«مصر عادت شمسك الذهبى».. لم تعد هذه أغنية بل إحدى أهم الوسائل الاقتصادية لإنقاذ مصر من الانهيار خاصة أنها أصبحت ظاهرة تلجأ كل أوروبا لها حيث تنتشر الصفائح المخزنة للطاقة الشمسية على الأنهار الأوروبية وأسطح البيوت، وأكد الخبراء أن مساحات الصحارى لدينا والساعات المشمسة هى أغلى من كل حقول البترول حول العالم خاصة أنها طاقة ناضبة وملوثة للبيئة، فهل نفهم ذلك قبل فوات الأوان؟! فى هذا السياق طلبت الشبكة المصرية للطاقات المتجددة ENFRمن ممثلى الاتحاد الأوروبى مضاعفة استثماراتهم فى مشاريع الطاقات المتجددة بالقاهرة، وألا يتردد فى دخول مشاريع أخرى ذات جدوى اقتصادية مدروسة حسب دراسات قائمة فعلاً. واعترفت الشبكة أمام 600 مشارك من 46 دولة بالمؤتمر الثالث DII المبادرة الصناعية الدولية لتصديرطاقة صحراء شمال أفريقيا إلى أوروبا بحلول عام 2050 فى العاصمة الألمانية قبل أسبوعين من 7 إلى 9 نوفمبر الحالى، فى ورقة حملت اسم «مصر: أن تأتى متأخرا خيرا من أن لا تأتى أبدا»، بالتأثير السلبى لعدم الاستقرار السياسى حالياً، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن القاهرة رغم كل الصعوبات الحالية تتقدم ببطء لكن بثبات فى طريق تبنى سياسات مشجعة للطاقة المتجددة تحت ضغط العجز المزمن بالموازنة العامة نتيجة للدعم المتزايد للطاقات التقليدية من الغاز والديزل والمازوت والسولار. وتضمنت الورقة الموزعة بيانات قدمتها الجمعية المصرية لطاقة الرياح، برئاسة د. جلال عثمان ذكرت الحضور بأن المؤتمر الأخير للمبادرة الصناعية DII فى القاهرة نوفمبر 2011 وأن مصر حاضنة للمشاريع الكبرى بشمال أفريقيا لمزارع الرياح فى الزعفرانة بطاقة 545 ميجاوات، ومحطة الكريمات للطاقة الشمسية والغازية بقدرة 140 ميجاوات منها20 ميجاوات طاقة شمسية حرارية CSP فقط، كما شهدت القاهرة المؤتمر قبل الأخير للعاملين بطاقة الرياح حول العالم برئاسة الجمعية المصرية لطاقة الرياح. الكلمة المكتوبة لمؤسس الشبكة المصرية أتت فى سياق غياب مصرى رسمى ولا تمثيل حكومى بالمرة فى الجلسات التى خصص بعضها لدول المغرب العربى الحاضرة بتمثيل وزارى واستثمارى ملحوظ، مع مشاركة مصرية من القطاع الخاص بنسبة 4٪ من اجمالى المشاركين تضمنت اثنين من شباب الباحثين المصريين: م. رانيا إبراهيم من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا وم. حسن سالم من جامعة عين شمس، الفائزين بجائزة أفضل ورقة بحثية مقدمة ضمن عشرة فائزين وحضور د.طارق أمطيرة مدير المركز الإقليمى للطاقة المتجددة بالقاهرة ال RCREEE والوزير المفوض للطاقة بالجامعة العربية جميلة مطر التى تحدثت عن التكامل بين الدول العربية فى مجال الطاقة. صادف غياب شمس مصر عن سماء برلين الداكنة تمتع القاهرة بمزايا نسبية تنافسية بحسب Kurt Hildebrand مسئول البنك الألمانى KFW خصوصاً فى المشروع الجارى إعداده حالياً بمنطقة كوم أمبو لبناء محطة طاقة شمسية لتوليد 100 ميجاوات. من جانبه صرح بول فون سون مدير DII بأن تخلف إسبانيا عن التوقيع على خطاب نوايا لأول مشروع تعاون بين دول أعضاء فى الاتحاد الأوروبى والمغرب ربما يعطل نقل الكهرباء المتجددة عبر الحدود عام 2016 مع تفاؤله بقرب اقتناع الإسبان لمكاسبهم المتوقعة. وفى تصريح خاص من عضو البرلمان الألمانى Hans-Josef Fell ل«روزاليوسف» نبه إلى قرب تحول مصر إلى دولة مستوردة للنفط مما يمثل عبئاً ثقيلآ على الميزانية العامة داعية أوروبا إلى فتح تشريعاتها الخاصة فى شراء الطاقات المتجددة بأسعار مدعومة لدول شمال أفريقيا خصوصاً مصر للتشجيع على التوجه لإنتاج الطاقات النظيفة من الشمس والرياح وتصديرها إلى الاتحاد الأوروبى، إذ أرادت دول المنطقة بيع الطاقة غير الملوثة للبيئة للسوق الأوروبية. وفى حديث شيق إلى المشاركين فى جولة بمعهد Max Planck, Fritz Haber دعا الدكتور Bertrand Piccard طيار Solar Impulse صاحب إنجاز الدوران حول العالم فى 26 ساعة باستخدام طائرة معتمدة على الطاقة الشمسية لا غير ممثلى الشركات الأوروبية بالمبادرة الصناعية إلى «الاستيقاظ» لأن باقى العالم يتحرك بسرعة، مشدداً على أن تجربته تحمل رسالة لا مسافرين إلى أصحاب المصلحة فى مجالات الطاقة المتجددة دوليا. ومعروف أن الشبكة المصرية كجمعية غير هادفة للربح تضم إعلاميين وباحثين متميزين، كمرحلة أولى، لتقديم رؤية تربط سياسات إدارة الطاقة محليا بسياسات شمال أفريقيا والشرق الأوسط فى إطار علاقة ندية مع دول أوروبا داعية لتطوير أسواق وتكنولوجيات وآليات الطاقة الجديدة والمتجددة بالقاهرة.∎