يلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، غدًا الأحد، بالرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، بالقاهرة، فى قمة مصرية فلسطينية لبحث عدة ملفات وتوحيد الرؤى، وذلك وسط تقارير وتصريحات لفريق الرئيس دونالد ترامب وصهره ومستشاره جاريد كوشنر عن خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميًا بصفقة القرن. ووفقًا لتقارير عالمية منها جورزاليم بوست وصحف فلسطينية، فإن زيارة أبو مازن للقاهرة تتزامن مع وجود وفد لفتح بالقاهرة، فضلًا عن ترقب وصول عدة فصائل فلسطينية لاستئناف مفاوضات المصالحة بوساطة مصرية. وسيحضر أبو مازن قمة طارئة لوزراء الخارجية العرب بالجامعة العربية، لبحث عدة ملفات على رأسها القضية الفلسطينية وإعلان الدعم الكامل لدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية. ويأتى لقاء أبو مازن مع السيسى فى سياق الحملة الفلسطينية لإحباط خطة ترامب ولكسب الدعم العربى لموقفه من الخطة، وبحسب التقرير يناقش السيسى وعباس صفقة القرن والقضايا الأخرى المتعلقة بالقضية الفلسطينية. ورغم إعلان «كوشنر» أن الصفقة سوف تعلن بعد شهر رمضان، إلا أن السلطة الفلسطينية أعربت عن شكوكها فى إعلان الخطة الأمريكية فى يونيو، وقالت إن الجميع يتذكرون المواعيد المتضاربة التى أعلنتها الإدارة الأمريكية لإطلاق «صفقة القرن». وقال مسؤول بالسلطة الفلسطينية فى رام الله، طلب عدم ذكر اسمه: «لا نريد هدية كوشنر لأنها لا تقدم للفلسطينيين دولة مستقلة ذات سيادة»، مضيفًا أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس يواجه ضغوطًا من عدة مسؤولين فلسطينيين لتنفيذ القرارات السابقة بتعليق جميع العلاقات مع إسرائيل للاحتجاج على سياسات الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية فى بيان إن كوشنر قال إنه مشغول بإعداد هدية للشعب الفلسطينى بمناسبة عيد الفطر إلا أن فريق ترامب يتسابق للإدلاء ببيانات حول ما يسمى ب«صفقة القرن»، وذلك لإثارة التشويق وإحداث شو إعلامى. وأوضح بيان السلطة الفلسطينية أن فريق ترامب نسق هذه الخطة مع الجانب الإسرائيلى، وبالتحديد مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال زياراته المتكررة لواشنطن وعشرات اللقاءات معه، واستمع فريق ترامب إلى تحفظات نتنياهو وأخذها فى الاعتبار عند صياغة الخطة من أجل ضمان موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلى عليها. وأشار البيان الفلسطينى كذلك إلى أن الخطة تم تعديلها مرارًا وتكرارًا لإرضاء نتنياهو، وأضاف أن إدارة ترامب قد نفذت بالفعل الغالبية العظمى من الجانب السياسى للصفقة، خاصة عندما اعترفت واشنطنبالقدس عاصمة لإسرائيل فى ديسمبر 2017، ونقلت السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأغلقت البعثة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن، وأوقفت المساعدات المالية الأمريكية لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونرو). وقال بيان الخارجية الفلسطينية إن إدارة ترامب ستكمل الجزء السياسى من خطتها من خلال تشجيع إنشاء كيان فلسطينى منفصل فى قطاع غزة، وشدد على أن «الإدارة الأمريكية تعيش فى وهم إذا اعتقدت أن الأموال يمكن أن تشترى موافقة الفلسطينيين على بيع وطنهم أو السكوت تجاه القضاء على حقوقهم». وهاجم نبيل شعث، مستشار الشؤون الدولية للرئيس أبو مازن خطة ترامب الغامضة، ووصفها بأنها «مؤامرة وجريمة لتصفية القضية الفلسطينية»، وناشد شعث المجتمع الدولى رفض الصفقة وقال، إنه سوف يواصل الفلسطينيون جهودهم الدبلوماسية على الساحة الدولية - بما فى ذلك روسيا والصين والهند وبريطانيا وفرنسا - لحشد الدعم لرفض الفلسطينيين للخطة والسياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط.