شهدت الدورة الحالية من معرض الكتاب اهتمامًا مُضاعفًا بالأنشطة الموجّهة للطفل. من غناء وورش حكى، وورش رسم ونماذج محاكاة إبداعية، وعروضًا أخرى قدّمتها مكتبات مختلفة داخل أرجاء المعرض. ومن الملفت للنظر، أنه تزايد الاهتمام بإتاحة عروض وأنشطة تُناسب أطفال القُدرات الخاصة وصعوبات التعلّم. تنوّعت أنشطة الخيم المخصصة للطفل، ما بين فقرات وعروض فنية، الأراجوز على رأسها، وخيال الظل بالطبع. واتّسعت مساحات أنشطة الطفل وورش العمل لنحو 2000 متر، أتاحتها هيئات ومراكز عديدة على رأسها الهيئة المصرية العامة للكتاب، والهيئة العامة لقصور الثقافة، والمركز القومى لثقافة الطفل، والمجلس القومى للطفولة والأمومة، وشركة مصر للطيران، بحيث برز الطفل بطلًا منفردًا فى المعرض. داخل خيمة «أنشطة الطفل» ذكرت إحدى المشرفات أن أنشطة الأطفال هذا العام تتنوّع ما بين الرسم والغزل والنسيج للبنات، ومقسّمة إلى خمسة أفرع، اتّخذت أسماء: «ركن بابا شارو» و «فريدة عويس» و«أبلة فضيلة»، وركن «كاتب الأطفال» الذى فارقنا العام الماضى مجدى عبدالرحيم، بجانب مسرح محمد فوزى للعروض الفنية. كل ركن من هذه الأركان، يحوى وسائل مختلفة لضمان تفاعل الأطفال من جميع الأعمار، وفى ركن «أبلة فضيلة» مثلًا يتجمع الكتّاب والجمهور حول ندوات عن التوعية الصحيّة، والتطوع والانتماء، والثقافة الغذائية للطفل، إلى جانب ندوات فنية عن الكاريكاتير والموسيقى والشعر. ولا تنسى الجهات المختلفة المشرفة على قطاع أنشطة الطفل فى المعرض، الجزء الخاص بالمسابقات، أحد أحب الأنشطة لدى جمهور المعرض. وأخيرًا، صادفنا فى جولة المعرض ورش خوص البامبو والنخيل، والسجاد، والخزف، ونقش النحاس وورش الجوخ ونسيج الخرز. فى الركن الخاص بالهيئة المصرية العامة للكتاب، تُتاح ورش للألعاب الشعبية ليتعلم فيها الطفل طريقة سرد القصص ومناقشتها، وورش التأليف وصناعة الكتب، بجانب ورش حكى فى الثقافات المصرية القديمة، موجّهة أغلبها لأطفال بداية من عمر السادسة. ومن الأفكار التى نالت إعجاب كل الأطفال، فكرة أطلقتها الإدارة العامة للدعاية والإعلام لشركة مصر للطيران، حيث يتوسّط جناحها مجسّم ثلاثى الأبعاد يُحاكى طائرة واقعيّة مجهّزة بمقاعد حقيقية، وقبّعات المضيفات يرتديها الأطفال. يقول مصطفى عبدالشافى مدير إدارة الترجمة فى الشركة القابضة لمصر للطيران: إن هذه المحاكاة هدفها تدريب الطفل على كيفية التعاون مع الجهات الأمنية فى المطارات والأماكن العامة التى يرتادونها مع ذويهم. وأبدى عبدالشافى فخره وسعادته بمستوى استجابة الأطفال، وتجاوبهم مع التجربة، ما فاق كل توقّعات طاقم العمل. جناح الشركة يستقبل يوميّا ما يزيد على 1500 طفل، وتُعد من أكثر الأنشطة جذبًا للروّاد هذا العام. من بين أبرز ما شدّ انتباه أطفال معرض الكتاب كذلك، كُتيّبات مُصمّمة بشكل يسمح للطفل بتحريك الصورة داخلها، «الكتاب السحرى المتحرك» لصاحب فكرته المهندس أحمد مدكور، يشهد رواجًا هائلًا فى معرض الكتاب، ومبيعات مرتفعة. يعتمد الكتاب على استخدم الخداع البصرى لتعليم الأطفال الحروف والكلمات العربية والإنجليزية والرسوم المتحركة بطريقة ما، حيث كل شىء يتحرّك من رسومات وأشكال ثلاثية الأبعاد، بهدف التعليم بالمتعة وجذب انتباه الطفل. ويهدف هذا المشروع كما أعرف من صاحبه إلى «إعادة إحياء الكتاب الورقى»، وانتشال الأطفال من سطوة التكنولوجيا. داخل أحد المخيّمات اصطف تلاميذ تابعون لإحدى أكاديميات التعليم الخاصة، نظّمت لهم الإدارة رحلة إلى المعرض. وقد حاز جناح مكتبة مصر العامة فى المعرض اهتمام قطاع الرحلات المدرسية، وقدّمت المكتبة هذا العام عروض العزف على السمسميّة، ولا ننسى الألعاب الترفيهيّة فى الجناح السعودى، الذى يحظى كل عام بإقبال بالغ من الأهالى والأطفال على السواء. استحوذ مسرح محمد فوزى للعروض الفنية والأناشيد وعرض المواهب، على تفاعل كبير من أغلب الزائرين، بالغين وصغارًا. فى أرجاء ساحة أرض المعارض الشاسعة يمكن للمتجوّل سماع صوت كورال الأطفال وهو يصدح بأغنية شادية «يا حبيبتى يا مصر»، فضلاً عن عروض العرائس والبلياتشو وفرقة «تحيا مصر» لفنون العرائس، وغيرها من العروض. جدير بالذكر؛ أن هذا العام، يشهد مشاركة أكثر من 15 دار نشر ومكتبة مختصصة فى كتب الطفل