أثبتت «أسماء أبو اليزيد» فى السنوات القليلة الماضية أنها تستطيع أن تحفر لنفسها مكانًا بارزًا على الساحة الفنية، ليس لأن خفة الدم إحدى سماتها الأساسية، ولا بسبب بشرتها السمراء المميزة وعينيها الواسعتين، بل؛ لأنها تمتلك موهبة وطاقات فنية كبيرة تثبتها يومًا بعد يوم من خلال تقديمها لعدد من الشخصيات المختلفة والمتنوعة، وتستكمل «أسماء» نجاحاتها بمسلسلها الجديد (الآنسة فرح)، الذى تلعب فيه لأول مرّة دور البطولة الرئيسية، فتؤدى دور الآنسة التى تصبح (حاملًا) وهى عذراء بسبب تلقيحها بالخطأ، وهذا يضعها فى عدد من المواقف والمواجهات المثيرة، أولها مع جدتها التى ربّتها على المحافظة، ومع خطيبها الذى يسعى للزواج منها، وعن هذا العمل النسائى الذى يتكون من خليط عاطفى واجتماعى ودرامى وكوميدى، والذى يُعتبر «سلّمة» فنية ذات ارتفاع شاهق، قفزت إليها «أسماء» التقيناها، وكان هذا الحوار: كيف جاء اختيارك لبطولة (الآنسة فرح)؟، وما الذى جذبك للعمل؟ - ترشيحى للعمل جاء من خلال الشركة المنتجة، وتحديدًا الأستاذة «سالى والى»، وفى البداية ترددتُ جدّا ولكن جذبتنى فكرة المسلسل الجديدة واختلافه عن كل ما قدمتُ؛ لذلك تحمستُ كثيرًا. المسلسل مأخوذ عن عمل أمريكى.. ما مدَى التشابه بين العملين؟، وهل شاهدتِ النسخة الأجنبية أمْ اعتمدتِ على السيناريو والحوار فقط؟ - اعتمدتُ بشكل كبير جدّا على السيناريو والحوار، ولم أشاهد من المسلسل الأجنبى سوى ثلاث أو أربع حلقات حتى أرى كيف تم تقديم القصة مسبقًا وهل تم تناولها بشكل كوميدى أكثر أمْ درامى، ورُغم التشابه الكبير بين العَمليْن؛ فإن هناك الكثير من الاختلافات بما يتناسب مع مجتمعاتنا العربية وطباعنا كعرب وثقافة الضحك المختلفة من بلد لآخر. حصدتْ النسخة الأمريكية على العديد من الجوائز.. ما رأيك فى النقد الذى يقول إن (الآنسة فرح) استسهال واستغلال لهذا النجاح؟ - الكثير من الناس لم يرَ العمل الأجنبى، ولا أعتقد أننا استسهلنا أو استغللنا النجاح؛ لأن هناك الكثير من الأعمال الأجنبية الناجحة فلماذا اخترنا هذا العمل تحديدًا. فالسبب هو فكرته الخفيفة والمختلفة، التى قدّمناها بشكل بسيط وكوميدى واعتمدنا فيها على كوميديا الموقف غير المفتعلة، وبذلنا فيه الكثير من الجهد. استخدمتِ السوشيال ميديا للترويج للعمل ولحصْد التفاعُل مع الشخصيات.. كيف وجدتِ ردود الأفعال؟ - السوشيال ميديا فى الوقت الراهن شىء مهم جدّا، ولكنها أيضًا سلاح ذو حدَّيْن، أتعامل معها بطبيعتى وبشخصيتى الحقيقية، فأشارك ما أنا عليه فعلًا مع الناس بجانب مشاركتى لأعمالى، ولكن «مباخدهاش على قلبى أوى». ما مدَى التشابه بينك ك«أسماء» وبين «فرح»؟، وكم عدد الأجزاء التى ستقدمينها؟، وهل تعاقدتِ على أىّ منها؟ - هناك الكثير من التشابه بيننا؛ لأننى أعطيت «فرح» من روحى ومن شخصيتى، ومن المقرر أن نقدم أربعة أجزاء من العمل إن شاء الله. هذه ليست أولى مشاركاتك فى عمل كوميدى.. هل سنراك يومًا بطلة عمل كوميدى صرف؟ - لا أعرف أبدًا ما سيحدث فى المستقبل، فربما أجد عملًا كوميديّا مناسبًا يجعلنى أخوض تلك التجربة، وربما لا. قدمتِ خلال مشوارك العديد من الأدوار المختلفة.. ما أقرب أعمالك إلى قلبك؟ - كل عمل شاركتُ فيه وكل شخصية قدمتها حتى إذا كان مشهدًا واحدًا فقط أحببته، وهو قريب من قلبى، ولا أفرّق عملًا عن آخر، وما أحبه أنا هو ألّا أحصر نفسى فى نوع واحد من الأدوار، فأنا أحب التغيير وأحب تجربة كل شىء والاستمتاع بكل شىء حتى يرانى الجمهور من كل الجوانب ويستمتع هو أيضًا بما أقدّم. شاركتِ مؤخرًا فى الفيلم الروائى القصير (متعلاش عن الحاجب).. ما الذى دفعك لذلك فى حين أن هذه الأفلام ليس لها جماهيرية فى مصر؟ - بالنسبة لى لا تفرق أبدًا ما إذا كان العمل طويلًا أمْ قصيرًا أو يحقق جماهيرية أمْ لا، فالعبرة بجودة العمل وفكرته وطريقة كتابته، بالإضافة إلى أن الفيلم القصير تصل فكرته للناس بشكل أسرع نظرًا لمدته القصيرة، وأنا أقيّم الأعمال فقط بالجودة وبشعورى بالرغبة فى أن أكون جزءًا من هذا العمل أو لا. توقفتِ عن المشاركة فى فرقة (بهججة).. لماذا؟، وهل كان الغناء مرحلة مؤقتة من حياتك وانتهتْ حاليًا؟ - لم أتوقف عن العمل مع الفرقة، وابتعادى عنهم فقط بسبب أيام التصوير الطويلة التى أنشغل فيها، وهذا شىء خارج عن إرادتى وهم يقدّرون ذلك جدّا، وأنا دائمًا ما أقول إننى ممثلة تحب الغناء و(لستُ أجيد الغناء)، ولا أراه مرحلة وستنتهى، بل أرى أننى أحبه سواء كنت جيدة فيه أمْ لا، وسأتوقف عنه فى حال أننى لم أعد أحبه. رُغم عمرك الصغير فى الفن؛ فإنك وصلتِ للبطولة سريعًا.. ما السبب من وجهة نظرك؟، وما هى مقومات الممثل الناجح فى رأيك؟ - على الممثل أن يكون شغوفًا بكل ما يقدّم، ويكون دؤوبًا فى هذه المهنة، وأن يحب ما يفعل ويستمتع به ويعطيه من قلبه وروحه وإحساسه وتركيزه، ويصدق ما يقدّم حتى يصدقه الناس بدورهم، بالإضافة إلى الطاعة الكاملة للمخرج الذى هو رب العمل فمن خلال رؤيته يخرج كل شىء للنور. ما هو جديدك بخلاف (الآنسة فرح)؟ وما الذى تخططين له بعد حصولك على البطولة؟ - أنا لا أخطط أبدًا، بل أتركها لله وأتبع حدسى وأمشى وراء قلبى عندما يُعرض على أىّ دور بصرف النظر عن حجمه، وحاليًا وبجانب (الآنسة فرح) أصور فيلم (موسى)، وأستعد لفيلم (حضور وانصراف).