أصبحت القنوات الفضائية لا تعد ولا تحصى، وفى ازدياد مستمر، ولكن وفى الفترة الأخيرة ظهرت القنوات الدينية بكثافة عالية منها الخاص بتلاوة القرآن الكريم مثل قناة "العفاسى" و"المجد"، و"الحقيقة" وقنوات أخرى تهتم بالشريعة والفقه و"الفتاوى" والتى تفتى الناس فى مشاكلهم الخاصة بالدين والحياة.. وللأسف الشديد أغلب الشيوخ والدعاة العاملين بهذه القنوات ليسوا من خريجى "الأزهر الشريف".. صباح الخير رصدت عددا من هذه القنوات وبعض أعمالهم والفتاوى التى تعطى للمتسائلين على الهواء. فمثلا قناة الناس هذه القناة تخلو تماما من النساء، أما عن أهم برامجها فهى "فضفضة" الذى يعرض يوميا ويقدمه كل يوم شيخ مختلف.مثل الشيخ محمود المصرى الذى يركز على شريحة الأطفال والشباب ويحاول جذبهم إليه، ويوجد أيضا الشيخ محمد حسان الذى هوجم مؤخرا بشدة من قبل المصريين المقيمين بالخارج، خصوصا فى دبى لأنه فى خطبة الجمعة الذى كان يلقيها هناك قال "أنا تحت أقدام العلماء السعوديين" مما أثار غضب المصريين كما يقول المستشار محمد مبروك الذى يعمل بوزارة العمل بدبى، ويؤكد مستنكرا ما فعله الشيخ حسان، حيث أهان الأزهر الشريف ومصر فهما منبع العلم والعلماء، فكيف يأتى من يرضى لنفسه أن يكون تحت أقدام العلماء السعوديين. أما الشيخ محمد حسين يعقوب مقدم برنامج كيف وأخواتها، ويتحدث عن أى سؤال خاص بالدين الإسلامى يبدأ بكيف.. وغيرها من البرامج.. وقنوات كثيرة بدأت تظهر مؤخرا مثل الرحمة والحكمة والأمة والحافظ وماريا وغيرهم. - واللافت للنظر أن هناك قنوات دين لا تسمح للمرأة بالتواجد بها، والعكس، حيث تسمح للعمل للمنقبات بها مثل قناة ماريا التى نوهنا عنها فى العدد الماضى بأنها خاصة بالمنقبات فقط، ولا تسمح للرجال بالتواجد بها، ولكننا علمنا من سيدة منقبة كانت تعمل داخل القناة أن معظم العاملين بالقناة تركوها وذهبن إلى قناة جديدة تدعى "الحافظ" وتقول عن سبب تركها لقناة "ماريا" أن الموضوع ليس إعلاميا بحتا، بل هو استغلال لاسم الدين وحتى المنقبات الأخريات معظمهن يهدفن إلى الشهرة حتى إن بعضهن غير مؤهلات للعمل كمذيعات، غير أن مدير القناة كان حاد الطباع وكان لا يعجبنى طريقة حديثه معنا. قناة الحافظ يوجد بها 02 برنامجا متنوعا وتردد أنها توجد بها مذيعة منقبة تقدم برنامجا لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال ومؤخرا شاهدت برنامجا بعنوان "فرسان السنة" يقدمه الشيخ جمال صابر وكان يستضيف ثلاثا من الشيوخ فى هذه الحلقة وكانت هناك سيدة تسأل عن هل يسمح للزوج أن يفرض على زوجته النقاب؟ فأجابها أحد الشيوخ إجابة غير واضحة وغير حاسمة وأشار بكلامه إلى الزوج إذا كانت زوجتك جميلة فلا مانع من أن ترتدى النقاب وعليك أن تستفتى قلبك، وتفعل ما تشعر به وتدخل مقدم البرنامج متسائلا: إن أحد العلماء صرح بأن النقاب ليس فرضا وبدعة؟ فرد عليه نفس الشيخ وقال ساخرا.. كيف يكون بدعة وهو كان موجودا أيام الرسول؟! وبالطبع فهذا التناقض والتضارب فى الفتاوى بين القنوات الفضائية يؤدى إلى مزيد من البلبلة والفرقة بين المسلمين بدلا من توحدهم وتجمعهم على كلمة سواء.