انتصر الجمال الإفريقى الأسمر، من أول لؤلؤة سوداء خطت على منصة عرض الأزياء وهى الأمريكية دونييل لونا ثم تلتها فى الصعود لعالم الموضة والجمال والشهرة نعومى سميز فى أواخر ستينيات القرن الماضى وبعدهن الصومالية إيمان عبدالمجيد فى الثمانينيات ثم «ناعومى كامبل» والساحرة «تايرا بانكس» و«جوردان دان» التى صارت العارضة الرسمية لدار أزياء برادا وأول عارضة سوداء للدار تبهر الجميع بإطلالاتها المختلفة وهو ما شكل انقلاباً فى مقاييس الجمال التى كانت تسيطر عليها شقراوات أوروبا. تربعت العارضات السمراوات على عرش الجمال وتفوقن على العارضات الروسيات وبيضاوات أوروبا الشرقية والآسيويات اللاتى يشبهن بعضهن وصرن الأعلى أجرا والأكثر انتشارا فى عالم الجمال والتجميل والتمثيل وحتى الغناء. وحطمت السمراوات نظرية الجمال والشهرة للشقراوات فقط فالعديد منهن لا تنقصهن الموهبة ويتربعن على عرش الجمال والثروة. وتكاد تكون مقاييس جمال السمراوات أيقونية فهى تجمع بين السحر والمثالية، فتركيبة العظام والطول ونحت الوجه والصدر النافر والقوام الذى يجمع بين الرشاقة والقوة والليونة والأنوثة والإثارة كحبة الفلفل أو الشطة تجعل منهن كنزا لأى مصمم أزياء لديه نظرة ثاقبة ورغبة فى لفت الأنظار لتصميماته. ولا تحتاج عارضة الأزياء السمراء حسب قول خبراء الموضة إلى نظام غذائى إذ أن قدرتها على ممارسة الرياضة بانتظام وجدية تساعدها على الاحتفاظ بقوامها السمهرى. الشيء الوحيد الذى تحتاجه غالبا هو معالجة الشعر أو ارتداء الشعر المستعار والتعامل مع ماكياج الوجه بصورة تختلف كثيرا عن الشقراوات اللاتى تصاب بشرتهن بالعجز وظهور علامات السن أسرع من السمراوات المحظوظات ببشرتهن القوية بالميلانين والكولاجين. أول من استعان بالعارضات السمراوات هو مصمم الأزياء الشهير «إيف سان لوران» فى أواخر ستينيات القرن الماضى حيث تمكن من كسر حاجز ظل قائما بين الفتيات السمراوات ومنصات عروض الأزياء وعالم الجمال بشكل عام، حيث لم ينتبه أحد من قبله إلى كم السحر والإثارة والذكاء الذى تتمتع به اللؤلؤات السود. «دونييل دونا»، هى أول عارضة سمراء وقفت على منصات الأزياء وأبهرت الجميع بجمال جسدها وتناسقه تلتها نعومى سميز التى لم تستمر طويلا، حيث سرعان ما اعتزلت بعد تعرضها لانتقادات واسعة بسبب بشرتها الداكنة وافتتحت شركة مستحضرات تجميل خاصة بالسمراوات والسود وقامت بتأليف عدد من الكتب المتعلقة بالجمال والصحة وصارت فيرونيكا ويب والتى تتمتع ببشرة صافية أول عارضة سمراء فى مجال مستحضرات التجميل وأصبحت وجها لأشهر شركات مستحضرات التجميل عام 2991 وهى «ريفلون» ونشرت عام 8991 كتابا عن تجربتها اسمته «مغامرة فى المدينة الكبيرة، نظرة فيرونيكا». أما العارضة السمراء الشهيرة بيفرلى جونسون والتى كانت بطلة سباحة فهى أول عارضة أزياء أمريكية سمراء تظهر على أغلفة المجلات الألمانية والفرنسية وتعدى ظهورها على أغلفة مجلات الموضة ال005 مجلة. يقول «إيف سان لوران»، عن العارضة الصومالية إيمان 25 عاما أنها امرأة أحلامه، والتى اكتشفها المصور الفوتوغرافى بيتر بيرد وكان أول تصوير لها لصالح مجلة فوج ويقول عنها بيرد أن العمل معها مبهج. وتعد ناعومى كامبل 44 عاما حالة خاصة للغاية بين عارضات الأزياء فهى من أشهرالوجوه فى عالم الأزياء ولاتزال - رغم كبر سنها نسبيا - تتمتع بإطلالة شابة رائعة وتبدو أصغر كثيرا من عمرها الحقيقى. ناعومى كامبل معروف عنها عصبيتها وشراستها كان لها موقف حاد فى نهاية عام 0102 بعد شعورها بعزوف وكالات الموضة عن الاستعانة بالعارضات السمراوات والاكتفاء بعارضات روسيا وأوروبا الشرقية وآسيويات وقالت «ناعومى» البريطانية الأصل: لم أرد أن أكون الممثلة الوحيدة للعارضات السود، لقد فتح لنا عالم الأزياء أبوابه من بيفرلى جونسون وحتى ريهانا الحاصلة على جائزة أوسكار لوبيتا نيونغو، لكن هذا ليس كافيًا، عندما بدأت مسيرتى كان عددنا أكثر بكثير لقد حظينا بدعم من بيوت الأزياء العالمية مثل فيرساتشى وكارل لاجارفيلد لقد كنا محظوظات ولم نعان من التمييز العرقى.. وانضمت «كامبل» إلى مبادرة «بالانس ديفرستى العالمية» التى أطلقتها أيقونة الموضة بيثان هارديسن عام 3102 للتنديد بقلة العارضات السوداوات فى مجال الموضة، وتشير العارضة البريطانية إلى أن المبادرة ليست حركة سياسية، ولكن مجرد نقاش حيث أدرك بعض الأشخاص المشكلة وبدأوا فى اتخاذ خطوات لتحسين الوضع. وقد تغير الوضع فعلا للأحسن جدا حتى صار عدد عارضات الأزياء وموديلز أغلفة المجلات السمراوات حاليا أعلى كثيرا جدا من الشقراوات، فنجد لوبيتا نيونجو هى وجه مستحضرات لانكوم والمغنية السمراء ريهانا لماك سونيا رولان لدار أزياء ميكسا وفاتو ندياى لوريال بارى. وفاتو ندياى من أوائل العارضات ومروجات مساحيق التجميل فى فرنسا تقول: لقد مضى الوقت الذى كانت تعانى فيه النساء الفرنسيات من أصل إفريقى أو المنتميات إلى منطقة الكاريبى لشراء ما يليق على بشرتهن الداكنة من ألوان مختلفة للملابس وتصاميم على أجسادهن. .. كنا نعانى من قبل ونضطر إلى الاستعانة بألوان لا تليق بنا لأن السوق كانت معدة لصالح الشقراوات. وكان الإنترنت هو وسيلتنا للتواصل مع شركات مساحيق التجميل والأزياء التى تتماشى ألوانها وتصميماتها معنا. إذ كنا بحاجة إلى نشر ألواننا وثقافتنا وإبهار العالم بالسمراوات، ظهور العارضات فى الماضى لم يكن كافيا، كنا بحاجة إلى ثورة أن نقول أنه عندما تنظر السمراء فى المرآة وتتزين فإنها الأجمل والأقوى والأكثر إبهارا. واليوم تعتبر تايرا بانكس السوداء ذات العينين الخضراوين مثل القطط من أغلى عارضات الأزياء فى العالم تليها «أليك ويك» السودانية الأصل ذات السمرة الحادقة والتى اكتشفتها مندوبة دار أزياء فى أحد مراكز التسوق فى بريطانيا وصارت واحدة من أشهر العارضات على الإطلاق وأحد وجوه وكالة فورد للأزياء بباريس تشارك فى أسابيع الموضة فى ميلانو ونيويورك وباريس ونالت جوائز عديدة وحصلت على لقب واحدة من أجمل 05 امرأة فى العالم، أليك التى تشارك فى عروض كالفين كلاين، فلانتينو وجوتشى تتميز بقوام ممشوق وطول 081 سم. «ليا كبيدي»، من أصول إثيوبية عاشت فى باريس وهى حسب مجلة فوربس تحتل المرتبة 11 فى قائمة أغلى عارضات الأزياء وهى تعرض لجوتشى ودولتشى اند جابانا، لويس فويتون وإسكادا وهى سفيرة نوايا حسنة للطفولة. ومن جامايكا كارلا كامبل التى تعمل لصالح فيكتوريا سيكريت للملابس الداخلية النسائية وهى علامة مميزة فى عروض ملابس البحر والمايوهات ومى مى روش الأمريكية التى تتميز بجمال ساقيها وعينيها، أما السوبر موديل الأمريكية جيسى وايت فهى الوجه الرسمى لمستحضرات تجميل ميبيلين وتشارك فى عروض أزياء رالف لورين. وعلى الساحة الآن الجامايكية جاونيل ماكينزى 12 عاما والتى تحتل المرتبة الأولى لأفضل عارضات الأزياء السمراوات والتى تضم ما يزيد على 03 عارضة سوبر موديل والعارضة الآتية من جزر كايمانيان البريطانية سيلتا إيبانكس، والأمريكية شانيل روبنسون التى تحولت مؤخرا إلى سوبر موديل سوداء واعدة. والحقيقة أن ثورة السمراوات ليست فى مجال الموضة فقط ولكنها شملت أيضا عالم الغناء والتمثيل المطربة الشابة «بيونسيه» 92 عاما التى كونت شهرة وثروة من الصعب على مطربة شقراء ربما تكوينهما وهى الآن من أشهر مطربى البوب فى العالم، بيونسيه هى مطربة وممثلة وراقصة وكاتبة أغانى إضافة إلى أنها سيدة أعمال من الطراز الأول، حيث لديها خطوط أزياء وعطور خاصة بها، وقد اختارتها مجلة فوربس من أكثر المطربين نفوذا وتليها فى الشهرة ريهانا 22 عاما وهى واحدة من أكثر المطربات نجاحا كما أنها تتمتع بجمال إفريقى لافت واليشيا كيز 92 عاما والتى باعت من أعمالها أكثر من ثلاثين مليون نسخة حول العالم. أما الممثلة هال بيرى 44 سنة فقد بدأت حياتها كعارضة أزياء ثم دخلت عالم التمثيل وانفجرت شهرتها عام 2002 مع حصولها على الأوسكار عن فيلمها «كرة الوحش» وكانت أول نجمة من أصل إفريقى تحصل على اللقب كما أنها تعد من أكثر النساء إثارة وجمالا فى العالم. القائمة تزداد طولا بإصرار السمراوات على وضع أنفسهن على خريطة العالم والإعلان عن جمالهن المختلف وغير العادى بحفر أسمائهن فى الصخر فى عالم المال والشهرة فى عالم الجمال الذى كن مستبعدات منه بحكم الذوق العنصرى والميل إلى الشقراوات رغم تمتع بعضهن بمقاييس جمالية غير عادية.