قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025.. تعرف على لجنتك الانتخابية بالخطوات    بعد انخفاض عيار 21.. سعر الذهب اليوم الأحد 9-11-2025 في الصاغة (آخر تحديث)    «البيطريين» تشيد بجهود «الخدمات البيطرية» في السيطرة على العترة الجديدة من الحمى القلاعية    الإحصاء: 6.7 % ارتفاع قيمة الصادرات خلال شهر أغسطس 2025    حملة توعوية بيطرية مكثفة لدعم صغار المربين بالبحيرة    قبل صرف معاشات ديسمبر.. التأمينات الاجتماعية تتيح تعديل جهة صرف المعاش    أكبر أزمة نزوح فى العالم.. الأمم المتحدة:نزوح أكثر من 12 مليون شخص بالسودان    وزارة التموين تطلق قافلة مساعدات جديدة لقطاع غزة    إنتر ميلان يستضيف لاتسيو وعينه على صدارة الدوري الإيطالي    «السعيد يلعب على حساب أي حد».. شوبير يكشف مفاتيح الزمالك للفوز على الأهلي    «أمن المنافذ»: ضبط 3354 مخالفة مرورية وتنفيذ 347 حكمًا قضائيًا خلال 24 ساعة    حالة الطقس.. الأرصاد تكشف أعلى درجات حرارة متوقعة بالقاهرة والمحافظات    موعد امتحانات منتصف العام الدراسى بالجامعات والمعاهد العليا    الداخلية تضبط 337 قضية مخدرات و150 قطعة سلاح خلال 24 ساعة    النائب على عبد الونيس: المتحف المصرى أيقونة حضارية تؤكد عبقرية المصريين    «الجراند بول» في قصر عابدين.. كل ما تريد معرفة عن حفل الأمراء والنبلاء (التذاكر تبدأ ب1500 يورو)    العالم بطريقته    مصطفى نصر.. كيف روى حكايات الإسكندرية بين التاريخ والتسجيل؟    طريقة عمل سلطة البطاطس بالزبادي.. لمسة من البساطة والابتكار    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في الجيزة وكفر الشيخ    الخارجية الروسية: موسكو لن تنجر وراء استفزازات بروكسل في قضية التأشيرات    تقديرًا لأمانته.. مدرسة بقنا تكرم تلميذًا أعاد «انسيال ذهب» لمعلمته    وزير الداخلية يأذن ل 22 مواطنا بالحصول على الجنسيات الأجنبية    مواعيد مباريات اليوم.. قمة مان سيتي مع ليفربول ورايو فاليكانو أمام الريال ونهائي السوبر المصري بين الأهلي والزمالك    عمرو الحديدي: الأهلي يفتقد إمام عاشور قبل نهائي السوبر    باستثمارات قطرية وإماراتية: الساحل الشمالى الغربى «ريفيرا مصر»    أسعار الخضار والفاكهة بأسواق كفر الشيخ اليوم    انتخابات مجلس النواب وحلم الديمقراطية!    محافظ بني سويف: حياد تام وتيسيرات شاملة في انتخابات مجلس النواب 2025    اليوم.. نظر محاكمة 213 متهما بخلية النزهة    انقلاب فى نيويورك    في زيارة تاريخية.. الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض منذ 80 عامًا    الأمم المتحدة: أزمة نزوح غير مسبوقة في السودان.. وتصاعد العنف في الفاشر    غارة من مسيرة إسرائيلية على محيط بلدة الصوانة جنوبي لبنان    لأول مرة فى تاريخ ألمانيا.. تامر حسنى يشعل الاجواء فى ستاد يايلا أرينا الألمانى بحضور 30 ألف شخص    «المتحف المصرى الكبير» أقوى من «الجاهلية»    القاهرة السينمائى يحلق بكبرياء على جناحى اتفاق السلام والمتحف الكبير    شعلة حب لا تنطفئ.. ما هي الأبراج المتوافقة في الزواج والعلاقات العاطفية؟    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 9-11-2025 في محافظة قنا    اختطاف ثلاثة مصريين على يد تنظيم القاعدة في مالي    عميد المعهد القومي للأورام: قدمنا خدمة إضافية لنحو 32 ألف مريض 2024    اختتام فعاليات مؤتمر المعهد القومي للأورام "مستقبل بلا سرطان"    «المعاهد التعليمية» تدخل أحدث طرق علاج السكتة الدماغية بمستشفياتها    فيديو.. الصحة: آليات التحقيق في شكاوى الأخطاء الطبية تطمئن الطبيب أو المريض    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 9 نوفمبر    أحمد جعفر: تريزيجيه اكتر لاعب سيقلق دفاع الزمالك وليس زيزو وبن شرقي    التقارير الفنية أمام النيابة.. تطورات في قضية أطفال اللبيني    حبس وغرامة.. نقيب الأطباء يكشف عقوبة التجاوز والتعدي على الطبيب في القانون الجديد (فيديو)    «معي في قائمة المنتخب».. حلمي طولان يفاجئ لاعب الأهلي قبل ساعات من السوبر    إخلاء سبيل ضابط شرطة كويتي وآخر متهمين بالتحرش بفتاة على كورنيش النيل    رئيس «النيابة الإدارية» يشارك في مؤتمر الاتحاد العربي للقضاء الإداري    كورنيليا ريختر أول أسقفة في تاريخ الكنيسة الإنجيلية بالنمسا    أرتيتا بعد التعادل مع سندرلاند: لا أريد الشكوى من أي شيء    «عدد كتب الغيب 3».. خالد الجندي: الله قد يغير في اللوح المحفوظ    أمين الفتوى: صلاة المرأة بملابس البيت صحيحة بشرط    بث مباشر مباراة نيوم والنصر اليوم في دوري روشن السعودي 2025-2026.. القنوات الناقلة وطرق مشاهدة اللقاء عبر الإنترنت    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 8-11-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«إخوان أمريكا» ينقلبون على «مرسى».. ويدعمون «أبو الفتوح»!

لم تنحسر الاهتمامات داخل الولايات المتحدة الأمريكية - سواء من جانب الجالية المصرية أو الجانب الرسمى الأمريكى - منذ أن بدأ العد التنازلى لانتخابات الرئاسة المصرية عن متابعة المشهد «القاهرى» ورصد أدق تفاصيله.

ففى حين بدت الانقسامات كبيرة بين أبناء الجالية المصرية فى أمريكا - رغم أنها أكثر تحديدا وتركيزا بين متنافسين خمسة هم: عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد مرسى وأحمد شفيق وحمدين صباحى - بدا تأثير الخلفية السياسية التى سينتمى إليها رئيس مصر القادم، مرتبط ارتباطا وثيقا بعملية تقييم سياسات الإدارة الحالية للبيت الأبيض التى تخوض بدورها اختبارا «انتخابيا» يتزامن مع ما تشهده القاهرة!

خطوط المشهد تتقاطع إلى حد بعيد.. تتقارب إلى حد الالتصاق إلا أنها تتنافر - فى بعض ملامحها - إلى حد الشقاق، إذ إن «من هو رئيس مصر القادم»؟ وخلفيته السياسية.. سيضع العديد من الملفات المحورية فى الشرق الأوسط على مائدة الحوار من جديد بصورة لابد أن تكون مختلفة - إلى حد ليس قليلا - عما كانت عليه سياسات الرئيس السابق «مبارك».

وستجعل أيا من القوى الفاعلة بالمنطقة، تعيد النظر فى قواعد اللعبة، سواء على المستوى «المحلى» أو المستوى الإقليمى.. وهو ما يدركه جيدا الفاعلون فى رسم السياسات الأمريكية ويقرؤه بشكل جيد أبناء الجالية المصرية.. وهو ما ترصده أيضا «روزاليوسف» عبر تحقيقين خاصين، من كل من واشنطن ونيويورك، يُوثقا بدقة أحد أهم المشاهد التى يعيشها الآن الشارع الأمريكى «مهموما» بالشأن المصرى.. ورئيسه!

«روزاليوسف»


لم تؤثر احتمالات تأجيل الانتخابات بموجب حكم القضاء الإدارى كثيرًا على حالة الترقب والاستعداد لدى المصريين فى الأنحاء الأمريكية للمشاركة أو المتابعة لانتخابات الرئاسة المرتقبة فى مصر، إذ بدأت - أمس - فعاليات تصويت المصريين بالخارج، وإن كانت قرارات الكثير منهم لم تحسم بعد.

ولكن الشىء اللافت كان ذلك الاهتمام الكبير لدى المصريين والأمريكيين على السواء بهوية الرئيس المقبل لمصر مقارنة باهتمامهم بالانتخابات التشريعية الأخيرة، والتى كانت نتائجها- كما تبين لى من خلال الحديث مع عدد يمثل مختلف أطياف المصريين هنا- كانت السبب الأساسى والدافع وراء الاهتمام بالانتخابات الرئاسية، لاسيما بين أقباط المهجر الذين عبروا دون استثناء عن خشيتهم من فوز المحسوبين على الإخوان أو من لديهم مرجعية دينية متشددة تستثنى الآخر.

وقبل أن نخوض فى شرح مختلف توجهات الناخب المصرى فى أمريكا أو تفاصيل انشغال ساسة واشنطن بهذه الانتخابات، نتوقف أولا عند الحراك غير المسبوق لدى أطياف المهجر المصرى استعداداً للانتخابات، الذى تميز بوجود كثير من المناظرات التى عقدها مندوبو ووكلاء والمتحمسون لمرشحين بينهم وهى مناظرات نقلت بعضها مباشرة باستخدام الإنترنت.

بين وكلاء مرشحى الإخوان وعمرو موسى وحمدين صباحى، أيضا عقدت فعاليات من الجالية فى منطقة واشنطن الكبرى جلسات للنقاش فى المنازل على مدى عطلتى الأسبوع الماضى والحالى حول المرشح الأفضل بعد أن لاقت دعوة البعض لمقاطعة الانتخابات على خلفية انسحاب مرشحهم المفضل أى الدكتور البرادعى، رفضا من الأغلبية وذلك على أساس قناعة بأن المقاطعة تعنى إعطاء فرصة لمرشح محسوب على الفلول- من وجهة نظر البعض- أو لآخر محسوب على الإخوان من وجهة نظر البعض الآخر- للوصول إلى كرسى الرئاسة.

أيضا لوحظ أن للإخوان نشاطا بارزا فى بعض المناطق التى بها نسبة وجود مرتفعة للمصريين المنتمين أصلا للإخوان أو المتعاطفين معهم فى نيو جيرسى ونيويورك، إلا أن المفاجأة أن الأغلبية من هؤلاء عبرت عن نيتها التصويت لصالح عبدالمنعم أبوالفتوح، كما لمست، وذلك بتأثير انتشار خبر منقول من مواقع إلكترونية يكشف عن صفقة للإخوان مع عمر سليمان إبان الأيام الأولى للثورة لسحب الإخوان من ميدان التحرير بعد انضمامهم للثوار أوائل فبراير 2011 نظير الإفراج عن خيرت الشاطر وحسن مالك ناهيك عن أخبار وإيميلات أخرى انتشرت عبر الفيسبوك على مواقع المصريين فى الخارج تكشف ما وصف بتخلى الإخوان بعد حصولهم على الأغلبية البرلمانية عن الثوار ومطالب ثورتهم، وبالمقابل فإن انقساما آخر واضحا سجلناه لدى أقباط المهجر ما بين التصويت لعمرو موسى فى أوساط المعتدلين منهم والتصويت لصالح أحمد شفيق لدى قطاع معروف بتشدده وهم يمثلون نسبة محدودة لكن يتميزون بالصوت العالى وبالتالى احتمالية التأثير على الناخب القبطى الذى لم يحسم أمره بعد.

الجديد أيضا هو ملاحظة ازدياد مطرد فى نسبة المؤيدين لحمدين صباحى لدى قطاع عريض من المصريين متوسطى العمر والجيل الثانى المتحمسين للثورة، والذين لوحظ وجودهم بكثافة خلال المظاهرات الموازية التى كانت تنظم أيام الثورة تضامنا معها أمام البيت الأبيض وحول القنصليات المصرية فى نيويورك ولوس أنجلوس وهيوستن، أحد هؤلاء وهو بالمناسبة من المتطوعين- 32 عاما فى حملة أوباما الرئاسية المقبلة أكد لى قيامه متطوعا بالترويج لصباحى مع أعضاء من الجمعية المصرية للتغيير وأصدقاء له بجامعة هارفارد وفى بوسطن، وأضاف أنه بذل جهدا لإقناع والده ووالدته بالتصويت لصباحى، لأنه البديل المعقول الذى سيضمن مدنية الدولة فى مصر، وأنه استخدم عامل كبر سن مرشحهم المفضل عمرو موسى لإقناعهم بأهمية التغيير وأن الأمر انتهى معهم إلى ترك القرار ليوم التصويت، وبالتالى فحالة صاحبنا هذه لا تختلف كثيرا عن حالة قطاع لا يستهان به فى تلك الانتخابات، أى ناخبى المهجر الذين لم يقرروا بعد هوية من سيصوتون له، ولعل الرأى الذى قاله لى الدكتور فكرى اندراوس عالم ناسا الأسبق وصاحب الكتاب الشهير «المسلمون والأقباط فى التاريخ» يكشف لنا حقيقة ما يجرى لدى الجالية.. فهو يرى أنه لا أحد تقريبا من المرشحين يستحق التحمس الكامل، ورغم التشاؤم الذى يعكسه هذا الرأى الصريح إلا أن دكتور اندراوس شدد على تفاؤل كبير يشعر به هو شخصيا.. فهو يرى فى الانتخابات وفى حالات التراجع على الساحة فى مصر، والتى تصل أحيانا إلى درجة الفوضى منذ الثورة وحتى الآن.. يراها أمرا طبيعيا لأن مصر تشهد مخاضا متعسرا، لابد أن يصاحبه الألم وأن انتخابات الرئاسة قد تتمخض عن طفل قد يراه البعض معلولا أو قبيحا فى البداية ولكنه متقن أنه سرعان ما سيشتد عود الوليد ويسفر عن وجهه الحقيقى المبشر بالخير والأمل.
على أية حال فإن جولتنا على مدى الأسبوع الماضى للإجابة عن سؤال لمن سيذهب صوت المصريين فى أمريكا؟ أوصلتنا للنتائج التالية:

- أصوات إخوان أمريكا ستذهب لأبو الفتوح وقلة ستصوت لمرشح الإخوان مرسى وحيث لوحظ قيام حملة أبو الفتوح بالإنفاق بسخاء على حملته لدرجة الحصول على مقر وتوزيع بوسترات فاخرة جنبا إلى جنب مع إعلام مصر وأمريكا على أماكن التجمعات المصرية فى جيرسى سيتى وكوينز بنيويورك وعلى واجهات بعض المبانى وتحمل صورته لدرجة استرعت نظر عمدة المدينة الذى سأل عن هوية صاحب هذه الصور.

[حمدين صباحي]

- الغالبية من متوسطى العمر ستصوت لحمدين صباحى.

- أغلب كبار السن والجيل الأول سيصوتون لصالح عمرو موسى.

- أقباط المهجر سيصوتون أيضا لعمرو موسى ونسبة تتفاوت بين الولايات ستصوت لأحمد شفيق.

- الجيل الثانى وشباب الجالية وكثير من الدارسين سيصوتون لصالح حمدين صباحى.

[أحمد شفيق]

- سجلنا نسبة لا بأس بها ممن قرر أن يحسم أمره فى اللحظة الأخيرة بمن فيهم من قرر المقاطعة، وذلك لسببين أساسيين أولهما عدم قناعتهم بأى من المرشحين، وثانيهما وهذا هو الأهم هو قرار اللجنة العليا للانتخابات عدم تمكين المصريين بالولايات المتحدة والغرب من التصويت إلا لحملة الرقم القومى وإظهار الأصل لدى حضوره إلى مقر التصويت بالسفارة أو القنصلية، وليس جواز سفر مصرياً ساريا كالمفترض، وبالتالى ومع ملاحظة قلة نسبة الذين تمكنوا من الحصول على الرقم القومى، فالمتوقع ضآلة عدد الناخبين هذه المرة أيضا، فى الولايات المتحدة عموما- على عكس المصريين- العمالة الزائرة بمنطقة الخليج، والمستوفون لهذه الشروط وبالتالى فسيصب ذلك لمصلحة مرشحى تيار الإسلام السياسى، وبالنسبة لهذه النقطة الأخيرة فقد سألت سفيرنا فى واشنطن السفير سامح شكرى عنها، فأبلغنى أن هناك زيادة متوقعة فى عدد الناخبين هذه المرة لكنها لن تتجاوز السبعة آلاف وكان تقديره أن العدد الإجمالى قد يصل إلى 29 ألف ناخب وهو عدد لا يتناسب وإجمالى عدد المصريين فى أمريكا الذين يقدر تعدادهم بمليون، وأضاف أنه حتى مساء الخميس لم تصدر تعليمات من اللجنة العليا للانتخابات بشأن أى تغيير فى المواد المحددة، وبالتالى فعملية التصويت ستجرى فى الموعد المقرر وبدايته الجمعة 11 مايو، وعن الاختلاف فى عملية التصويت هذه المرة عن الانتخابات التشريعية قال شكرى إنه جرى إضافة تقنية المسح الكودى للتأكد من قوائم الناخبين، أيضا فإن التصويت الجماعى أى إرسال المصريين تصويتهم بريديا أو عبر موكل عنهم بشكل جماعى لم يعد مسموحا به وفق تعليمات اللجنة العليا للانتخابات كما سيسمح بموكلى المرشحين بتوكيلات معتمدة بالحضور أثناء عمليتى التصويت والفرز إضافة لمندوبى المنظمات المعتمدة من اللجنة العليا للانتخابات.

هذا بالنسبة للمصريين فى الأنحاء الأمريكية، فماذا عن الأروقة السياسية فى واشنطن! حقيقة لا تكفى بضعة سطور هنا لأشرح لك عزيزى القارئ مدى الاهتمام الذى يصل إلى درجة القلق فى بعض الجهات الأمريكية، ففى حين أعدت التقارير واستطلاعات الرأى المنشور منها والمحجوب حول هوية الرئيس القادم لمصر وعن عدد الندوات وحلقات النقاش التى ازدحمت بها أروقة مركز صنع القرار الأمريكى لاسيما تلك التى تجد آراء القائمين عليها طريقها إلى البيت الأبيض، لذا قد اخترت نموذجا منها فى صورة تقييم صاغته الباحثة المخضرمة فى الشأن المصرى «مارينا أوتواى» كبيرة باحثى الشرق الأوسط فى وقف كارنيجى وذلك فى شكل 6 أسئلة وأجوبة شاملة كانت كالتالى: من هم المتنافسون الرئيسيون فى الانتخابات الرئاسية المصرية؟ من الأرجح أن يفوز؟ ما أهمية القرارات الأخيرة الخاصة بمنع بعض المرشحين، بما فى ذلك ثلاثة بارزون بينهم، من يخوض معركة الرئاسة المصرية؟ ما مدى أهمية الانتخابات بالنسبة إلى العملية الانتقالية فى مصر؟ أين أصبحت عملية صياغة دستور جديد؟ هل يحتمل أن تتجدد الاحتجاجات؟

[عبدالمنعم أبوالفتوح]

ونجدها تحدد ثلاثة متنافسين رئيسيين فقط، هم عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق فى عهد الرئيس السابق مبارك ومحمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان، وعبدالمنعم أبوالفتوح.

وتشير أوتواى إلى استطلاعات الرأى العام الأخيرة التى أشارت إلى أن عمرو موسى يحتل المرتبة الأولى، يليه عبدالمنعم أبوالفتوح، ثم محمد مرسى فى المرتبة الثالثة، وتقول أنه مع ذلك فمعظم المصريين يقولون إنهم لم يحزموا أمرهم بعد، وإن غالبية العلمانيين بالطبع، ستنحاز إلى عمرو موسى، كما يحتمل أن يجذب الأخير أيضا مصريين آخرين غير مفتونين بجماعة الإخوان، فالرجل له كيان معروف، وتمتع بقدر جيد من الشعبية حين كان وزيرا للخارجية لأنه تبنى موقفا متصلبا من إسرائيل، ثم بعدها أصبح أمينا عاما لجامعة الدول العربية. ولذا فهو يفيد للغاية من سمعته هذه وأنه من الصعب قول الأمر نفسه عن المتنافسين الآخرين. فالجاذبية الشخصية لمحمد مرسى محدودة ولم يكن هو حتى خيار جماعة الإخوان الأول، بل وقعت القرعة عليه فقط بعد منع خيرت الشاطر من خوض الانتخابات. ويشير المصريون بسخرية إلى مرسى على أنه «الاحتياطى» صحيح أن الرجل لعب العديد من الأدوار المهمة فى منظمة الإخوان، إلا أنه كان دوما وراء الكواليس، ولذا فهو لايبلى بلاء حسنا فى استطلاعات الرأى. ومع ذلك ستبذل جماعة الإخوان قصارى جهدها وستعبئ طاقتها التنظيمية على الأرض لمحاولة انتخابه. ولذا لا يجب الاستهانة بمسألة ترشحه، بينما من جهة أخرى يحظى أبوالفتوح بشعبية فى أوساط العديد من قطاعات الشعب المتباينة. فهو نجح فى اجتذاب العديد من الليبراليين، خاصة الشباب منهم، كما اجتذب أيضا السلفيين وحتى بعض الأصوات العلمانية فى القطاعات التى لا تستطيع أن تهضم فكرة التصويت لموسى «الذى رغم عدم قربه من مبارك، إلا أنه من مخلفات نظامه». ثم إن الشباب فى جماعة الإخوان يحبونه. ومع تشتت الأصوات بين الإسلاميين، فإن الحصيلة الأكثر احتمالا هى أن يخوض موسى معركة الجولة الثانية مع مرشح إسلامى. وتصف الباحثة قرار منع بعض المرشحين البارزين بأنه خطوة سياسية بامتياز. فرئيس اللجنة العليا للانتخابات، فاروق سلطان، وهو أيضا رئيس المحكمة الدستورية، كان إلى حد ما قاضيا مغمورا قبل أن ينتشله مبارك من عتمة الشهرة ليجعله يسيطر على المحكمة الدستورية. آنذاك، أثارت هذه الخطوة الكثير من الاستغراب، بدت بوضوح تعيينا سياسيا. وتبعا لذلك قد يكون من الإنصاف القول إن سلطان لم يظهر على الساحة وهو يحظى بسيرة مهنية قضائية لا يكتنفها الشك لا من أمامها ولا من خلفها. كما تشير الباحثة فى ورقتها إلى أبوإسماعيل والشاطر بقولها أبوإسماعيل «استبعد لأن والدته كانت مواطنة أمريكية، وقانون الانتخابات يحظر ذلك بوضوح. وهى نالت الجنسية الأمريكية فى السنوات الأخيرة من حياتها فقط، بعد أن هاجرت ابنتها إلى الولايات المتحدة. وسليمان لم يحصل على العدد الكافى والمتوقع من التوقيعات التى تؤيد ترشيحه، على الرغم من أن هذا النقص كان ضئيلا جدا، والشاطر كان فى السجن، لكن العفو الذى تلقاه كان من محكمة لم يكن من صلاحيتها إصدار مثل هذا الحكم. الشاطر كان مسجونا بتهم سياسية - فهو ليس مجرما - لكنه وفق بنود قانون الانتخابات لايستطيع الترشح.

إلا أن أهم ما ورد فى رؤية مارينا هو أن المشكلة التى تهدد المشهد المصرى ليس فيما قد يحدث الآن بل ما سيحدث لاحقا.

[عمرو موسي]

فهى ترى أن الخطر الحقيقى هو أن يرفض المصريون نتائج الانتخابات وعندئذ قد تندلع احتجاجات هائلة. إذا حقق أى مرشح، ولا سيما عمرو موسى، فوزا من الجولة الأولى، فسيسود شك واسع فى نتائج الانتخابات وتقول: أما إذا وضعنا هذا القلق جانبا، فالسيناريوهات التى من شأنها أن تفاقم الأمور هى أن يحاول الجيش مراجعة الدستور أو مقاطعة عملية صياغة الدستور الجديد. وطبعا كل محاولة قد يقوم بها الجيش لاستعادة السلطة ستدفع الناس إلى النزول إلى الشارع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.