حملت مصادر قريبة من السفيرة الأمريكية لدى القاهرة مارجريت إسكوبى إعلان البيت الأبيض ترشيحه باترسون سفيرة جديدة لواشنطن فى مصر، أكثر من دلالة، أولها اعتبار الولاياتالمتحدة، دخولها مرحلة جديدة من العلاقات الدبلوماسية مع مصر بعد ثورة يناير، وهو التغيير الذى يستدعى دعوة باترسون للعمل فورا فى السفارة بالقاهرة. ووصفت المصادر باترسون «بسفيرة الأزمات» مشيرة إلى أن الإعلان عن ترشيحها، فى هذا التوقيت، الغرض منه رغبة إدارة أوباما فى تغيير الصورة الذهنية للإدارة الأمريكية لدى فريق الدبلوماسية الجديد فى مصر، إضافة إلى متخذى القرار المصريين بعد التغيرات التى طرأت بعد يناير. ان باترسون وقالت المصادر إن تعيين باترسون، يعنى اقتناع واشنطن بأن علاقتها مع القاهرة دخلت مرحلة «الشراكة لا «التحالف» وهو ما أشارت إليه عدة رسائل على لسان وزير الخارجية نبيل العربى، فور توليه الوزارة، وهى السياسة التى تتوقع واشنطن استمرارها، حتى بعد ترك العربى للخارجية لوزير جديد. سياسيا، لم تعول المصادر على اهتمام إدارة أوباما بالداخل المصرى فقط، مشيرة إلى أن استعداد الدبلوماسية المصرية الجديدة فى التقارب مع إيران، وإضافة نجاح القاهرة فى إتمام المصالحة الفلسطينية كانتا الخطوتين اللتين أثارتا بالضرورة قلق واشنطن، وهو القلق نفسه الذى أصاب تل أبيب، فالقاهرة - حسب المصادر - كانت تحولت فجأة من سياسة إلى أخرى، فى غضون أسابيع قليلة، ما يجب معه بالضرورة أن يكون ممثل إدارة أوباما فى القاهرة على مستوى الأحداث. آن باترسون، التى أكدت المصادر ترشيح أوباما لها بنفسه، كانت آخر مهامها، تولى قيادة البعثة الدبلوماسية الأمريكية فى باكستان من عام 2007 وحتى عام 2010 فى مرحلة من أشد المراحل تعقيدا بين إسلام أباد وواشنطن، كما شغلت، بقدرتها على إدارة الأزمات، سفارتها لبلادها لدى كل من كولومبيا والسلفادور، شكلت خلالها ما وصفته الدبلوماسية الدولية ب«الغطاء المرن»، خلال توجه أمريكى لاتينى، مضاد لواشنطن، فى وقت لا تستطيع الولاياتالمتحدة التخلى عن علاقاتها النفطية مع دول أمريكا اللاتينية بدايات الألفية وإذا ما صادق مجلس الشيوخ الأمريكى على تعيين باترسون ، خلال أيام حسب ما توقعت مصادر السفارة ، فإن إدارة أوباما سوف تدفع بها الى القاهرة فى «لا وقت» حسب التعبير الأمريكى .