فشلت قمة كامب ديفيد فى تهدئة مخاوف الخليجيين نتيجة تخبط سياسة الرئيس الأمريكى أوباما فى الشرق الأوسط، التى أثبتت عدم فاعليتها وجدواها. واتهمت دوائر خليجية أوباما بالترويج للسلاح الأمريكى، وتوطئة قبول إيران كدولة إقليمية تهيمن على ما تبقى من العواصم العربية على الساحل الغربى من الخليج. شكلت القمة منعطفا حادا فى مسار السياسة الأمريكية مع دول الخليج، ورغم أنها جاءت بدعوة أمريكية فإن قادة الخليج تحكموا فى جدول أعمالها ونتائجها بالشكل الذى جعل أوباما عاجزاً عن تفسير أسباب فشل سياساته فى المنطقة أو حتى مجرد تبريرها. وزير الخارجية السعودى عادل الجبير استبق قمة كامب ديفيد وأعلن من واشنطن وعلى مقربة من البيت الأبيض أن القمة ستركز على ثلاثة محاور رئيسية: التعاون العسكرى- مكافحة الإرهاب- مواجهة التحديات الإقليمية وفى مقدمتها التدخلات الإيرانية فى شئون المنطقة. وأكد أن الجانب الأمريكى سيقدم للجانب الخليجى شرحا مفصلا عن مباحثات الملف النووى الإيرانى. وقال إن قمة كامب ديفيد تعبر عن الاتفاق بين السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية فيما يتعلق بنقل العلاقات بين أمريكا ودول الخليج العربى إلى مستوى مختلف. حالة من انعدام الثقة فى أوباما تخيم على العلاقات الخليجية الأمريكية التى كان ينظر إليها فى السابق على أنها من المقدسات التى لا تمس، أو يعتريها الإخفاق، ينظر الخليجيون إلى قمة كامب ديفيد بأنها على الأرجح مثل القمم السابقة التى احتضنها منتجع كامب ديفيد لحسم القضايا العربية. شخصية سعودية بارزة فسرت ل«روزاليوسف» أسباب حضور كل من أمير الكويت وأمير قطر رغم مقاطعة العاهل السعودى الملك سلمان الذى فضل افتتاح مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية فى الرياض على الذهاب إلى كامب ديفيد، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الذى غاب عن قمة كامب ديفيد، مفضلا حضور سباق للخيل فى بريطانيا بصحبة الملكة إليزابيث الثانية، على الالتقاء بالرئيس الأمريكى باراك أوباما، والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان تغيب لأسباب صحية، فأمير الكويت يدين بالفضل للولايات المتحدةالأمريكية فى تحرير بلاده من الغزو العراقى عام 1991، وأمير قطر التى تحتضن أكبر قاعدتين عسكريتين لأمريكا فى الخارج وهما قاعدة العديد وقاعدة السليلة، كما أن قطر من أدوات أمريكا فى تخريب المنطقة. إن كلاً من قطروالكويت أنهتا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية تفاهمات بشأن إبرام صفقات تسليح غير مسبوقة لتعزيز الدفاع الصاروخى والأمن الإلكترونى ومكافحة الإرهاب وأنظمة باتريوت تتجاوز قيمتها 15 مليار دولار. وعلى صعيد متصل بمحاولة ترويج السلاح الأمريكى لدول الخليج، بحث ولى ولى عهد وزير الدفاع السعودى الأمير محمد بن سلمان مع نظيره الأمريكى آشتون كارتر فى مقر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» المجالات الدفاعية بين الرياضوواشنطن، فى إطار الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين لضمان استقرار وأمن الشرق الأوسط. المعلومات التى رشحت ل«روزاليوسف» أن اللقاء الذى جمع أوباما بولى العهد السعودى الأمير محمد بن نايف وولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان فى العاصمة الأمريكيةواشنطن يوم الأربعاء الماضى كان كاشفا وصريحا، أكد خلاله ولى العهد السعودى أن بلاده تسعى لتعميق العلاقات التاريخية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية على أرضية من التعاون والشراكة، وإعادة بناء الثقة، وأن المملكة لم تعد تكتفى بتطمينات شفهية، قال ولى العهد: نريد وضوحا من السياسة الأمريكية فى سوريا، كفى غموضا، نريد كبح جموح إيران فى العراق، نريد أن تتحول معانى السلام إلى واقع ملموس فى فلسطين، الرئيس الأمريكى من جانبه قال إنه بحث مع ولى العهد السعودى وقف إطلاق النار فى اليمن، والوقوف مع الحكومة الشرعية فى اليمن، وإسهامات المملكة فى التصدى لتنظيم داعش الإرهابى وبحث ملفات الأزمة فى العراقوسوريا.∎