لا أحد يمكنه أن يحسم كيف سيكون شكل هذا اليوم المرتقب ولا أحد يملك التأكيد على سيناريو واحد دون غيره ليوم 52 يناير المقبل وسط الكثير من السيناريوهات المتوقعة لهذا اليوم الصعب ووسط دعوات متناقضة إما لجعله يوما للاحتفال أو يوما للانتقام! ورغم حالة التخبط والحيرة والترقب فالمؤكد أن 52 يناير المقبل سيكون يوم الفرصة الأخيرة للتأكيد على أن مصر تريد أن تمضى للأمام ولا تعود للوراء.. هو يوم الفرصة الأخيرة للاستقرار وبداية البناء لأنه لا قدر الله لو حدث ما نخشاه جميعا من سيناريو أسود يمتلئ بالتخريب والصراع والانتقام بأى شكل ولأى سبب فإن فرصتنا فى أن نعود من جديد ستتأخر طويلا ولمدى لا يعلمه إلا الله وسندخل فى دوامة من الخطر سيكون من الصعب الخروج منها. لا أحد ممن يحبون هذا البلد - حتى من لديهم مطالب وينوون الاعتصام من جديد فى الميدان- يريد سيناريو أسود لهذا اليوم، لكن هناك من لا يحبون مصر وسينتهزون هذا اليوم لأنه سيكون بالنسبة لهم أيضا يوم الفرصة الأخير للانقضاض على البلد وتخريبها وتوريطها فى مرحلة الخطر، بينما لو فاتت الفرصة على هؤلاء فإن أى دعوات قادمة لهم ستكون أضعف بكثير.. هو يوم الفرصة الأخيرة لدعوات البناء ويوم الفرصة الأخيرة أيضا لدعوات التخريب وكل ما نتمناه أن تنتصر دعوات الخير على الشر وأن تنطلق بلدنا بعد هذا اليوم إلى مرحلة الأمان والسلام والبناء. صحيح لا نشعر حتى الآن أن الثورة غيرت الحياة فى مصر للأفضل بعد عام كامل مر عليها وصحيح لا تزال هناك مطالب من حق الجميع أن يعلنها ويدافع عنها، لكن هذا لا يعنى الدعوة للتخريب والانتقام وفتح الباب على مصراعيه لدخول من يريد الخراب لهذا البلد.. صحيح الخطوات بطيئة ومتعثرة لكن الآن لدينا برلمان منتخب، وبعد شهور قليلة سيكون لدينا رئيس لتبدأ عجلة الحياة فى الدوران بشكل أسرع وأكثر ثباتا واستقرارا. نعم هناك حالة خوف لدى الجميع مما سيحدث خلال هذا اليوم ورغم ما أعلنه المجلس العسكرى من أن الجيش سيكون حاميا لمصر فى 52 يناير المقبل فإن هذا ليس ضمانا لعدم حدوث مواجهات خاصة أن هناك من يدعون إلى المواجهة مع الجيش وهى دعوات موجودة على الفيس بوك وليست خافية على أحد وأكد المجلس العسكرى رصده لها فى أحد بياناته الأخيرة.. كما أن انسحاب البرادعى من الترشح لانتخابات الرئاسة يأتى فى توقيت صعب يجعل من يوم 52 يناير المقبل أيضا يوما على صفيح ساخن. من حقنا أن نخاف على بلدنا ولا نريد تكرار ما يحدث فى سوريا على أرض مصر، وهذا الكلام ليس فزاعة لأصحاب المطالب المشروعة لأنه من حقهم أن يدافعوا عن رؤيتهم ومطالبهم مادام هذا يتم بشكل متحضر وسلمى بعيدا عن التخريب واستخدام العنف والقوة. نحن الآن أمام دعوتين: دعوة للاحتفال بالثورة والاستمرار فى الحفاظ على أهدافها ومطالبها بشكل سلمى متحضر ودعوة أخرى للصراع والتخريب.. والخوف موجود ومن الطبيعى أن نشعر به لكننا جميعا أيضا مطالبون بدور فى حماية بلدنا لأنه لا يوجد بلد يمكن أن يمر من مرحلة خطر تحيط به وشعبه يجلس فى مقاعد المتفرجين والمنتظرين لما ستسفر عنه الأمور.