فقدت الثقافة المصرية الفنان صلاح السقا 78 عاماً أحد أبرز رواد فن مسرح العرائس الذي قدم ما يزيد علي خمسين عملاً فنياً ساهمت في إثراء صناعة فن العرائس وقد عمل مديراً لمسرح العرائس، وأخرج العديد من المسرحيات منها «حمار شهاب الدين، صحصح لما تنجح، حلم الوزير سعدون، حسن الصياد، الأطفال يدخلون البرلمان» ويبقي أوبريت «الليلة الكبيرة» من أشهر الأعمال التي قدمها، ويظل هذا العمل علامة بارزة في تاريخ فن العرائس، ولم يكتف صلاح السقا بإسهاماته وإبداعاته في مجال الإخراج المسرحي، بل أسهم في إنشاء مسارح العرائس في العديد من الدول العربية والأوروبية، وأجري الكثير من البحوث في تاريخ فن العرائس. يقول عنه محمد نور مدير عام مسرح القاهرة للعرائس إن صلاح السقا هو الأب الروحي لمسرح العرائس، وصاحب أشهر المسرحيات التي قُدمت علي مسرح العرائس وهي مسرحية الليلة الكبيرة، وللسقا إسهامات كثيرة فقدم روائع في مسرح العرائس منها «صحصح لما ينجح» سنة 1963 وكانت من تأليف صلاح جاهين وألحان محمد فوزي و«صحصح المصحصح» ، «عقلة الأصبع»، «عودة الشاطر حسن» وعندما نجحت التجربة تم تقديم سلسلة مسرحيات صحصح وهي خمس مسرحيات، وكانت له رحلة عطاء متميزة حتي خروجه علي المعاش. وأضاف نور: كان لي الحظ بأن قمت بمصاحبة السقا في رحلاته خارج مصر، وإن كان صلاح السقا حظي بنصيب من الشهرة في مصر، فشهرته خارج مصر كانت أكثر بكثير، وبالذات في دول أوروبا، خاصة في رومانيا تحديداً، حتي إن من يأتي من رومانيا لتقديم عروض مسرحية في المهرجان التجريبي، كان يبحث عن أعمال السقا، والذهاب إليه لأنه مؤسس مسرح العرائس في هذه الدول، هذا إلي جانب عدد من المسارح التي أسسها في كل من قطر والعراق وسوريا والسودان وتونس والكويت، فله شعبية طاغية في هذه الدول. وقد تم تكريم صلاح السقا خارج مصر فنال الجائزة العالمية الثالثة من بوخارست، والجائزة الأولي من برلين، وشهادة تقدير من الولاياتالمتحدة، ودرع مهرجان جرش، والدرع الذهبي لإمارة الشارقة، والميدالية الذهبية لمهرجان دول البحر المتوسط بإيطاليا وأخيراً تم تكريمه في عيد الطفولة في مسرح العرائس.. ويؤكد نور أن مسرحيات السقا وأعماله المتميزة تدرس لراغبي العمل في هذا الفن، فهو ملك مسرح العرائس، ورائد من الرواد الذين أرسوا قواعد هذا الفن، وكل من يعمل في صناعة العرائس تتلمذ علي يده، وأضاف نور قائلاً: وأنا أحد هؤلاء الذين تتلمذوا علي يديه، وهو من رشحني لتولي إدارة مسرح العرائس، وجميع العاملين بمسرح العرائس حالياً استفادوا منه بطريقة مباشرة من خلال التعامل معه أو عن طريق التعلم من مسرحياته. - مبدع حقيقي أما الدكتور نبيل بهجت أستاذ المسرح بجامعة حلوان فيري أن معظم الاتجاهات المسرحية في فن العرائس حالياً تُعد امتداداً لمسرح السقا، بل إن أغلب الأعمال استنساخ من أعماله، حتي إن الليلة الكبيرة يتم طلبها للعرض حالياً خارج مصر وداخلها، بل إنها تحصد الجوائز بصفة مستمرة، وهذا يعني أن السقا قدم منتجاً حقيقياً، وصنع جماهيرية شرعية لمسرح العرائس، فقد تعاون السقا مع جاهين وسيد مكاوي، وعبدالرحمن الأبنودي وسيد حجاب وكتب له سمير عبد الباقي. استطاع أن يتعامل مع هؤلاء المبدعين بما يملكون من حس شعبي، واكتسب بها شرعية مسرحياته. وقال نبيل بهجت: إن الإبداع في مسرح العرائس توقف عند أعمال الستينيات، فأعمال السقا أعمال تاريخية، وعلي تلاميذه أن يطوروا في أعمالهم ولا يقلدوا أعمال السقا، حتي ينهضوا بهذا الفن، ويكملوا مسيرته، وحتي لا تتوقف الذاكرة السمعية والبصرية لفن العرائس في مصر والوطن العربي عند أعمال السقا. وأضاف إن محبي مسرح العرائس ارتبطوا منذ عقود بأعمال السقا، الذي لعب دوراً كبيراً في تسويق فكرة العرائس ومسرحها من خلال أعماله المسرحية التي تربت عليها أجيال طويلة منذ الصغر، كما يحسب له أنه لم يكن يقوم بدوره بشكل نمطي بل كان مبدعاً في أعماله.