قال السفير هشام ناجى -سفير مصر فى بوركينا فاسو- إن مصر سعت خلال الفترة الأخيرة إلى تكثيف التواصل مع الحكومات والشعوب الأفريقية، وتقديم العون لكل دولة تحتاج إليها فى كل المجالات واستعادة دورها، لافتًا إلى أن الأزهر الشريف حاضر بقوة فى مشهد القوة الناعمة التى تستخدمها مصر للدخول فى العمق الأفريقى، إذ قدم مئات المنح لطلاب أفريقيا الراغبين فى الدراسة بالأزهر، كما يشارك أيضًا بإرسال قوافل طبية إلى بعض الدول الأفريقية التى تحتاج للرعاية الطبية. وأشار «ناجي» إلى نجاح قافلة الأزهر الطبية الموفدة مؤخرًا إلى جمهورية بوركينا فاسو فى إجراء 401 عملية جراحية، شملت عمليات استئصال أورام ومناظير الأنف وحصوات الكلى، بالإضافة لعمليات المياه البيضاء والمياه الزرقاء للكبار والأطفال. ووصف ناجى قافلة الأزهر الطبية فى بوركينا فاسو بأنها من أكثر قوافل الأزهر الشريف نجاحًا فى إطار الدور الاجتماعى والتعليمى والدينى الذى يقوم به، خاصة أنها القافلة الأولى التى يقدمها الأزهر لجمهورية بوركينا فاسو منذ استقلالها فى 1960، وهو ما يصب فى صالح تعزيز العلاقات بين الدولتين والتى تشهد تقدمًا فى العديد من المجالات. وأضاف السفير: إن إرسال القافلة يأتى تماشيًا مع الوعد الذى قطعه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بتسيير قافلة طبية عقب استقباله للرئيس البوركينى روك كابوريه، الذى زار مصر فى يونيو الماضي، مشيرًا إلى إعجاب وإشادة الرئيس البوركينى روك كابوريه بالأعمال والنشاطات التى قامت بها قافلة الأزهر وحرصه على تقديم الشكر للإمام الأكبر أحمد الطيب، وطلبه إرسال المزيد من القوافل، فضلًا عن تخصيص مزيد من المنح لأبناء بوركينا للدراسة في مصر. وتابع: «تحدثت سكرتيرة عام وزارة الصحة فى بوركينا فاسو الدكتورة فرانسين ويدراجو (نيابة عن وزير الصحة خارج واجادوجو)، حيث أكدت على شكر وزارتها للقافلة وما قدمته من أعمال جليلة، وطالبت بمزيد من القوافل، وفى المقابل كنا حريصين على توجيه الشكر للرئيس البوركينى لاستقباله أعضاء القافلة، رغم عودته فجرًا عقب مشاركته فى أعمال مؤتمر ميونيخ. وبلغت الكشوفات الطبية التى أجرتها القافلة خلال 10 أيام عمل، 22700 واصطحبت القافلة معها 6 أطنان من مختلف الأدوية، وقُدمت كافة الخدمات الطبية والدوائية مجانًا وهو ما لاقى استحسانًا لدى السكان المحليين بمدينة (كودوجو) التى تبعد ساعتين عن العاصمة واجادوجو. كما بلغ عدد أعضاء القافلة 31 فردًا ما بين طبيب وممرض وإداري، وتنوعت العمليات ما بين استئصال ورم الثدى مع استئصال الغدد الليمفاوية للمرضى مع العديد من العمليات الأخرى مع العلم أن جميع مستهلكات العمليات الجراحية والأدوية والخيوط وخلافه داخل حجرة العمليات تمت بالكامل على نفقة الأزهر، كما أن الأدوية والمحاليل بعد العملية تم تسليمها للمريض من القافلة.