أصيب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المقال بحالة من التوتر لدى تلقيه خبر الإطاحة به من منصبه الخميس، فيما كان يزور أكاديمية الشرطة. ارتسمت على وجه الوزير علامات الشرود وتوقف فجأة عن توجيه التعليمات للضباط، ثم استدعى طاقم حراسته لإبلاغهم بأنه يرغب فى مغادرة المكان. حالة الوزير أدت إلى توجه قيادات الأكاديمية له بأسئلة عما إذا كان بخير، لكنه لم يجب إجابات شافية، حيث ردد عدة مرات: «أنا اشتغلت بكل إخلاص». ووفقا لما كشف عنه أحد الضباط ل «روزاليوسف» فإن مسئولى الأكاديمية لم يكونوا على علم بخبر الإقالة، الأمر الذى زاد من دهشتهم من تصرفات الوزير. الوزير توجه إلى سيارته بعدما ارتدى نظارة شمسية، ثم توجه وسط الحراسة إلى جهة غير معلومة، فيما تحركت سيارة قطع الاتصالات وأخرى مدرعة إلى قصر الرئاسة لتأمين الوزير الجديد اللواء مجدى عبدالغفار. وزادت المطالبات بإقالة محمد إبراهيم بعد استشهاد الناشطة اليسارية شيماء الصباغ، ثم حريق قاعة المؤتمرات الذى دفع خبراء أمنيين إلى وصف أداء الداخلية بغير المنضبط. وطلب الرئيس عبدالفتاح السيسى من جهات سيادية ترشيح قيادات لتولى الوزارة، فتلقى تقريرا بثلاثة أسماء، هم اللواء أسامة الصغير مساعد الوزير للأمن ومجدى عبدالفغار مدير جهاز الأمن الوطنى الأسبق واللواء سيد شفيق مساعد الوزير لقطاع الأمن العام. الرئيس اختار بعد قراءة التقرير اللواء مجدى عبدالغفار، وأبلغ رئيس الحكومة إبراهيم محلب الذى اجتمع بالوزير الجديد قبل إعلان قرار إقالة سلفه بثلاثة أيام، لمناقشته فى تصوراته إزاء المنصب ذى الحساسية الخاصة فى ظل الظروف الحساسة التى تمر بها البلاد. اللواء عبدالغفار أحد قيادات أمن الدولة معروف بحزمه ومهنيته وخبرته فى ملف الإرهاب والجماعات المتطرفة وكان ضمن القيادات التى اعتمد عليها اللواء حسن عبدالرحمن مدير جهاز أمن الدولة السابق، وللوزير الجديد موقف حاسم تجاه الجماعات المتطرفة، فقد عارض التفاوض مع الجماعة الإسلامية على مبادرة وقف العنف سنة 1996 بذريعة أن الدولة لا يجب أن تفاوض تنظيمات إرهابية مجرمة. ولد اللواء مجدى بمركز تلا بالمنوفية وتخرج فى كلية الشرطة عام 1974 ومنذ تخرجه التحق بجهاز مباحث أمن الدولة، وهو من عائلة شرطية، حيث كان والده لواء شرطة، أما عمه فكان الطبيب المعالج للفنان الراحل عبدالحليم حافظ. غادر عبدالغفار منصبه فى يونيو 2013 لبلوغه السن القانونية وتولى بدلا منه اللواء خالد ثروت مدير جهاز الأمن الوطنى الحالى، وكان له لقاء فى قناة الحياة فى 2011 قال خلاله إن الأمن الوطنى الابن الشرعى لثورة 25 يناير. تواجه الوزير الجديد ملفات شائكة لمواجهة الإرهاب فى مواجهة الجماعة الإرهابية، حيث سيحاول التغلب عليها عبر سد الثغرات التى تستغلها الجماعة الإرهابية لنشر القنابل وإشعال الحرائق. وعلى طريقة من الدار إلى النار، سيكون على عاتق الوزير الجديد تأمين المؤتمر الاقتصادى الأسبوع المقبل، الأمر الذى يعد امتحانا صعبا فى ظل تربص الجماعات الإرهابية بالمؤتمر والحضور الكثيف للوفود المشاركة من الدول العربية والأجنبية. وكانت القوات المسلحة تولت عمليات تأمين مدينة شرم الشيخ والإشراف على إجراءات الحفاظ على سلامة رؤساء الدول وكبار الوفود المشاركة فى جلسات المؤتمر الذى تعول عليه الدولة كثيرا لجذب الاستثمارات.∎