بسبب «لقمة العيش» وعدم استقرار الأحوال السينمائية والفنية عموما.. لجأ عدد كبير من النجوم إلى الفضائيات ليقدموا أنفسهم كمذيعين لأول مرة.. هذا المنفذ وجده البعض اتجاها جديدا لاستثمار شهرتهم والظهور لجمهورهم قبل الانطفاء ، وفى الوقت نفسه لتلبية متطلبات حياتهم المعيشية، أبرز هؤلاء النجوم فى هذا الإطار «هانى رمزى» فى برنامجه الليلة مع «هانى».. الذى بذكاء شديد حوله إلى استاند أب كوميدى مستغلا قدراته الكوميدية ولم يترك هانى فرصة استثمار المشهد السياسى فى حلقاته لتصدير رأيه وكتابة انطباعاته عما يدور فيه من مشاهد عبثية يومية. ينافس «رمزى» فى هذا الإطار أحمد آدم فى برنامجه الكوميدى «بنى آدم شو»، وآدم صاحب السبق فى هذا الاتجاه فى ظل الفوضى التى شهدتها السينما قبل الثورة وتصدر أسماء محدودة المشهد فيها، وإذا كان «رمزى» لم يهمل استكمال مشروعه السينمائى الذى قدم فيه «جواز بقرار جمهورى» و«عايز حقى» و«ظاظا» وهذه الأعمال حفلت بالعديد من مظاهر النقد السياسى والتى أرهصت للثورة المصرية فى حين تعثر مشروع «آدم» الكوميدى وهى تقريبا نفس الأزمة التى واجهت «أشرف عبدالباقى» حيث سبق كلا من «رمزى» و«وآدم» فى مجال البرامج الفضائية من خلال برنامجه «دارك» وحقق فيه نجاحا ملموسا رغم تفوق «أشرف» فى كوميديا السيت كوميدى من خلاله مسلسله الشهير «راجل وست ستات» بعد أن أغلقت الأبواب أمامه لاستمرار مشروعه السينمائى.
«محمد هنيدى» هو آخر المنضمين إلى سباق البرامج حيث اتفق على تقديم برنامج توك شو جديد يعوض به الغياب السينمائى والفوضى التى تسود السينما المصرية قبل وبعد الثورة.
البرامج الفضائية كانت ملجأ لكبار المطربين وخصوصا برامج اكتشاف المواهب فى وقت تراجع السوق الغنائية أمام نجومها.. قناة mbc كانت صاحبة السبق فى تحقيق شعبية لهذه النوعية من البرامج من خلال برنامج «أحلى صوت» the voice الذى نجح فى استثمار جماهيرية كاظم الساهر وشيرين عبدالوهاب وعاصى الحلانى وصابر الرباعى خلال موسم كامل وسبق لنفس المحطة أن قدمت برنامجاً فى هذا الإطار «عرب أيدول» الذى يواصل موسمه الثانى مع نجوم الغناء راغب علامة ونانسى عجرم وأحلام، وفى نفس المساحة تقدم قناةcbc برنامج «إكس فاكتور» مع نجوم الغناء «حسين الجسمى» و«إليسا» و«وائل كافورى».
نجوم الغناء وجدوا من هذه البرامج متنفسا ماديا ثمينا إلى جانب تعويض خسائرهم الغنائية فى ظل سقوط إمبراطورية الغناء وكساد السوق وتراجع الحفلات الغنائية.
نجوم الكوميديا والغناء اعتبروا البرامج مشروعاً استثمارياً لتأمين معيشتهم والابتعاد عن بؤر الشغب السياسى وتوريط أنفسهم فى اتجاهات وأحزاب وفى ظل هذا المشروع انكسر مشروع الأعمال القومية لخدمة الوطن المنهار.
فى المقابل انشغل البعض الآخر من النجوم باتباع نظرية البحث عن الفضيحة لإعادة الأضواء إليه بعد الانطفاء عبر سيناريوهات عبثية وتفاصيل مزعجة على مواقع التواصل الاجتماعى بينما اختفى من المشهد ثوار ميدان «التحرير» الذين قدموا أنفسهم ك«ثوار» ضد النظام الساقط وأيضا إدارة النظام الحالى والحكومة المرتبكة..