مهرة يتميز الشباب دائما بالتجديد والتطوير والثورة على القديم وخير مثال على ذلك الفنانون الشباب الثلاثة جابى وأمنية ومهرة فلكل منهم سكة مختلفة عن السائد فى الفن التشكيلى وكل واحد فيهم يقدم رؤية مختلفة فى معرضه الجديد فالفنان جابى يقدم فى معرضه «طاقة وشفافية» بقاعة جرانت تلك الهالة التى تحيط بالإنسان والتى تزداد سلباً وإيجاباً على حسب دوافعه واهتماماته وعلاقاته بالآخرين والتى توصله إلى شىء من الشفافية، فى حين تقدم الأختان أمنية ومهرة بقاعة كلية الفنون الجميلة رؤيتين فنيتين مختلفتين الأولى أمنية تحاول الوصول إلى صياغة تشكيلية جديدة لعنصر النبات كمكون إبداعى والثانية مهرة تقدم رؤية تجريدية تعتمد على الخطوط والألوان لموضوعها «من وحى ثورة 25 يناير». ويقول محمد جابر الشهير بجابى والذى يعمل إخصائيا نفسيا وله تجربة فى الغناء الغربى أيضا إنه يناقش فى معرضه الجديد الرابع موضوع مصادر الطاقة وفكرة الإيجابية والسلبية فى طاقة الآخرين، فلكل إنسان منا طاقته ولكن كيف يستخدمها ويحاول الوصول لهذه الفكرة بالرسم واللون والتأكيد على الشكل - الفيجر - فى كل لوحة فتجده مرة متحركا يحاول الخروج من قيود اللوحة، ومرة ساكنا ومتأملاً ويحاول تبسيط الفكرة بخطوط بسيطة ولكنها ليست مباشرة ويستخدم اللون الذى هو أساس الطاقة للتعبير عن هذا المضمون النفسى لهذا بالرسم على اللوحة مباشرة ويؤكد جابى أن كل لوحاته بها فكرة تثير التأمل والتفكير وتحرض المتلقى على التأمل وتعكس حالته وربما تفكيره، فى تحسين حالته وطاقته، أيضا، وقد رسم جابى معظم لوحاته بخامة الاكليريك والجواش واستخدام الألوان الساخنة. باستثناء لوحات بالأبيض والأسود بينها لوحات مصر وعن ثورة يناير. ويرى أنه يقدم نوعا من الفن يحاول رصد كل ما هو موجود فى اللاشعور وفى معرضه الجديد - الطاقة - نجد مشاعر وأفكاراً وأحاسيس ترتبط بالعالم ككل وبالأشخاص الذين يعيشون فيه. أما الفنانة مهرة صقر فتقول إنها تعتمد على استغلال الكمبيوتر والوسائط الرقمية فى إنتاج أعمالها الفنية وهى رائدة فى هذا المجال بمصر والمعروف بفن «الفراكتال» وهو نوع من فن التصوير الرقمى يتم إنتاجه من خلال معادلات رياضية يتم تطبيقها على الكمبيوتر وتقول مهرة إنها اختارت الحس التجريدى فى أعمالها للتعبير عنه باللون والخط عن الصراع الذى تكبده الشعب المصرى طوال السنوات السابقة حتى لفت انتباه العالم بثورته السلمية المجيدة.. مضيفة إنها حاولت أن تتمتع اللوحات بحس فلسفى من خلال استخدام الرموز والإيحاءات التى استوحتها من ثورة يناير مثل حمامة السلام للتعبير عن سلمية الثورة مثلا، وفى لوحة أخرى نجد طائراً يطير عكس التيار ضد الأمواج العاتية من أجل الوصول إلى الهدف والصراع هنا هو صراع السلم فى مقابل العنف والفوضى. ورغم اختلاف تجربة أمنية عن تجارب جابى ومهرة إلا أنها تقدم أعمالاً مهمة ومختلفة فكما تقول إنها تحاول فى أعمالها الفنية الخروج عن الشكل التقليدى المتعارف عليه للعناصر النباتية والتعبير عن الانفعالات والانطباعات الشخصية المختلفة لدى مشاهدتنا لها بين جنبات الطبيعة وذلك بشكل غير مألوف على سطح لوحاتها من خلال استخدام أسلوب التصوير المعروف بفن الكولاج، وتضيف إن الخيال يلعب دوراً كبيراً فى إبراز جماليات العناصر الموجودة باللوحة بشكل يميل إلى التبسيط والتجريد واستخدام الظلال بجوار المساحات الفاتحة ذات التألقات اللونية المشرقة وهو ما أعطي إحساساً وهمياً بالحركة والانطلاق والعمق.