لأول مرة فى تاريخ الدراما سوف يشاهد الجمهور فى رمضان مسلسلاً «للرجال فقط»، المسلسل تنتجه قناة «الحافظ» المعروفة بميولها الإسلامية ويبدو أنه من باكورة أعمال ما يسمى «فن النهضة»؟!المسلسل يحمل اسم «كوفى شو» ويتناول قضايا من الواقع الذى تعيشه مصر بعد ثورة 25 يناير - أى على مدار أكثر من عامين حسبما قال لنا مؤلف المسلسل- من خلال مقهى شعبى يجلس فيه الرجال من مختلف الطبقات يناقشون قضايا متعددة منها «الترشح لرئاسة الجمهورية» وما حدث خلال تلك الفترة من ترشح بعض المنافقين الباحثين عن التواجد الإعلامى. بالإضافة إلى بعض البرامج الانتخابية المضللة وقصص أخرى عن الشهداء ومن احتسبوا على الشهداء دون وجه حق، أزمة السولار، أنابيب الغاز والخبز، تفشى الإعلام والقنوات الخاصة التى هى السبب فى نشر حالة الفوضى والزعزعة بين صفوف المصريين، ومن جانب آخر سيتناول المسلسل حالة الاعتداءات التى حدثت على قصر الرئاسة وبعض مقرات الأحزاب وغيرها من الانتهاكات الصريحة لجماعة الإخوان المسلمين، وأنه سيقوم بإخراجه مخرج فلسطينى الأصل؟! وأن أبطاله من الوجوه الجديدة، بالإضافة إلى التفاوض مع الممثل «سعيد طرابيك» لتجسيد شخصية صاحب المقهى. المسلسل من المؤكد أن يثير جدلاً واسعاً، خصوصاً أن مؤلفه الشاب «سيد سعيد» يحمل وجهة نظر مختلفة وصادمة ويعتبر مشاركة المرأة فى الدراما عورة ومفاجآت أخرى يفجرها فى حواره معنا. ∎ كيف جاءت لك فكرة المسلسل؟ - الأعمال الدرامية التى تقدم خلال شهر رمضان الكريم دائماً لا تتناسب مع قدسية هذا الشهر لما تحمله من مشاهد عرى وجنس وخمور ومخدرات، بخلاف المشاهد التى تبرز التيارات الإسلامية على أنها جماعات إرهابية متطرفة تحمل الدم والغدر للبلاد، لذلك فكرت فى أن أكتب مسلسلاً يبرز الحقيقة الخافية. ∎ هل المسلسل يهدف إلى التعاطف مع النظام الحالى ويتبنى أفكاره؟ - بالعكس، أليس الفن رسالة؟! فأنا أقدم رسالتى من وجهة نظرى الخاصة ومع ذلك أحترم عقلية المشاهد ولا أجرؤ على الاستهزاء بها، وهذا ما يطرحه المسلسل من قصة الإعلام المضلل الذى سيطر على أذهان المواطن المصرى البسيط، ولعب على خيط الفقر والجوع وهذا ما جعله ينفر ويحتج على النظام الحالى ويتهمه بالعمالة والتخوين. ∎ لماذا اختفى دور المرأة فى المسلسل.. هل هذا كان طلب قناة الحافظ وهى الشركة المنتجة؟ - تعمدت أن أخفى دور المرأة فى المسلسل حتى لا تظهر بصورة أو بأخرى تشوه مكانتها، والتى أرى أن الأعمال المقدمة حريصة على اجتماع الرجل والمرأة فى غرفة النوم وتبادل القبلات بينهما أو تصوير مشهد الاغتصاب بالكامل أو ظهور فنانة ترتدى بدلة رقص وترقص فى ملهى ليلى ويأتى الرجل لينقطها بالمال جميعها مشاهد ليست ضرورية كى تتم الحبكة الدرامية، فجميعها أساءت للمرأة المصرية وشوهت صورتها أمام المجتمع وتجاهلها فى مسلسلى لا يعنى التقليل من شأنها أو مكانتها لأن الحبكة الدرامية التى كتبتها فرضت ذلك. ∎ هل معنى ذلك أن المرأة ستكون غائبة فى أعمالك كأم أو زوجة صالحة؟ - المرأة المسلمة دورها فى غاية الأهمية لا يمكن أن ننكره، ولكن صناع الفن هم من أصروا على تصوير المرأة كجسد عارٍ يباع ويشترى، وكثير من الأفلام التى قامت على إثارة المتفرج، سواء من خلطة الأفلام السبكية والتى لم تنتج عملاً واحداً يهدف إلى قضية بل ساهمت فى نشر البلطجة واللعب على غرائز الفئات العمرية التى تتراوح ما بين 15 - 18 سنة، بالإضافة إلى مشاهد الجنس والعرى الصريحة فى محتواها وإن كانت أفلام «يوسف شاهين»، «خالد يوسف» قد تضمنت هذه المشاهد إلا أنها كانت تهدف إلى مناقشة قضايا الفقر وتعنت وإجرام أمن الدولة مثل فيلم «حين ميسرة»، و«دكان شحاتة»، و«هى فوضى»، ولكن فكرة الإفصاح عن مشاهد ما وراء الأبواب المغلقة هو ما يزعجنى بشدة، خاصة أن الجمهور واعٍ ومدرك للأحداث. ∎ «كوفى شو» هو مصطلح غربى ألا ترى تناقضا فى استخدامه فى مسلسل تنتجه قناة إسلامية؟ - لست من عصر الجاهلية ولكننى أتحدث من منطلق القرن 21 وليس من الطبيعى أن أحصر نفسى فى مقهى شعبى وإن كنت لا أرى هذا المسمى متداولاً حالياً. ∎ ولكن قانون الرقابة يرفض المصطلحات الغربية؟ - من الممكن تغيير اسم المسلسل واختيار عنوان آخر بديل سنتفق عليه مع الشركة المنتجة إذا رفضته الرقابة. ∎ متى سيبدأ التصوير وما الميزانية الخاصة للمسلسل؟ - التصوير سيتم خلال أيام فى فيللا بمدينة السادس من أكتوبر لإقامة ديكور خاص بالمقهى، أما بالنسبة للميزانية فتم رصد 20 مليون جنيه كميزانية مبدئية له. ∎ ولماذا اخترت مخرجاً فلسطينياً للمسلسل؟ - هو صديق لى منذ أكثر من 10 سنوات ودرس الإخراج بمعهد السينما فى مصر، وكنا نبحث عن عمل فنى يجمعنا سوياً.