كشف تقرير التنمية البشرية عن أن انتقال الفقر بين الأجيال هو العامل الرئيسى فى وجود الفقر، لافتا إلى أن الشباب الفقير ينشأ ويستمر فقيرا خاصة فى المناطق الريفية ويظل غير مؤهل لاقتناص الفرص أو الحصول على عمل دائم، وهناك حاجة ملحة واضحة خاصة فى ريف مصر لكسر الحلقة المفرغة للحرمان من خلال التعليم وتزويد الدخل وتطوير الخدمات التى ترتقى بالظروف المعيشية والصحية. وأشار التقرير إلى جهود الحكومة فى تخفيض الفقر حيث أصبح لديها الآن أدوات تمكنها من تحديد الأسر الفقيرة متعهدة بمضاعفة عدد الأسر المستحقة للتحويلات النقدية المشروطة وتحسين فرص الوصول إلى الخدمات العامة ويعتبر برنامج تنمية الألف قرية الأكثر فقرا مبادرة مبتكرة جديدة ولفت التقرير إلى أن بطالة الشباب هى السمة الغالبة على شكل البطالة فى مصر وأكثرها خطورة، فحوالى 90% من المتعطلين يقل عمرهم عن 30 سنة، لافتا إلى وجود ارتباط قوى بين عدم وجود وظائف دائمة والفقر، فالشباب الفقير لايستطيع أن يتحمل البقاء طويلا بدون عمل، لذلك يتخلى عن فكرة الحصول على وظيفة رسمية أسرع من الفئات الأخرى من الشباب ويلتحق بأى وظيفة يمكن أن يجدها (مؤقتة أو موسمية) . وقال التقرير إن معدل البطالة بدأ فى التراجع حيث انخفضت نسبة الذكور المتعطلين نحو الثلث من 32% إلى 24% عام 2009 ويقول د.حمدى عبدالعظيم رئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدراية سابقا إن تقارير التنمية البشرية أكدت أن معدلات الفقر عالية، لافتا إلى أن فئة الشباب المتعطل من ضمن الفقراء ممن ليس لهم دخل، مشيرا إلى أن الشباب المصرى يعانى العديد من المشاكل مثل أزمة الإسكان والزواج والعمل إلخ. فهذا ليس كلاماً مرسلاً ولكنه مؤكد طبقا لمؤشرات التنمية البشرية. ويؤكد د.حمدى أن الشباب لايثور ولا ينتقض من فراغ ولكن نتيجة مشاكل، ومن ثم فإن الشباب عندما يشعرون بأى تحسن فإنهم لا يثورون فالشاب مازال يعانى من أزمات عديدة (الحصول على فرصة عمل و مسكن للزواج.. إلخ) لافتا إلى أن الشباب من حقه أن يتطلع إلى مستقبل أفضل. د.شريف دلاور الخبير الاقتصادى يقول إن تصريحات د.عثمان بأن الحكومة لاتخفى تقارير الفقر وإن كان البعض فى الخارج يستخدمها ضدنا فهذا يدل على (فكر المؤامرة) فهو بمثابة تفكير بالٍ، مبديا دهشته ممن يثور فى ذهن المصادر الرسمية من فكر المؤامرة (وإننا مستهدفون). وقال د.شريف إن هناك تعهدات دولية لاسيما مصرية لتخفيف حدة الفقر بحلول الألفية، لافتا إلى أنه لاينبغى أن نلقى باللوم على على الشباب. وأضاف د.شريف: ينبغى أن نفرق بين نوعى الفقر (المدقع والنسبى) فالأول تصل نسبته إلى 4,3% أما النسبى فيصل إلى ما. يقرب من 40% طبقا لتقارير التنمية البشرية، لافتا إلى أن تحليل معدلات الفقر لايتوقف على مجرد أرقام مجردة أو نسب ولكن ضرورة تحسين جودة الحياة فى جميع المجالات (الصحة و التعليم... إلخ ). وقد اعترف الدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية، بالسلبيات الواردة فى التقرير، وقال: «لم نخجل من قياس الفقر وإصدار تقرير عن خصائصه، على الرغم من استخدامه ضدنا فى الخارج» وتابع: «لا قلق من السلبيات التى يطرحها تقرير التنمية البشرية» مشيرا إلى أن هذه النقاط تتم الاستفادة منها فى الخطط المستقبلية للدولة. وقال إنه تم إصدار تقرير عن البطالة، تمت الاستفادة منه فى تطوير منظومة التعليم بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل، منوها إلى عدم التناقض بين نتائج التقارير الدولية والمحلية فيما يخص مؤشرات الأداء الاقتصادى، وغيرها من المؤشرات الاجتماعية. وأضاف: «الحكومة لا تتجاهل ما يصادفها من مشكلات وصعوبات، حتى لو أن ما واجهناه كبير».