عندما شرُفت بحضور أول مؤتمر قومى لجامعة الطفل بناءً على دعوة كريمة من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، تحت رعاية رئيس الجمهورية وبحضور وزراء التعليم العالى والبحث العلمى، والتربية والتعليم والتعليم الفنى، والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وعلمت من هذه الدعوة - ولأول مرة - أن هناك جامعة للطفل تم إنشاؤها منذ ثلاث سنوات بمشاركة «34» من الجامعات والمعاهد المصرية من مختلف المحافظات، بهدف إتاحة الفرصة لكل أطفال مصر الموهوبين والنوابغ من جميع أقاليم مصر والشغوفين بالبحث العلمى والابتكار بالانخراط فى برنامج جامعة الطفل، وممارسة أساسيات البحث العلمى وتنمية روح الابتكار والتعلم والاكتشاف فى مراحل مبكرة فى معامل الجامعات والمراكز البحثية، وتحت إشراف أعضاء هيئات التدريس والبحوث من خلال برنامج التعليم الإبداعى غير الرسمى للعلوم الذى أطلقته الأكاديمية فى عام «2015» فى ضوء رسالتها فى نشر ثقافة العلوم والتكنولوجيا والابتكار ودعم المبتكرين والنوابغ، واكتشافهم فى مراحل عمرية مبكرة واحتضانهم، ويحدث كل ذلك فى إطار استراتيجية التنمية المستدامة لرؤية «2030»، وعندما يتم إقرار عقد مؤتمر قومى يتم فيه استعراض رؤية برنامج جامعة الطفل التى تركز على تعزيز الابتكار فى مرحلة الطفولة من خلال أطفال مصر الذين هم صنّاع المستقبل والأمل فى تنمية مجتمع مصرى مبدع ومبتكر ومنتج للعلوم والتكنولوجيا، فهذا معناه مدى اهتمام القيادة السياسية وأجهزة الدولة كلها بالطفل والشباب المصرى الذين هم رجال وصُنّاع السياسة والاقتصاد فى مصر، خاصة وأن هناك «16400» طفل قد التحقوا بهذه الجامعة، قاموا بعرض ابتكاراتهم فى معرض على هامش هذا المؤتمر، وأعتقد أن هناك دورًا مجتمعيًا أهم من الاستثمار فى المستقبل والمساهمة فى بناء الشخصية المصرية من خلال دعم أطفالنا فى مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، واحتضانهم وتوجيههم، والأخذ بأيديهم بأسلوب علمى سليم، ومن الضرورى أيضاً أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين جامعة الطفل والمراكز الاستكشافية وبنك المعرفة المصرى، ودراسة إتاحة فرصة التعليم الإبداعى للعلوم لكل طلاب المدارس خاصة الحكومية، وهو ما يساعد على تهيئة المجتمع لنظام التعليم الجديد، وهو التعليم من أجل التعلم والتفكير والابتكار. وتحيا مصر.
