قيد الحياة .
«ذكرت إن ظروف نشأتك تختلف عن ظروف نشأة إحسان»؟
إحسان تربى وسط أسرة والده فى حى العباسية لأن ظروف ماما المادية لم تكن تسمح وقتها أن يكون بجانبها، وقد تربى على يد عمته أبلة نعمات وفى أسرتهم كانت المرأة ممنوعة من الخروج وكان هناك فصل بين الرجال والنساء ولذلك تأثر أخى إحسان بذلك فى كتاباته حتى إنه عندما انفصل والده عن والدتى كتب رواية لا شيء يهم وكان بطل الرواية شخصًا لا يريد الارتباط وأن يصبح طليقا.
«خيبت ظن والدتك فى أن تصبحى رسامة كاريكاتير فلماذا لم تلتحقى بالوسط الفنى مثل والدك الفنان الكبير ذكى طليمات؟
بعد طلاقى من زوجى الأول وكان عمرى 22 عاما ذهبت إلى والدى فى المسرح وأعربت له عن رغبتى فى الالتحاق بمعهد التمثيل لكنه رفض وقال لى الدراسة فى المعهد تبدأ من سن 18 عاما وأنتى أصبحتى كبيرة على هذا المجال.
ومن كانت أقرب صديقة لوالدتك فاطمة اليوسف؟
عندما تولى أخى إحسان شئون المجلة، أصبحت ماما متفرغة واعتادت كل صباح أن تقرأ الجرائد وتذهب للفطور فى جروبى وتأخذ معها أحفادها وفى هذه الفترة أصبحت لها صديقة وهى التى لم يكن لها صديقات من قبل سوى زينب صدقى صديقتها من الوسط الفنى وكان السبب فى الصداقة أن الأخيرة ارتبطت بعلاقة عاطفية مع فكرى أباظة أستمرت حوالى 13 عاماً.
أما خارج الوسط الفنى فكانت صديقتها زوجة المدير المالى للمجلة والذى عينه أخى حيث كانت هى المرة الأولى التى لم تصبح ميزانية المجلة فى شنطة والدتى.
ذكرت بأنه لم يكن لوالدتك أى صديقة إلا فى السنوات الأخيرة من حياته؟
نعم فكيف لامرأة مثل روزاليوسف أن يكون لها صديقات ولم يكن لديها وقت وفى حياتها الكثير من المعارك الصحفية وتدير جريدة يومية تعصف بها الأزمات .
وما هى الأسباب الحقيقية وراء خلافها مع النحاس باشا؟
وصل الخلاف بينهما لدرجة الحجز على المجلة وقد كانت بداية الأزمة بينهما عندما تزوج النحاس من امرأة تصغره كثيراً فى السن وهى زينب الوكيل والتى كانت تتدخل فى الشئون السياسية وتفرض سيطرتها عليه وتسلطها على قرارته وظهر ذلك بوضوح فى مشروع القرش الذى دعت إليه زينب الوكيل وكان من ضمن أسباب خروج مكرم باشا من حزب الوفد لقيامها وبعض أقاربها باستغلال النفوذ.‏
البعض ‏ يتساءل كيف لامرأة ليست مصرية - من أصل شامى - مثل روزاليوسف ويكون لديها هذا الحس الوطنى الذى كانت تدافع به عن مصر بإستماتة؟
حبها لمصر له دوافع سيكولوجية فقد أحبت مصر من كل قلبها، لأن كان لها طفولة مضطهدة فى الوقت نفسه كانت مصر هى البلد التى احتوتها واحتضتنها فأحبت البلد من خلال ناسها، فكل من قابل روزاليوسف منذ أن حطت قدميها أرض مصر ساعدها بداية من إسكندر فرح الذى أخذها لتعيش وسط أسرته وعزيز عيد الذى تبناها فنياً ثم زوجها الأول محمد عبدالقدوس الذى أحبته بشدة وبعدها والدى زكى طليمات الذى كان صديقاً مقرباً ثم زوجاً
هل أحبت روزاليوسف والدك زكى طليمات أكثر من والد إحسان؟
بالعكس، حبها الكبير كان لبابا قندس – محمد عبد القدوس – لأنه أول حب فى حياتها وكانت صغيرة بينما كان هو هوائى ولذلك وقع الطلاق بينهما وعندما قابلت والدى زكى طليمات شعرت أنه شخص مسئول لدرجة أنه كان لا يتركها بمفردها أثناء حملها فى أخى إحسان ووقف بجانبها وكذلك شلة روزاليوسف التى أكتسبت عضو جديد بانضمام محمد التابعى.
لو قدمت حياة روزاليوسف من خلال عمل فنى من تختارين لتجسيد الشخصية؟
أنا أرى سولاف فواخرجى أكثر شخصية مناسبة للدور لأنها شامية الأصل وفيها الكثير من الملامح الشكلية لروزاليوسف.
لماذا لا توجد حتى الأن كتب وأبحاث تتحدث عن شخصية بحجم روزاليوسف؟
سوف تستغربين إذا قلت لك أنه جاءت إلى منذ عدة سنوات سيدة أمريكية قالت أنها كانت تعمل رسالة دكتوراه عن والدتى فى إحدى الجامعات هناك وعندما بحثت عنها وجدت اسم روزاليوسف مسجلا فى مكتبة الكونجرس بأنها من الرواد فى عالم الصحافة وأول سيدة أسست دارًا صحفية وأصدرت مجلة .
وكما ذكرت لك البحث الذى قامت به ريهام حداد كان فيه كم كبير من المعلومات والدراسات الوافية وكانت أمنيتى أن يتصدى للعمل مدحت العدل وأن يخرج بالشكل الذى خرج به مسلسل حارة اليهود.
ماذا كانت ستفعل روزاليوسف فى ظل حكم الاخوان؟
الإجابة واضحة إذا كنت أنا شخصياً لا أطيقهم فما الذى تتوقعينه من ماما.
ما أكثر شىء جعل روزاليوسف تشعر بالمرارة فى حياتها؟
لقد صنعت روزاليوسف جيلا كاملا من الصحفيين لدرجة أن المنافسين كانوا يلطشوا منها المميزين، كانت تصنعهم وكانوا يذهبون لأماكن أخرى من أجل المال رغم أنهم أصبحوا نجوما بفضل الحرية التى أتاحتها لهم على صفحات مجلتها ومن خلالها عرفهم الناس وأبرزهم التابعى ومصطفى أمين.
بم تقيمين حال روزاليوسف منذ صدورها وإلى الآن؟
هناك ثلاث فترات ارتفع فيها حجم التوزيع وكانت المجلة فى عصرها الذهبى وذلك عندما تولى إحسان عبد القدوس رئاسة التحرير وخلال فترة رئاسة صلاح حافظ ثم فى عهد عادل حمودة ومنذ رحيل عادل حمودة لم يتمكن أحد أن يصل بالتوزيع للرقم المطلوب.
ما وجه الشبه بينك وبين والدتك فاطمة اليوسف؟
بلا أدنى شك، أنا لا أمتلك خبرة وشخصية روزاليوسف ولا أستطيع أن أقارن نفسى بها لكن هناك شىء أشعر بأنى قد أخذته منها وهو أن أكون مقاتلة لا أستسلم وقد كانت ماما تقع وتعود بسرعة لتقف من جديد على قدميها، فالحياة عندها لم تكن تتوقف على أحد أو معركة خسرتها.
أخيرًا، ما هى الوصية التى تركتها؟
لم تكن روزاليوسف امراة عاطفية تترك وصية لابنتها أو مثل تلك الأمور لكنها كانت امرأة عملية ترمى كل ما يزعجها وراء ظهرها لتواصل مسيرتها أما أكثر شىء حرصت أن نتعلمه منها هو الصدق وحب القراءة ولذلك إذا لم تترك لى وصية فقد وجدت فى حياتها حلولاً لكثير من الصعوبات التى واجهتنى.
1
3


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.