عبر مساراتٍ ثلاث، يعتمد تنظيم الإخوان مخططاته لنشر الفوضى متاجرًا بالدين والأزمات ومتلاعبًا بمشاعر الناس وعقولهم كعادته.. المسار الأول يقوم على بث حالة من الفزع فى نفوس الناس بسبب فيروس كورونا وأن الأرقام الحقيقة أكبر بكثير جدًا من التى تعلنها الدولة للإصابات والوفيات لكى ينعكس ذلك الخوف على حالة السلع والمواد الغذائية والوقائية بالأسواق.. أما المسار الثانى فيعتمد على ترويج الشائعات ونشر الأكاذيب وتشويه صورة الدولة وإظهار الحكومة وكأنها عاجزة وفاقدة للسيطرة عن مواجهة الفيروس المستجد.. وأما المسار الثالث والأخير فقد جاء تحت ستار الخروج فى مسيرات بالتكبير إلى الله لكى يرفع عنا وباء كورونا، وهى التكبيرات الحرام التى فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب. حشد الشارع
لاقى المسار الثالث على وجه الخصوص اهتمامًا كبيرًا فى الفترة الأخيرة عبر نداء وتحريض الهارب معتز مطر الذى أثار نقطة الانطلاق لتنظيم مسيرات ضد فيروس كورونا بكتابته استبيان عبر صفحتة الشخصية على توتير: هل توافق على الخروج للبلكونات والشبابيك فى توقيت واحد للدعاء بتكبيرات العيد لعل الله يزيح الغمة وتضامنًا وتحفيزًا للكادر الطبى فى مصر.. بعد تلك الدعوة المستترة مباشرة خرجت تكبيرات ومسيرات ظهرت بعد منتصف الليل بعدة مناطق بمحافظة الإسكندرية، رغم قرارات منع التجمعات والاختلاط لمحاولة السيطرة على فيروس الفيروس.
رُغم موجة السخرية التى انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعى من تلك المسيرات وربطها بالشعب السكندرى فى عمومه إلا أن العشرات الخارجين فى تلك المسيرات كانوا من المحسوبين على التيار الإسلامى فى الإسكندرية ما بين إخوان وسلفيين استجابةً للنداء الذى أطقله الهارب معتز مطر ثم انضم إليهم عدد من البسطاء والمواطنين من الشرفات لإطلاق صيحات التكبير لرفع البلاء من فيروس كورونا.
كعادتها تحاول جماعة الإخوان الإرهابية توظيف الحالة الدينية، لجر الشارع نحو الحشد لتحقيق أهدافهم، والدفع بالمصريين نحو الفوضى والتمرد على قرارات الدولة والتى من أهمها اتخاذ سبل الوقاية والبقاء بالمنازل للحفاظ على أرواح الناس فى ظل وجود وباء يبيد الألالف فى شعوب أخرى.. فالهدف النهائى يظل هو تحريض الناس على عدم الالتزام بأى تعليمات للحكومة، والتخفى فى عملية التكبير وترديد الهتافات الدينية.
دعوات شيطانية
لا نبالغ فى قيمة إعلام الإخوان فى الخارج ولا فى تأثير أجير المخابرات التركية معتز مطر.. ففى النهاية قد خرج العشرات.. وباءت حملته بالسخرية والألش والجلد المعنوى من قبل المصريين مثلما حدث قبل ذلك مع حملة «اطمن انت مش لوحدك»، وحملة «التصفير والتخبيط بالحلل فى البلكونات»، لكن الخوف الحقيقى والطبيعى هذه المرة يكمن فى أن تلك الدعوات الشيطانية هدفها الرئيسى هو تجمع المواطنين لتفشى الوباء، وزيادة عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد، ومن ثم خروجه عن السيطرة، ثم توظيف ذلك لأهداف سياسية.. ولا غرابة فى ذلك فهذا الأمر امتداد طبيعى لما نشره من قبل بهجت صابر عضو جماعة الإخوان الإرهابية الهارب ، من خلال فيديو عبر حسابه على تويتر، طالب فيه من يصاب بفيروس كورونا من أنصار الجماعة، بنشره بين أبناء الشعب المصرى بشتى الطرق، انتقاما من الشعب المصرى، قائلا: «متروحش لوحدك فى هذا الوباء، خد أكبر عدد معاك».
وقال الإخوانى فى الفيديو: «أى حد يشعر بأن لديه أعراض الانفلونزا قبل ما يفكر يتعالج أو يتصرف فى نفسه يروح ويدخل الأول على أى قسم شرطة عادى.. النيابة أو المحكمة يا سلام لو عسكرى يقدر يدخل وزارة الدفاع أو يسلم على لواءات فى الجيش والشرطة أو القضاة.. رجال الأعمال أو مدينة الإنتاج الإعلامى أو الفنانين.. ويا سلام لو فى ناس ضد الإنقلاب شغالين فى مدينة الانتاج الإعلامى وجاله دور برد أو سخونية أو أى حاجة خش وسلم عليهم كلهم واحد واحد».. وأضاف: « ما هو انت مش عارف المرض اللى عندك إيه لكن لو قدرت تنشره وسط أركان هذا النظام.. وطلع اللى عندك كورونا فأنت كده بتنتقم لنفسك.. إنت ليه تموت لوحدك».
كل تلك الدعوات الشيطانية هدفها بالأساس إجهاض إجراءات الدولة المصرية التى تصمد بقوة اقتصادها واحتياطاتها النقدية، وتحركاتها الاستراتيجية المحسوبة بدقة والقرارات التى تصدرها على مدار الساعة، وحملات التضامن المدنية والشعبية وكفاءة خطة مكافحة كورونا على جميع المستويات أمام اعتى أزمة تواجه العالم كله فى الوقت الراهن.. وهنا تجدر الإشارة لتقرير أعدته مؤسسة «ماعت جروب» للسلام والتنمية وحقوق الإنسان عن مخططات جماعة الإخوان الإرهابية لبث الأكاذيب والادعاءات حول انتشار فيروس «كورونا» فى مصر، من أجل التأثير على الدولة داخليا وخارجيا، والعمل على كشف أرقام مبالغ فيها من خلال وسائل إعلام الجماعة، التى تبث من تركيا وقطر.
ورصد التقرير بالأدلة ما تقوم به الجماعة الإرهابية وإعلامها الكاذب فى بث ونشر الأكاذيب ضد الدولة المصرية، وذلك عبر وسائل إعلامهم، وصفحات بمواقع التواصل الاجتماعى، لترويجهم تسجيلات صوتية مفبركة لإثارة الذعر بين المواطنين فى مصر، ومحاولة التأثير على الدولة المصرية من خلال هذه الأدوات والحيل الكاذبة التى تسعى لها هذه الجماعة الإرهابية، من أجل التشكيك فى مؤسسات الدولة وحُسن إدارتها للأزمة.
ولفت التقرير إلى أن منصّات الإخوان سجّلت مقاطع صوتية مفبركة داخل قنواتها التى تبث من تركيا بواسطة مؤدّين لصوت «نساء»، تحتوى على أكاذيب تتعلق بفيروس كورونا، وتحتوى على تحريض المواطنين بعدم النزول من المنازل ومنع الأطفال من الذهاب للمدارس لتحقيق أهداف سياسية تحت ستار أكاذيب بث الرعب من الفيروس.
حملات السجون
فى 19 مارس الجارى نشر موقع الجزيرة القطرى تقريرًا تحت عنوان «بسبب كورونا.. سجناء مصر بين الخطر والمجهول» لتبدأ حملة جديدة يقودها إعلام الإخوان للإفراج عن عناصرهم المجرمين الذين طبقوا حرفيًا شعار « يانحكمكم يا نقتلكم» ضد الشعب المصرى.. ويهدف المخطط هذه المرة إلى استغلال أزمة انتشار فيروس كورونا وبث الشائعات حول وجود إصابات بين نزلاء السجون المصرية وتصعيدها إعلاميًا عبر قنوات جماعة الإخوان التى تبث من تركيا وتكليف جيوش الذباب الإلكترونية للجماعة بإثارة الأمر وتدشين الهاشتاجات والحملات ثم حث المنظمات الحقوقية المشبوهة لتبنى دعوات إطلاق سراح نزلاء السجون المصرية خوفًا من إنتشار كورونا، وهو ما حدث بالفعل حيث تبنت منظمة العفو الدولية تلك الدعوة.. لكن كعادتها الدولة المصرية قطعت الطريق مبكرًا على تلك الدعوات المشبوهة وأفرج قطاع السجون أول أمس عن 392 سجينا بموجب عفو رئاسى وشَرطى، بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة وذكرى مرور 68 عامًا على ملحمة البطولة الخالدة لمعركة الإسماعيلية، واستمرارًا لتنفيذ قرار رئيس الجمهورية الصادر بشأن الإفراج بالعفو عن باقى مدة العقوبة بالنسبة لبعض المحكوم عليهم الذين استوفوا شروط العفو فى تلك المناسبة. وعقد قطاع السجون لجان لفحص ملفات نزلاء السجون على مستوى الجمهورية، لتحديد مستحقى الإفراج بالعفو عن باقى مدة العقوبة، حيث انتهت أعمال اللجان إلى انطباق القرار على 107 نزلاء ممن يستحقون الإفراج عنهم بالعفو. وباشرت اللجنة العليا للعفو فحص حالات مستحقى الإفراج الشرطى لبعض المحكوم عليهم، حيث انتهت أعمالها إلى الإفراج عن 285 نزيلًا إفراجًا شرطيًا. وجاء ذلك فى إطار حرص وزارة الداخلية على تطبيق السياسة العقابية بمفهومها الحديث، وتوفير أوجه الرعاية المختلفة للنزلاء، وتفعيل الدور التنفيذى لأساليب الإفراج عن المحكوم عليهم الذين تم تأهيلهم للانخراط فى المجتمع.. وهنا يتضح أن مجرمى الإخوان المحبوسين فى قضايا عنف وتخريب وإرهاب لا يمكن خروجهم عبر ابتزاز الدولة والمجتمع بفيروس كورونا.