ما بين السُّخرية والثناء من قيام البعض بالاهتمام بحيوانات الشوارع ومبادرات الرفق بالحيوانات والاعتراض على حملات القضاء على الكلاب الضالة اشتعلت السوشيال ميديا بالسّجال بين فريقين من سكان منطقة المنيا الجديدة بمحافظة المنيا، بعد حملة إبادة راح ضحيتها نحو 50 من كلاب الشوارع اشتهرت باسم «مجزرة الكلاب». لكن حملة تسميم الكلاب دفعت مجموعة من سكان المدينة بإطلاق مبادرة لإنقاذ الكلاب والقطط بالشوارع تحت مسمى «مد إيدك بالخير». وأطلق القائمون على المبادرة عدة رسائل، منها «أطعم كلب أو قطة جائعة فى الشارع فإنها حيوان أخرس».. «إذا وجدت كلبًا بمدخل عمارتك لا تطرده؛ فهو يحتمى بمدخل عمارتك من برد الشتاء.. اصنعوا لهم غطاء يحميهم من برد الشتاء أو اترك كرتونة يحتمون بها، فالراحمون يرحمهم الله.. إذا وجدت كلبًا أو قطة تعانى من إعاقة بلّغنا عن مكانها وسنساعدها لنوفر لها مأوَى وطعامًا». ولم يكتفِ مؤسِّسُو المبادرة بهذا فقط، بل تطوّر الأمر للبَدء فى إجراءات تأسيس جمعية للرفق بالحيوان، فتقول الدكتورة «يارا درويش» أحد مؤسِّسى الجمعية «سكان المنطقة فوجئوا خلال الفترة الماضية بتسميم عدد كبير من الكلاب نتيجة استخدام أحد أنواع السموم، وهو سم الستريكنين، وهذا النوع جعل الحيوانات تتعذب حتى وفاتها لأكثر من 5 ساعات وطال السُّم قطط وجراوى صغيرة». أضافت إنه من المفترض أن حملات القضاء على الكلاب الضالة تكون حسب البلاغات بوجود كلاب مسعورة وتسببها فى عقر عدد من المواطنين، ولكن لم يبلغ بعقر أى شخص، وإذا كان هناك إجراء فالمتعارف عليه هو حملات تعقيم لمنع تكاثرها وتسميم المسعور منها فقط. وأشارت أن السُّم عرَّضَ حياة أطفال الشوارع والقطط الأليفة للخطر أيضًا بسبب عدم رفع بقايا السّم، فاتفقنا من خلال أول لقاء مع عدد كبير من المتطوعين فى تأسيس الجمعية أن يكون هناك رقم مخصص لشكاوَى المواطنين من الكلاب الضالة للتأكد من عقرها أو شراستها. فضلًا عن الدّور التوعوى من خلال حملات توعية فى المدارس وللعامّة بأهمية الرفق بالحيوان وأهمية وجودها من أجل توازن النظام البيئى. وعقب الجدل أصدرت مديرية الطب البيطرى بالمنيا برئاسة الدكتور «محمد عثمان»- مدير المديرية- بيانًا حول واقعة المنيا الجديدة، أكدت فيه أن المديرية تقوم باتخاذ جميع التدابير اللازمة فى ضوء اهتمامها بتنفيذ التعليمات الصادرة عن الهيئة العامّة للخدمات البيطرية للرفق بالحيوان، وذلك للحد من ظاهرة انتشار «الكلاب الضالة» بمحيط الأحياء السكنية والمناطق والشوارع الداخلية بجميع مراكز المحافظة من خلال توفير أمصال ضد مرض السُّعار للحفاظ على الحيوانات ويتم تحصين وترخيص ما يقرب من 3 آلاف «كلب» سنويّا. وفى إطار التخلص من الكلاب الضالة وفق تعليمات الهيئة العامّة للطب البيطرى مع الرفق بالحيوان، يجرى حاليًا العمل على تخصيص مكان لإيواء الكلاب الضالة بوحدة سمالوط البيطرية لسعة 400 كلب تقريبًا. كما أنه لا يتم تنفيذ حملات إعدام للكلاب الضالة إلّا فى حالة وجود شكاوَى من المواطنين عن طريق منظومة الشكاوَى الحكومية أو مكتب خدمة المواطنين بوجود كلاب ضالة وتمثل خطورة على المواطنين، أو ورود بلاغ من مديرية الصحة عن وجود حالات عقر للمواطنين بأى منطقة بالمحافظة. وتقوم المديرية حاليًا ولحين تجهيز مكان لإيواء الكلاب الضالة بسمالوط بالاستجابة للشكاوَى المقدمة من المواطنين بالاشتراك مع الجهات الأمنية للتخلص الآمن من الكلاب الضالة. هذا وقد افتتحت مديرية الطب البيطرى وحدة طه السبع البيطرية لمعالجة الحيوانات الأليفة مع رفع كفاءة الأطباء بدورات تدريبية.
